في يوم وطني كبير وحاشد في مدينة Modena  الإيطالية، أقامت اللجنة الدولية "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا"، وحق العودة، ولمناسبة مرور عشر سنوات على غياب ستيفانو كاريني،  وتدمير مخيم نهر البارد، وقفة  لذكرى الرفيق موسولينو، اختتمت بمنح جوائز تقديرية لعدد من الذين أبدعوا بالعطاء لأجل القضية الفلسطينية باسم ستيفانو كاريني مؤسس اللجنة الدولية: منهم رسام الكاريكاتير الإيطالي العالمي أنزو إبيشيلا، والكاتب الصحفي الإيطالي الشهير ادي فرندي، وقاسم العينا، ومؤسسة أطفال الصمود في لبنان، ومروان عبد العال، ولجنة متابعة إعمار مخيم نهر البارد الذين قدموا كضيوف شرف على البرنامج.
خلال اليوم الوطني ألقيت كلمات عدة، وعروض ومقاطع من أفلام عن الزيارات التي قاموا بها في المخيم، وعن حياة مؤسسيها وفيلم عن نهر البارد،  كذلك عرضت صور عن المخيم في معرض ضخم، حيث ضم صور الدمار والإعمار في البارد، وصور عن صبرا وشاتيلا، وقدمت وصلات موسيقية لفرقة حدود الإيطالية الفلسطينية.

وألقى باسم المكرمين مروان عبد العال كلمة جاء فيها: "هو الفلسطيني والروائي والمثقف الوطني، وابن المخيم والنكبة ونهر البارد، والقائد السياسي والرفيق، وأجمل لقب يختصره هو المناضل مروان عبد العال، حيث يُكرم لنضاله في المخيمات وتقديراً لعمله الدؤوب من أجل إعادة إعمار مخيم نهر البارد بما يرسخ المقاومة والذاكرة الفلسطينية التي لا يمكن أن يمحوها أحد.

وقال عبد العال أثناء تكريمه: "شكراً  لوفائكم، ويشرفني أن أكون بينكم، أنتم أيضاً من يستحق تكريمنا واعتزازنا واحترامنا".

وأضاف: "لا ننسى نحن أيضًا لجنة كي لا ننسى وأعضاءها ومؤسسيها، ووقفتكم النبيلة والعظيمة لنصرة المخيمات، وهي نصرة  لذاتكم الإنسانية وللعدالة والقيم، وضد أشكال الظلم كلّها".
ستيفانو كاريني، لم نحني يومًا، لكننا سننحني لنقطف له زهرة خاصة بازدياد الخطر على المخيمات في بنيتها وهويتها عبر وسائل وأدوات مشبوهة، وبالتمسك بحق العودة على عهد ما قاله في نهر البارد موسولينو: "نعاهدكم  على النضال الواحد معاً حتى لا ينسى العالم حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حق العودة إلى فلسطين".

تحية لكم من نهر البارد الذي صمد بفعل صناعة الأمل، فعندما فقدناه قررنا أن نخترعه، ونتحدى الركام والدمار والبيوت المحروقة والبركسات الحديد، لذلك أعتبر هذه الجائزة بقيمتها المعنوية العظيمة هي تكريم لمخيم نهر البارد وأهله الذين تسلحوا بالأمل والصبر والتفاؤل والثقة، وسنظل معهم ومعكم، وبدعمكم وتشجيعكم على الطريق نتحدى الإعمار، وبحق العودة إلى فلسطين. كما أنه مع مرور عشر سنوات من التعب لم نكل، قطعنا نصف البناء، واليوم عبرنا النصف إلى ثلث القسم الخامس، وعدنا لنحفظ هويتنا في عبقرية المكان، لأن فيه تكمن ذاكرة وهوية  فلسطين.
أعاهدكم  أن أكون بمستوى ما منحت، وأن أكون على قدر الثقة متمسكًا دائماً بقوة الحق والذاكرة والحلم، تضامنكم هو السلاح المعنوي العابر للحدود، وقوة الإرادة باستمرار الصراع لتحقيق العودة إلى بلادنا.