تقبَّل سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، وعضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية محيي الدين كعوش وقيادة الفصائل الفلسطينية في لبنان اليوم الأحد 5-2-2017، في مقر السفارة في بيروت، التعازي برحيل القائد الوطني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة.
وقدَّم واجب العزاء ممثّلو الأحزاب والقوى اللبنانية، وممّثلو الهيئات والاطر الفلسطينية، وحشدٌ غفيرٌ من أبناء الشعبَين اللبناني والفلسطيني.
وفي كلمة له في المناسبة قال محيي الدين كعوش: "برحيل جميل شحادة افتقدت فلسطين مناضلاً وقائداً وطنياً وقومياً ونقابياً أمضى حياته في النضال مدافعاً عن قضية شعبه متمسّكاً بالوحدة الوطنية وبالحقوق العادلة والمشروعة لشعبنا حتى نيل حقوقه بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف كعوش: "من مواقف القائد المميَّزة في المجلس المركزي الفلسطيني في مدرسة القدس، يوم فوجئ الجميع بدخوله مع الرفيق اللواء سليم البرديني وعدد من كوادر الجبهة ليُعلن أمام الجميع انحيازه للشرعية الفلسطينية ما دفع الرئيس الشهيد ياسر عرفات بالقول إن جميل شحادة قد رسم بثباته الخيط الرفيع بين القرار الوطني والقومي متحدياً التهديدات".
بدوره أكّد فتحي أبو العردات أنَّ القائد جميل شحادة هو مناضل فلسطيني بامتياز، "أمضى حياته من أجل فلسطين وحريتها واستقلالها وشكَّل بنضاله الوطني والقومي طليعة من طلائع حركة التحرُّر مواجهاً الاحتلال بشجاعة وجرأة".
ونوّه بمشاركة الراحل بالعمل الميداني اليومي في مواجهة الاحتلال والاستيطان والتهويد "مجسّداً بذلك رؤية القائد الوطني وتلاحمه مع أبناء شعبنا الفلسطيني للتصدي للمخطّطات الإسرائيلية الهادفة لإنهاء مشروعنا الوطني".
وشدَّد أبو العردات على أنَّ الراحل كان صمام أمان للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، مُثنياً على مواقفه الوحدوية وحرصه على نجاح اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني التي عُقِدَت في سفارة دولة فلسطين في بيروت.
ثُمَّ كانت كلمة لممثِّل حركة "حماس" في لبنان علي بركة حيَّا فيها نضال الجبهة العربية الفلسطينية وأمينها العام الراحل جميل شحادة، مقدِّماً التهنئة باختيار اللواء سليم البرديني خلفاً له.
وأكَّد بركة ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وإنجاح نتائج اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني التي عُقِدَت في بيروت لإنهاء الانقسام ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
من جهته قدَّم الشيخ محمد أبو القطع موعظة دينية في المناسبة، داعياً إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
ثُمَّ ألقى عضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح اليوسف كلمة أشاد فيها بنضال القائد الراحل جميل شحادة والجبهة العربية الفلسطينية ودوره في الدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية كممثِّل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عبّاس.
ودعا اليوسف إلى تصليب الموقف الفلسطيني من خلال العمل على إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية.
ختامًا ألقى السفير أشرف دبور كلمة قال فيها: "هنا في هذه القاعة قبل شهر من الآن جلس فقيدنا الغالي الشهيد القائد البطل أبو خالد مع إخوانه الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وقادة الفصائل واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأُطُر العمل الفلسطيني كافةً من فصائل ومستقلين لعدة أيام لبلورة ورقة تتجسَّد فيها الوحدة الوطنية الفلسطينية نستطيع من خلالها عقد المجلس الوطني البيت الجامع للشعب الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
وأضاف: " كان هنا قبل شهر ونصف واليوم نرى الوحدة الوطنية الفلسطينية أيضاً تتجسَّد بهذه الوجوه الطيّبة من جميع الفصائل الفلسطينية والأحزاب والقوى اللبنانية الشقيقة تجتمع هنا وبنفس القاعة لتقول كلمة وداع وتحية لهذا القائد بأنَّنا مستمرون بالعمل على انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وتابع: "أبو خالد تميَّز بفلسطينيّته وأمضى حياته باحثاً عن الحرية لشعبه، ولطالما كان الناصح في المجالات والقضايا كافة، له منا جميعاً كل التقدير والتحية".
وأردف السفير دبور: "أبا خالد سيبقى اسمك خالداً في ذاكرتنا الوطنية، لم تتركنا في اللحظات الصعبة والحرجة وتواصلت معنا، وأبديت المواقف الداعمة، ومنحتَنا القوة في الوقت الصعب، ووقفتَ إلى جانبنا دائماً".
وختم السفير دبور كلمته قائلا: "تعجز الكلمات أمام تواضعك وحرصك ومتابعتك لجميع التفاصيل وأدقها للوصول إلى تحقيق الأهداف الفلسطينية. أبو خالد أحد حراس القضية الأمناء، نعم سُنّة الحياة دائماً أن يرتقي الطيّبون، وتبقى الكلمات والمواقف والرائحة العطرة. ارتقت روحك الملأى بالحب إلى بارئها الأعلى، فإلى جنان الخلد مع الأنبياء والصدِّيقين وحسن أولئك رفيقاً. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.. وإلى شهدائنا الأبطال جميعاً التحية والتقدير والرحمة، وإلى أسرانا البواسل الحرية، وإلى شعبنا الفلسطيني المناضل البطل الاستقلال الكامل، وإلى قدسنا الحبيبة العاصمة الحرية، والعودة لأبناء شعبنا وإنَّها لثورة حتى النّصر".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها