لليوم الثالث على التوالي تستمر المسيرات الاحتجاجية ضد الرئيس الأمريكي المنتخب (دولاند ترامب) في العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي أطلقتها رابطة العرب الأمريكيين بالشراكة مع عدة جمعيات نسائية ومنظمات إسلامية وأخرى تعنى بحقوق الإنسان، ووصل عدد المتظاهرين إلى أكثر من ربع مليون متظاهر خلال يومين.
ووصلت هذه المظاهرات إلى مقر البيت الأبيض وأخرى إلى مقر الكونجرس الأمريكي وسط اضطرابات ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين والسلطات الأمريكية، نتج عنها عدة إصابات وصفت بين المتوسطة والخطيرة.
وتعد الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية ورئيسة رابطة العرب الأمريكيين (ليندا صرصور) هي المنسقة العامة للمظاهرات التي تنادي باسم الإسلام، والتي اشتهرت بدفاعها عن حقوق المسلمين في أمريكا، وبشكل خاص بعد الحملات والاعتقالات والتشريد الذي مارسته السلطات الأمريكية بحق مسلمي أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001.
وأوضحت صرصور أن هذه المسيرات جاءت رداً على سياسات ترامب ضد المرأة والأمريكيين السود والمكسيكيين، وكذلك تصريحاته الأخيرة ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي وصفهم خلال حملته الانتخابية ب (الإرهاب الإسلامي المتطرف) وأعلن خلالها عن نيته لفرض حظر كامل وشامل على دخول المسلمين للولايات المتحدة.
وبينت أن هذه المسيرات التي سميت باسم (Woman March)، ومعناها بالعربية (مسيرة النساء) ستتوج بالنجاح وتحقيق المطالب وبشكل خاص بعد مشاركتها قي التنسيق للمسيرات كل من: الناشطة الحقوقية (بيانكا جاجر) وكذلك المغنية الشهيرة (شارلوت تشيرش) والناشطة (إدواردا روساريو)، وتعتبر هؤلاء السيدات الثلاث المسؤولات عن التنسيق للمسيرات التي تنادي باسم المرأة.
وأشارت إلى أن المتظاهرين المناصرين لقضية المسلمين، بالإضافة إلى المناصرين لقضية المرأة وقضية المكسيكيين في أمريكا، توحدوا في مظاهرة واحدة وخرجت بهذا الكم الهائل، فضلاً عن مشاركة وزير الخارجية الأمريكي السابق (جون كيري) في المظاهرات كمواطن ضد سياسة ترامب، مشيرة إلى أن هذه المظاهرات سوف تستمر لثمانية أسابيع.
وأفادت أن هذه المسيرة التي وحدت الأمريكيين تحت راية واحدة بعيداً عن العنصرية والطائفية وصلت قرابة ربع مليون شخص، مما أثار شجاعة بعض المسلمين وجعلهم يخرجون بمسيرات أخرى تنادي باسمهم في عدة ولايات أخرى، منها مدينة بروكلين بولاية نيويورك، وكذلك مدينة بوسطن بولاية ماساتشوسيتسن، بالإضافة إلى كل من مدينتي دنفر ولوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا.
وأعربت عن سعادتها لتضامن رئيسة المحكمة العليا في لندن (فكتوريا ماكالاوند) مع المسلمين في هذه المسيرات، والتي نظمت مظاهرات في العاصمة لندن تضامناً مع مسلمي بريطانيا بشكل خاص ومسلمي أمريكا بشكل عام، وجاءت هذه المظاهرات رداَ على تصريح ترامب ضد المسلمين في بريطانيا حينما قال "إن الشرطة في لندن تخاف من دخول بعض الأحياء إلى المدينة بسبب وجود مسلمين متطرفين فيها".
وقالت "إن هذه المظاهرات أثبتت أن الإسلام جزء لا يتجزأ من أمريكا"، داعية جميع المسلمين في كافة الولايات المتحدة من ألاسكا حتى جزر الهاواي إلى الخروج في المسيرات تضامناً مع الدين الإسلامي ونصرة له.
ويذكر، أن هذه المطالب التي تسعى لها صرصور باسم المسلمين ليست صعبة عليها، وأنها ستتوج بالنجاح وتحقيق المطالب، وخاصة أنها نجحت في تحقيق مطالب سابقة متمثلة في اعتماد عيدي الفطر والأضحى عطلتين رسميين لكافة المؤسسات والمرافق الحكومية في مطلع عام 2015، كأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
إلى ذلك، ساهمت في التخفيف من التجسس على المسلمين في أمريكا واعتقالهم وتشريدهم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وبشكل خاص في نيويورك بصفتها أكبر تجمع لمسلمي أمريكا، والتي واجهت على إثرها عدة محاولات اغتيال وتهديدات بالقتل وكان آخرها من قبل أرثوذكسي أمريكي، والذي هددها بقطع رأسها قبل أن تقوم السلطات الأمريكية باعتقاله.
وأوضح عدة خبراء ومحللين سياسيين، أن هذه المسيرات سيزيد أعداد المتظاهرين بها عن النصف مليون، وخاصة أن ترامب بتصريحاته وسياساته لم يحارب جماعات معينة ولا طائفة بحد ذاتها، وإنما سياسته تحارب ديناً بأكمله، حسب ما جاء في وكالة (الأسوشيتد برس) الأمريكية.