افتتحت صباح اليوم الثلاثاء 2017/1/10، في سفارة دولة فلسطين في العاصمة اللبنانية بيروت، اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني والتي تستمر ليومين، برئاسة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، وبمشاركة أعضاء اللجنة التنفيذية، والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وحضور أعضاء المجلس الوطني في لبنان، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور.

بدايةً وقف المشاركون دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثمَّ افتتح الزعنون الاجتماعات بكلمة جاء فيها: "نجتمع اليوم في بيروت عاصمة الجمهورية اللبنانية الشقيقة، عاصمة الصمود التي احتضنت الثورة الفلسطينية سنوات طوال قدَّم شعبها خلالها تضحيات كبيرة وتحمَّل الكثير من أجل القضية الفلسطينية، وما تزال أرض لبنان الغالية تحتضن اللاجئين الفلسطينيين كضيوف ينتظرون العودة إلى وطنهم فلسطين".

وأضاف: "وهنا، لا بد لي وباسمكم جميعاً أن أتقدم بالشكر والتقدير للأخوة في لبنان رئيساً وحكومة وشعباً على استضافتهم الكريمة لنا على أرضهم العزيزة، أخص بالشكر والتقدير رئيس مجلس النواب اللبناني دولة الرئيس نبيه بري الذي كان من المفترض أن يشارك في جلسة الافتتاح التي كانت مقررة، ولكن لظروف طارئة تعذر حضوره، وأرسل كلمته مطبوعة".

وتابع: "نلتقي اليوم ونحن مصممون على إنجاز ما ندعوكم من أجله وما يريده أبناء شعبنا من الوصول إلى توافق وطني، واستكمال مشاوراتنا الوطنية حول كافة القضايا المتعلقة بانعقاد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني تُشكل رافعة حقيقية لتوحيد الصف الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية واستعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني وتفتح الطريق أمام انتخابات عامة لمؤسساتنا الوطنية".

وأشار إلى أن "المجلس الوطني الفلسطيني بموجب النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية يمثل السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهو الذي يضع سياسات منظمة التحرير الفلسطينية ويرسم برامجها، من أجل إحقاق الحقوق الوطنية المشروعة، والمتمثلة في العودة والاستقلال والسيادة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".

لذلك فمن الأهمية بمكان، بل وبات من الضروري انعقاد المجلس الوطني لتجديد البنى التنظيمية لمنظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها، وانتخاب لجنتها التنفيذية ومجلسها المركزي، وإقرار البرنامج السياسي للمرحلة القادمة لمواجهة التحديات التي تواجهنا، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وبناء مؤسساتها كمؤسسات دولة.

وأكد الزعنون "أنَّ اجتماعنا هذا ليس الأول الذي تعقده اللجنة التحضيرية المكلفة بالإعداد لعقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني، لكنه الاجتماع الأول الذي تشارك فيه كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي وأخوتنا في الصاعقة والقيادة العامة التي نحييها جميعاً على استجابتها لدعوتنا هذه، ونذكركم فقط أن اللجنة التحضيرية قد عقدت أربعة اجتماعات خلال العام الفائت في مدينة رام الله، ناقشت خلالها كافة الملفات المتعلقة بعقد هذه الدورة، وتوصلت لنتائج وتوصيات تمَّ رفعها للأخ الرئيس محمود عباس وهي موزعة عليكم".

ولفت إلى ما "يواجهنا من تحديات جسام، وبما يتعرض له شعبنا داخل الوطن من عدوان وإرهاب إسرائيلي متصاعد، وما تتعرض له أرضنا من استيطان ومصادرة، وما تتعرض له قدسنا عاصمة دولتنا العتيدة من حصار وتهويد واستعمار بهدف تفريغها من أهلها، وتهديدات أميركية لنقل سفارتها إليها، إلى جانب ما تتعرض له المقدسات المسيحية والإسلامية من اعتداءات خاصة ما يتعرض له مسجدها الأقصى المبارك من اقتحامات يومية من قبل وزراء ونواب إسرائيليين ومستوطنين ومتطرفين، في الوقت الذي يمنع فيه أبناء شعبنا من الوصول إلى مسجدهم للصلاة فيه".

وشدد الزعنون على "أنَّ شعبنا الفلسطيني وقيادتنا حققا مؤخراً العديد من الإنجازات على الصعيد الدولي ومن أبرزها الإجماع الدولي الذي حصل في مجلس الأمن الدولي في رفض الاستيطان الإسرائيلي واعتباره كله غير شرعي، ومطالبته حكومة الاحتلال بوقفه فوراً في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس، يضاف إلى ذلك قرار اليونيسكو حول مدينة القدس عاصمة دولتنا بما فيها المسجد الأقصى المبارك الذي أكد على نفي أية صلة لليهود فيها، وأكد فلسطينيتها بكل مقدساتها المسيحية والإسلامية".

وختم قائلاً: "إلى جانب مواجهة التحديات وإنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا المستقلة على أرضنا يتطلب منا جميعاً تعزيز وحدتنا الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده، والعمل على إدماج باقي القوى فيها، بما يضمن وحدة نظامنا السياسي ويوحد طاقتنا، ويحافظ على استقلالية قرارنا الوطني المستقل، لنكون على قلب رجل واحد في مواجهة الاحتلال ومشاريعه التي ترمي إلى مصادرة حقنا في عودتنا إلى أرضنا وإقامة دولتنا المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس".

ثُمَّ كانت كلمة لرئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، تلاها الزعنون حيثُ قال بعد الترحيب: "هذا يوم خالد تجتمع فيه كل الفصائل كحزمة واحدة دون شروط مسبقة، وتنتصر لمشروع فلسطين والدولة الفلسطينية، وتقدم التنازلات لفلسطين باجتراح حلول للمشكلات السياسية وتؤسس للقاءات وتفاهمات والتنسيق لمواجهة الممارسات الإسرائيلية الاحتلالية والتهويدية والاستيطانية".

وتابع: "يسرني ويشرفني بإسم الاتحاد البرلماني العربي أن افتتح اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني وهو اجتماع نتمنى أن يؤسس لغد فلسطيني مشرق، ويسرني بإسم مجلس النواب اللبناني كذلك أن أرحب بانعقاد اجتماعكم هنا في بيروت لؤلؤة المتوسط ومرضع القوانين وأول مدرسة للقانون والديمقراطية".

وتمنى "أن يؤسس اجتماعكم هذا الذي اعتبر أن مجرد انعقاده في هذه اللحظة السياسية هو نجاح بحد ذاته في زمن التفكك والتباعد وتقسيم المقسم، وأن ينجح اجتماعكم الذي ينعقد في اعقاب الانتصار الدبلوماسي الذي تحقق في مجلس الأمن الدولي عبر اصدار القرار 2334 وقبيل اجتماع باريس في 15 الجاري وأن يوفق إلى رسم خارطة طريق لاستعادة الوحدة الفلسطينية عبر:

انعقاد دورة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني في أقرب وقت ممكن، وأني أدعوكم لعقد هذه الدورة تحت اسم المطران هيلاريون كابوتشي.

التفاهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على اجراء الانتخابات التشريعية على أساس أجراء انتخابات للمجلس الوطني وفق نظام النسبية انفاذاً لم تمَّ الاتفاق عليه في جولات الحوار الوطني.

اعتماد وثيقة الوفاق الوطني للعام 2006 وقرارات المجلس المركزي للعام 2015 وهو أمر سبق وتمَّ الاتفاق عليه.

الدفع لانعقاد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية. وإعادة انتاج المنظمة بما يعيد الاعتبار إلى حضورها الفلسطيني والعربي والدولي.

وأكد بري "أن انجازكم لهذه الأسس ضروري ومهم بمواجهة مشاريع يهودية الكيان وتهويد القدس ومشاريع جدار الفصل العنصري ونشر الاستيطان في اطار تنفيذ مخطط (حلم يعقوب) وتحويل الشعب الفلسطيني إلى شعب لاجئ".

وختم بري قائلاً: "أيها الأخوة أترككم لمهمتكم الوطنية الجسيمة سائلاً الله أن يوفقكم إلى تحقيق أهداف اجتماعكم".