تقبل ممثل رئيس دولة فلسطين محمود عباس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، إلى جانب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، التعازي برحيل النائب البطريركي العام في القدس وفلسطين المطران هيلاريون كابوتشي.

وامّ صالون كنيسة سيدة البشارة البطريركية في الربوة معزياً وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي ممثلا رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس الوزراء سعد الحريري، والنائب ميشال موسى ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، والمطران سمير مظلوم ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، وعضو اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين رمزي خوري، وسفيرة فلسطين في ايطاليا مي كيلة، والرئيس اللبناني الأسبق اميل لحود، وممثلو الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية وسفراء دول معتمدين في لبنان.

هذا ونقل الجثمان إلى دير المخلص للرهبانية الباسيلية الحلبية في صربا، حيث ووري الثرى في مدافن الرهبان الحلبيين.

وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون: "رحل هذه الأيام سيادة المطران كابوتشي، المعروف بموقفه الوطني والقومي الداعم للحق الفلسطيني ونضاله المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي."

وأضاف، "رحيل المطران كابوتشي يذكرنا بالأخ أبو جهاد حيث كانا ينسقان مع بعضهما إلى أن استطاعت اسرائيل القبض على المطران كابوتشي وإيداعه في السجن فترة من الزمن، وبذل الرئيس المرحوم أبو عمار جهوداً كبيرة هو وأبو جهاد من أجل إخراجه من السجن ونجحوا في ذلك ولكن اشترطت السلطات الاسرائيلية أن لا يدخل فلسطين، ولذلك استقر الأمر أن ينتقل إلى روما."

واستذكر الزعنون لقاء مع المطران كابوتشي في مؤتمر عقد في طهران من أجل القدس وقضية فلسطين، وقال: "عندما ألقى خطابه خرجت مني بعض الأبيات من الشعر مؤداها أن هذا المطران فريد بانتمائه لفلسطين فهو دعم القضية الفلسطينية لأنها قضية حق وناضل من أجلها منطلقاً من إيمانه بحق شعبنا الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة."

 بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد "بفقدان المطران كابوتشي فقدت فتح رجلاً عظيماً من رجالها مقاتلاً شرساً حقيقياً، من النادر أن تسمع أن رجل دين ينتمي إلى تنظيم مقاتل ويكون شريكاً في هذا القتال، فكيف المطران كابوتشي المواطن العربي السوري الذي احتضنته القدس في بداية الستينات وأحب القدس وأحب كنائسها ومساجدها وشوارعها القديمة."

وأضاف "مع انطلاقة الثورة الثانية في بداية السبعينات انتمى لحركة فتح، هذا فخر لحركة فتح وعندما ينتمي لفتح شخص مثل كابوتشي يعطيها طابعها الحقيقي بأنها جامعة ومعبرة عن ضمير الأمة العربية كلها، دائماً كنا نقول نحن فلسطينيو القلب عربيو العقل، والفلسطينية هوية نضالية جسدها كابوتشي خير تجسيد وكان شريكاً في كل كبيرة وصغيرة، ليس في بناء الخلايا الأولى في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وإنما من موقعه وقدراته المميزة."

وأكد الأحمد أن الراحل لم يكن بعيداً عن تسليح الخلايا الأولى "وعندما اعتقلته سلطات الاحتلال لم تهن عزيمته ولم يضعف، بقي صلباً ولم ينكر وكان يفتخر بعمله إلى أن أبعد إلى خارج وطنه فلسطين وأكرر وطنه فلسطين إلى حلب."

وتابع الأحمد "في المهجر تعرفت عليه سواء عندما كنت أتردد على اتحاد الطلاب في ايطاليا حيث كنت التقي به باستمرار، ولم تكن هناك مناسبة فلسطينية من أجل تعبئة الشارع الايطالي إلا وكان على رأسها المطران كابوتشي، وكنا نستعين به كاتحاد طلاب."

وأضاف "عاشرته في بغداد عندما كنت سفيراً لفلسطين هناك، وكان يتردد عليها تارة ليشد من أزر العراق في مواجهة التحديات والاعتداءات التي كانت تواجهه، أو للقاء الرئيس الراحل رفيق دربه الرمز أبو عمار، وكنت أشارك هذه اللقاءات، تسمعه يؤيد ويعترض مع أبو عمار في المواقف لأنه متمسك بالثوابت والمبادئ والأهداف التي انطلقت بها حركة فتح ومن أجلها في البدايات التي عبرت عن ضمير الأمة العربية بكاملها وأحياناً في مرحلة متقدمة، كان يغضب من أجل الوصول إلى الموقف الصحيح ولا يخرج عن الإطار ولا يخرج عن الشرعية ودائماً عامل وحدة في داخل فتح ومنظمة التحرير، وكان أيضاً عامل توحيد عربي بين جميع المواقف العربية."

وختم الأحمد" ترك بصماته الكثيرة وتعلمنا منه الكثير، وما تركه ليس سوى دروس تصلح أن تكون مدرسة للأجيال القادمة ونحن في مرحلة التحرر الوطني كما أكد ذلك المؤتمر السابع لحركة فتح، اليوم ونحن نستقبل المعزين إلى جانب البطريرك اللحام كان هذا الحضور المميز من كل الطوائف الإسلامية والمسيحية من كل الاتجاهات السياسية، من الشيوعيين حتى حزب الله، كل الفصائل الفلسطينية دون استثناء من "فتح" و"حماس" والديمقراطية والشعبية والجهاد، أيضاً الشخصيات اللبنانية الرسمية والشعبية ورؤساء سابقين ممثلين رؤساء. هذا هو سحر المطران كابوتشي الذي فقدته فتح وستبقى تفتخر أنه كان أحد أبنائها.