من الطبيعي جدا ان نشهد هذا الحوار الواسع والمتشعب الذي يلامس كل القضايا بمناسبة قرب انعقاد المؤتمر العام السابع لحركة فتح في نهاية هذا الشهر، فالحركة جسم كبير مترامي الاطراف في ارض الوطن وفي مناطق الشتات القريب والبعيد، وحركة فتح منذ تأسيسها في عام 1957 من القرن الماضي وانطلاقتها الكبرى في عام 65 هي الجسر الوطني الاكبر بامتياز، وما يجري فيها وما يحدث لها يعني كل انسان فلسطيني حتى ولو لم يكن عضوا مسجلا على قوائمها التنظيمية، ولكنه يعرف بالوعي والتجربة الطويلة ان حركة فتح لا تقرر عن نفسها فقط بل هي تقرر بمجمل الحركة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الواحد الموحد برغم حمايتها لعبقرية الثراء في التعددية السياسية والايديولوجية الفلسطينية، وان المؤتمر العام لحركة فتح حين يلتئم فانه يكون رافعة وطنية كبرى وانطلاقة نوعية للوطنية الفلسطينية بوجه عام.

والحقيقة ان مجمل الحوارات المتداولة بين ابناء حركة فتح سواء من خلال الاطارات او المبادرات وكذا الحوارات المتداولة عند عموم الفلسطينيين تجعل المؤتمر العام السابع ثريا جدا على المستوى السياسي والتنظيمي والفكري والوطني بكل ما تعنيه كلمة ثراء، فالعقول مفتوحة، والآمال معقودة بقوة بالاتفاق على افضل الوسائل لانجاز هدف الاستقلال الوطني وانهاء الاحتلال وبناء الدولة وتظهير الحقوق الوطنية المطروحة بقوة على اجندة العالم او العالقة في وثائق ومحطات التاريخ، ذلك ان ميلاد فلسطين كدولة مستقلة فوق جغرافيا الواقع هو ميلاد جديد وانتصار خارق للعدالة في هذه الارض، وهو اعجاز بكل المعايير لهذا الشعب الفلسطيني الذي ضرب المثل النادر لقوة الصمود الحضاري والبقاء عبر اكثر من مائة سنة واجه خلالها اعتى موجات الظلم والابادة لكنه نجح بشكل خارق في القدرة على البقاء.

المهم ان البرامج السياسية والتنظيمية وكل ما يتعلق بتحديات البناء الوطني تحتاج الى الأداة الحاضرة في الصراع الدولي بكل تشعباته تحتاج الى القيادة التي تحمل الاعباء وتسير بها الى الامل، وهذا ما ننتظره من المؤتمر العام السابع الذي لم يبق على انعقاده سوى ايام.