منذ نشأت الكيان الصهيوني الارهابي وهو يحارب كل ما هو فلسطيني محاولاً (أسرلة) وتهويد كل شيء من المقدسات الاسلامية والمسيحية، وحتي الحجر، والشجر، والبشر، والقلم، والكتاب، وكل ما هو فلسطيني لم يسلم من جرائمهم البشعة! فقاموا باغتيال الأدباء والكتاب والمفكرين أمثال الشهداء غسان كنفاني وناجي العلي، وقاموا بقمع واعتقال كل من يكتب مقالاً أو منشوراً عن فلسطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وكما جيش الاحتلال الاسرائيلي يعدم يومياً الشهداء الفلسطينيين الأبرياء، بحجج كاذبة وبدون أي ذنب سوي الرغبة في القتل والإعدام الميداني والعقاب الجماعي؛ والتطهير العرقي، ولازالت عصابة الاحتلال مستمرة في غيها وبغيها وطغيانها وظُلمها للفلسطينيين؛ حيث تسعي اليوم جاهدةً لمحاربة المناهج الفلسطينية الجديدة، وتسعي لتهويدها، وتحويلها إلي مناهج لدولة الاحتلال المسخ، وخاصة في القدس المحتلة!؛ ولقد قامت حكومة الاحتلال هذا الشهر بتقديم شكوى رسمية للأمم المتحدة حول المنهاج الفلسطيني الجديد الذي أقرتهُ وزارة التربية والتعليم العالي بفلسطين للمرحلة الأساسية من الصف الأول وحتي الرابع الابتدائي متهمةً إياهُ بأنهُ منهاج تحريضي!! مشيرةً إلى بعض النماذج حول ما ادعت بأنه مادة تحريضية إثر اطلاعها على الكتب التي نقلتها الوزارة مؤخراً من الضفة إلى المدارس في قطاع غزة، عبر معبر الاحتلال بيت حانون، معبر (إيرز) حسب مسمي الاحتلال له؛ علماً أن المناهج الجديدة المطورة مناهج راقية وإنسانية، وتلتزم بالرسالة الوطنية للشعب الفلسطيني وبالرواية الفلسطينية التي عمل على صياغتها كوكبة من العلماء والأدباء المختصين في علم تطوير المناهج التعليمية، والذين يتمتعون بخبرة مهنية عالية، وقدموا مناهج مميزة وفق أحدث المواصفات والمعايير الدولية، فكان المنهاج الجديد ملتزم من صاغها بالأبعاد والمضامين الوطنية الرامية إلى غرس القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة في عقول الطلبة وأذهانهم؛؛ لكن عصابة الاحتلال لم يروق لها ذلك وبدلاً من أن يقوم الشعب الفلسطيني المحتل بتقديم شكوي ضد الاحتلال الظالم، الذي يحرض فعلاً في المناهج الإسرائيلية علي العنف والكراهية! بل وعلي قتل الفلسطينيين!! ولكن لم تشتكى إن كان الحاكم والجلاد هو الاحتلال والادارة الأمريكية المتصهينة معهُ!! إن ادعاء الاحتلال بالأمم المتحدة ضد المنهاج الفلسطيني الجديد يتطلب من جميع الأطر القانونية والمؤسسات الوطنية المحلية والعربية والدولية للوقوف في وجه الادعاء (الاسرائيلي) المتواصل بالتحريض والاستهداف الصريح الذي طال محاولة (أسرلة) المناهج وحتي المدارس الفلسطينية في القدس، وقيام الاحتلال بتهديد المدارس الفلسطينية بالمضارب البدوية بالاقتلاع ومحاصرة مدارس البلدة القديمة في القدس وفي الخليل وخنق مدارسنا في قطاع غزة جريمة نكراء يجب أن لا تمُر. وذلك يتطلب وقفة جادة وحازمة ضد حملات الاحتلال العنصرية التي تستهدف تشويه مناهجنا الوطنية والإساءة للمضامين والقيم التي تتضمنها، مع ضرورة الانتباه إلى الحملات التحريضية التي تشنها دولة الاحتلال وتزويرها للحقائق في الوقت الراهن ضد المناهج الفلسطينية الجديدة، وهذا يتطلب تظافر الجهود الشريفة، ووسائل الإعلام الوطني الحر من أجل تفنيد هذه الادعاءات الكاذبة للمحتل الغاصب، والوقوف في وجه مثل هذه الحملات الصهيونية المسعورة ضد كل ما هو فلسطيني؛ لأن الشعب الفلسطيني ملتزم برسالة التحرر والاستقلال والانعتاق من الاحتلال وملتزم بحقه في التعلم والتعليم وفي صياغة المنهاج الفلسطيني المناسب للطلاب، وملتزم بالمعايير الدولية في بناء المناهج وبمنظومتها التعلمية والمعرفية، ولن يقف الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي ضد محاولات الاحتلال التهويدية لكل شيء، ولن يسمح بالاعتداء السافر على المناهج التعليمية أو تهويدها وسيبقي يناضل ويدافع عن حقوقه المشروعة كونه شعب قابع تحت الاحتلال، ويكتوي ليل نهار بناره، وإن الشعب الفلسطيني الذي قدم أفضل معلمه وأفضل عالمة فيزياء عالمياً لهو أكثر الشعوب تعلمُاً وشغفاً بالعلم والتعليم، وسيبقي يواصل دربه نحو الحرية والاستقلال وسيستمر تطوير وتحسين وتجويد مناهجه التعليمية لتضاهي أرقي المناهج العالمية، وسيدافع بالبحث العلمي والتعليم عن فلسطين، ففي كل يوم تتخرج فيه كوكبة من المتعلمين بفلسطين نقترب من النصر والتحرير، وسنحارب العدو بالعلم والتعُلم وبالقراءة والكتابة وبالقلم الذي روي بمداد دماء الشهداء الأبطال.