لا بديل عن انجاز وحدتنا الوطنية حتى نمتلك الحد الادنى من القدرة على الدفاع عن وجودنا ومشروعنا الوطني المتمثل بتحقق وجودنا السياسي على الارض في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وحينئذ تكون هذه الدولة حاضرة لتدافع عن حقوقنا ورفع المظالم عن شعبنا حاضرا وتاريخنا، واي كلام آخر مهما استخدم مصطلحات كبيرة لا ينظر اليه بجدية من احد، ولعل الوضع القائم بيننا وبين اسرائيل من جهة، ومجمل التطورات في المنطقة من حولنا، ونضالنا البطولي لنعيد قضيتنا الى النسق الدولي والقانون الدولي خير شاهد على ما نقول.
والرئيس ابو مازن ضمن مفهومه لوحدة الشعب ووحدة القضية، تقدم بخطوة عميقة حين التقى مع ممثلي شعبنا داخل الخط الاخضر، وتحدث مجددا عن حكومة وحدة وطنية، تجري الانتخابات السياسية والتشريعية والرئاسية تحقق المصالحة والوحدة الوطنية، ودعاهم الى ان يكون لهم دور فاعل في ذلك، لأنه يدرك في العمق ان بقاء الانقسام يعني بقاء المحاولات من الطرف الاسرائيلي والاطراف الاخرى في تجاوز شعبنا والتعدى على وجوده وحقوقه بشكل سافر، كما يحدث الآن من قبل اسرائيل ومشروعها التهويدي في القدس واستباحه المقدسات وفرض العقاب الجماعي وهدم الحياة اليومية الفلسطينية رغم ادعاءات نتنياهو الاستعراضية، وكذلك ما يجري في المنطقة من حولنا بتجاوز البديهيات عبر محاولات مجانية ومتسرعية للتطبيع مع اسرائيل او التوهم ان مصالح بعض العرب والمسلمين تبيح لهم ذلك، وما تقدمه بعض الفصائل من غطاءات ذليلة لهذا التطبيع، فهناك من يصفق لاردوغان ويعتقد انه سيجني شيئا من تطبيعه الشامل، وهناك من يصفق لمحاولات التطبيع الاخرى !!!!
الوحدة الوطنية هي سياجنا الاخير لنقول لا لهذا السلوك المفرط العاجز والمجاني، والوحدة هي القوة التي نملكها في ايدينا ولا نتسولها من الآخرين! والوحدة هي التي تعطينا الحق في الاختيار حين يبدو الواقع من حولنا مضطربا الى هذا الحد الذي نراه، بحيث نرى القمم العربية والاسلامية حين تنفض فان قراراتها تنفض معها ولا يبقى سوى ذكريات الاحاديث جانبية مؤلمة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها