احداث المنطقة في الست سنوات الاخيرة، والنتائج الكارثية الناجمة عنها، والتغيير الدراماتيكي الذي جرى على مستوى اولويات منظومة الامن القومي العربي بشكل خاص، جعلت اليمين الاسرائيلي وزعيمه الحالي بنيامين نتنياهو يشعرون بالطمأنينة الكاذبة المبالغ فيها، يشعرون بالانتصارات الزائفة التي حققوها، حتى ان نتنياهو يسقط طريقته باللعب بالقوى الداخلية الاسرائيلية على اسلوب التعاطي مع القوى الدولية، فهو في داخل اسرائيل يختار بمن يلعب وبماذا يلعب اختار حكوماته وخاصة الحكومة الحالية باشخاص صالحين على ان يكونوا على يمينه بحيث يبدو كما لو انه الرجل المنطقي الوحيد، ويضع هذا بدلا من ذاك، كما فعل مع افيغدور ليبرمان بدل موشيه يعلون ويحتفظ بحقيبة الخارجية كي يقايض عليها مع هرتسوغ زعيم المعارضة، اذا تطلب الامر حكومة وحدة وطنية، وهكذا بهذه الانتقائية يريد ان يلعب مع العالم، فهو يشن حملة هو جاء ضد اوروبا وخاصة فرنسا، ويقول انه يفضل المبادرة العربية على الفرنسية مع ان الاشقاء المصريين انفسهم ايدوا ودعموا المبادرة الفرنسية، ويريد ان يستمر اللعب على المستوى الاقليمي بدلا من المستوى الدولي، وان القرارات في الانتظار للتنفيد هي قرارات دولية وصادرة عن مجتمع الامن والمجتمع الدولي والمستوى الاقليمي مثل مصر والاردن، أو السعودية وتركيا هم جزء من ذلك ويؤيدون إعادة القضية الى افقها الدولي لانها كذلك منذ البداية.

هذه الانتقائية الضيقة التي يمارسها نتنياهو وسط تطبيع مجاني يحصل عليه سواء من تركيا او من بعض العرب وان كانت تضر بمبادرة السلام العربية التي اصبحت اسلامية ودخلت في صلب الوثائق الدولية ولا تعفي نتنياهو من كل مظاهر الارتباك والانكشاف، فما زالت الاسئلة تدوي حول حروب غزة وخاصة الاخيرة التي استغرقت واحدا وخمسين يوما.

وحصدت خسائر وضحايا، ولم تسفر عن شيء أما القضية في اوجها والاشتباك اليومي مستمر، واحتفاظ نتنياهو بالحقائب الشاغرة مثل الخارجية والاتصالات قد تؤدي الى انتخابات مبكرة، وكل ما يطرح على اسرائيل من اسئلة ما زال موجودا بقوة الا اذا اقتنع نتنياهو ان حقوق الشعب الفلسطيني هي مفتاح الاستقرار الحقيقي.