الانتخابات البلدية رغم طابعها الخدماتي المهم فإنها تتمتع بثقل يعكس نفسه اجتماعيا وسياسيا ونضاليا بحيث يجب أن تتجه حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح للمواءمة بين القدرة والكفاءة والتنوع والديمقراطية والنضالية وحسن التواصل مع الجماهير مع الانتماء لفلسطين ما يمثل أصل الحركة ومسارها الذي عبرت عنه حتى الآن.
في هذه الانتخابات يجب الكف كليا عن المناكفات وحالة التصيد أوالعقل السوداوي أو الافتراق الذي لا يرى الا السلبيات ويبحث عن كل ما يضر الحركة وربما دون أن يدري في وقت هي أحوج ما تكون فيه لرأي فتحوي موحد.
في هذه الانتخابات من المهم إحداث نوع من التوازن بين الرأي الذي يمثله قادة التنظيم في الموقع، وبين رأي شيوخ المنطقة وكبار رجالات عائلاتها، ورأي المؤسسات النشطة بالموقع أيضا، لأن التداخل العشائري العائلي يتقاطع فيه العاملان معا، بحيث أن التشدد للعائلة قد يكون هو الأصل عند البعض متناسين الانتماء التنظيمي الوطني وخدمة الجماهير، وقد يتخذ قادة التنظيم موقفا مرتبطا بالتشدد للعائلة/ العشيرة مستغلين وجودهم على رأس الهرم.
في جميع الاحوال وبغض النظر عن الرأي السياسي لنا في التوقيتات او مدى الارتباط بالانتخابات التشريعية والرئاسية والأولوية لأيهما أو أولوية استعادة الشرعية من الانقلابيين في "حماس" في غزة، وهذا شأن آخر، فإن البداية من الممكن أن تكون داخل الحركة في تدعيم الديمقراطية وزيادة حجم الاستمزاج (الاستشارة)، التي نقدّر أخذها بالاعتبار بالاستناد الى النقاط التالية:
كيف نختار أعضاء اللجنة الانتخابية؟
يعدّ البدء بتشكيل لجنة انتخابية مكلفة في كل موقع لمتابعة الانتخابات أمرا مهما، بحيث يتم الوصول لتشكيل اللجنة المقصودة من خلال (الاستمزاج) عبر اتباع التالي:
1- القيام بالاستشارة والاستماع لرأي قادة التنظيم بالموقع الحاليين والسابقين (فرادي أو مجموعات).
2-أهمية الاستشارة والاستماع بانفتاح لرأي شيوخ أو وجهاء المنطقة.
3-أهمية الاستماع والاستئناس برأي المنظمات والمؤسسات والتجمعات في المنطقة.
4-أهمية الاستئناس برأي المؤسسات الرسمية من بلديات سابقة أو مجالس او محافظة أو ممثلي الوزارات المقيمين بالمنطقة.
5-لا شك أن الاستشارة والاستئناس قد تتخذ مواضيعا عدة، عدا عن ترشيح كل إطار لممثله للجنة الانتخابات بالموقع مسببا، بشرط ألا يكون من المرشحين.
لجنة الانتخابات القياسية
1-بعد أن تشكل قيادة الحركة اللجنة من الأطر أعلاه، في كل موقع، يلتزم الجميع من أبناء الحركة والحركيين في الأطر المذكورة باللجنة، ويعملون على دعم عملها.
2-من مهام اللجنة بعد تشكيلها: وضع المعايير والمقاييس والاتفاق الجماعي عليها، وأيضا مقابلة المترشحين من أبناء الحركة أو المستقلين الوطنيين الناشطين، ومتابعة التسجيل وتوزيع الدعم والدعاية، ومتابعة توزيع كشف الأسماء على منسقي إحضار الناخبين، ومتابعة وصول الناخبين للصناديق بسلاسة، ومراقبة العملية الانتخابية يوم الانتخابات بالحرص على الامانة والمصداقية.
3-تقوم اللجنة من الأطر المذكورة باستعراض ترشيحات المترشحين ومقابلتهم أوالحوار معهم، وليعرضوا برامجهم ويتم تقييمهم (تلمس مدى الرضا الجماهيري عنهم وانطباق المواصفات) استنادا للقيم والمواصفات أعلاه، ومن الممكن إعطاؤهم درجات من قبل اللجنة وباحتساب المتوسط النهائي يتم اتخاذ الرأي وارسال النتيجة للقيادة للنظر فيها واقرارها.
4- إن رأت ذلك مفيدا تناقش اللجنة المترشحين أمام جمهور البلد، الموقع الانتخابي، أوفقط مع اللجنة حسب تقدير اللجنة، فتستبين مع الناس قدراتهم وكفاءاتهم وانطباق الشروط، وقد ترى أخذ رأي الحضور أيضا مباشرة، أو عبر الاستمزاج.
5-حال اختلاف اللجنة أو الموقع على اسم محدد يتم وضع الخيارات أمام القيادة.
6-تقدم اللجنة رأيها النهائي (مقترح قرار) للقيادة على أن يفهم جليا أن رأي اللجنة بما يتعلق بأسماء المترشحين (بعد القيام بوضع المواصفات واقرارها وبعد المقابلات كما ذكرنا) هو رأي استشاري استمزاجي للقيادة المركزية له قيمة احترام كبيرة الى درجة الالزام، مع هامش حرية للقيادة.
7-من الممكن أن تكون اللجنة أيضا مسؤولة عن متابعة دعم الدعاية الانتخابية، ومتابعة توزيع كشوف المصوتين على العائلات والأطر أعلاه بالاسم والعدد ووصولهم لمركز الانتخاب.
8-يؤخذ رأي اللجنة في أسماء المجموعات أو اللجان العاملة او الأشخاص المكلفين بدور الرقابة والمتابعة لعملية الدعاية ولعملية الرقابة على مراكز الانتخاب...الخ.
معايير دور الاستشارة للأطر أعلاه
قد يتفق الإطار الذي يقدم الرأي القيادي في الموقع (لجنة الانتخابات القياسية) المذكورة أعلاه على معايير أو مقاييس، ومادام تشكيل الإطار قد تم من القيادة المركزية للحركة فإنه يكون حكما قد مثّل حقيقة التنوع والامتداد في كل المنطقة، وما دام يأخذ بالاعتبار مصلحة فلسطين عبر الحركة، فمن الممكن اعتماد مقاييس متعددة، بمعنى أن الاتفاق على مقياس في موقع ما من (لجنة الانتخابات القياسية) للموقع "س" ليس بالضرورة ذاته في موقع آخر، ما يتيح لقيادة الحركة المرونة بين المواقع، وما يتيح للّجنة التفكير باحترام وتقدير للظروف الداخلية.
هنا لنا أن نسهم في طرح فكرة للنقاش حول آلية استنتاج المعايير ومواصفات المرشحين المحتملين التي يمكن الاستئناس بها من قبل الحركة أو من قبل (لجنة الانتخابات القياسية) (ضمن الآلية أعلاه وهي الأهم، أي اتباع الآلية الجماهيرية الصحيحة) حيث نراها أن تكون بالمجمل مرتبطة بتقدير اللجنة ذاتها أو الموقع عبر المقابلات أو عرض البرامج، أوعبرالاستمزاج المباشر للناس، بحيث تعمل على تقدير تنوع السن والتعليم والتنوع النوعي (رجال ونساء)، واحترام النسب المتواجدة للعائلات في سياق القدرة والالزام بحجم التصويت، وحمل الشخص المقصود لبرنامج او أفكار تنموية مهمة، وتوفر وقتا لديه للعمل، وقياس قدرات الشخص الاتصالية مع الناس ومصداقيته، بل، وتنوع القدرات ما بين المترشحين بما يخدم البلدية وخلفية تاريخية لكل شخص مرشح تدعم ذلك.
إن أهمية الانتخابات البلدية هي بمقدار ما نستطيع أن نكرس استمرار التواصل مع الناس وملامسة حاجاتها في إطار بث الوعي والوطني والنضالي كأمرين متلازمين وبمقدار ما تستطيع الحركة أن تعتمد على وجوه محبوبة أو مقبولة وقادرة على الفعل والعطاء للبلد ووعي الجمهور الفلسطيني العريق والمناضل والمنفتح دوما يسبق أي تنظيم او فصيل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها