فتح ميديا/ لبنان، وقع الصحافي والكاتب هيثم زعيتر كتابه "فلسطين دولة" في احتفال في قاعة قصر الأونيسكو-بيروت.
تقدم الحضور: ممثل الرئيس نبيه بري، وممثل الرئيس أمين الجميل، ممثل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، وممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي، وممثل مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ورئيس الفرع الفني في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية العميد نزار خليل، وممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي العميد إبراهيم بصبوص، وممثل مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد إدمون فاضل، ورئيس مكتب مكافحة المخدرات العميد عادل مشموشي.
كما حضر: رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان، ونقيب المحررين إلياس عون، ومدير عام جريدة "اللــواء" الدكتور ماجد منيمنة، ومحافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر، ورئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، وممثل السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي سعيد أسدي، وأمين عام المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط، والقنصل الفخري لجمهورية شاطئ العاج في لبنان رضا خليفة، وممثل الوزير السابق ناجي البستاني، والسفير عبد المولى الصلح، وعدد من المدراء التحرير والصحافيين والإعلاميين، والشخصيات الاجتماعية والدينية والفاعاليات.
استهل الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم عرض عن الكتاب، وتقديم من أمين سر نقابة الفنانين الفلسطينيين في لبنان محمد عبد رمضان، ثم كلمة للوزير غازي العريضي جاء فيها: "كتاب فلسطين هو كتاب مفتوح منذ العام 1948، يروي قصة شعب لا زال يعاني ويتألم، يروي حكاية أسرى ومعتقلين ومضطهدين في سجون الاحتلال، يروي صور الشعب الذي تمسك بأرضه، يروي التراث والحضارة والثقافة الذي تميز بها شعب فلسطين، كما يروي قصص الأوائل على درب فلسطين وعلى كل المجالات، ويتحدث عن حق الشعب الفلسطيني الذي يفتخر بجذوره وتاريخه وانتمائه".
وأضاف: "الزمان والمكان يلاءمان المضمون في هذه المناسبة، والأونيسكو المقر الذي كان فيه "أبو عمار" رمز فلسطين وقضيتها وحق شعبها في إقامة دولته على أرضه وكان فيه القادة الفلسطينيون التاريخيون يلتقون هنا مع من أحب فلسطين واحتضن قضيتها وعلى رأسهم الشهيد كمال جنبلاط، هنا كان صوت فلسطين والتعبير عن القهر والظلم والمعاناة والإرهاب".
استذكر ذلك، لأن فلسطين تبقى القضية ولما ينتهي بعد النضال من أجلها ولم يصل شعبها إلى ما يستحق. إن ما يجمعنا في هذا الزمان الصعب الذي أرى أن أكثر ما يؤلم فيه هو أننا على مدى عقود كنا كلما ذكرت كلمة القضية اعتبرنا إننا نتحدث عن القضية الفلسطينية لأنها كانت القضية الأم والأساس ولكل أبناء الأمة وللأحرار في العالم. المؤلم اليوم أننا أمام قضايا مختلفة في العالم العربي وأصبحت القضية الفلسطينية في آخر سلم الأولويات، قضية ليبية، تونسية، مصرية، سورية، يمنية وفي كنف كل قضية قضايا، وكل هذه القضايا وفي كل ما نشهد الهدف هو فلسطين التي يريدون أن تدفع الثمن مجدداً وأن لا يكون حق لأبنائها، وكل قراءة خارج هذا قراءة تبسيطية لأن هدف أميركا و"إسرائيل" ومن معهما هو تأكيد حق "إسرائيل" وإسقاط حق فلسطين وحق شعبها في أرضه ومحاولة فرض هذا الأمر".
ورأى العريضي "أن كتاب فلسطين في صفحاته ومحطاته وفصوله تعلمنا فيه ونشأنا عليه، وفيه البطولة والنضالات والقامات والتضحيات التي لم نر مثلها في القرن السابق ولا في بداية هذا القرن، الشعب الفلسطيني الشعب الوحيد الذي ما يزال تحت الاحتلال والكل يتحدث عن الديمقراطية والإنسانية، في الكتاب ذكريات لرجال كبار قاتلوا وناضلوا وقدموا حياتهم من أجل شعبهم، أمهات معذبات مقهورات في بلد مقطع الأوصال، شعب مشرد معذب، قصص عن أسرى تحملوا الكثير وتحدوا بإرادتهم الاحتلال ويصرون على حقهم. في هذا الكتاب ثقافة وأدب وعلم ورسم وفن وكاريكاتور وأدباء وشعراء وموسيقى وصور الشعب الذي تمسك بأرضه بالزيتونة بالحرفة بالصنارة. هذا هو كتاب فلسطين يعود به هيثم زعيتر ليتحدث فيه عن الأوائل في صفوف الشعب الفلسطيني لكن ثمة أوائل في صفوف الشعب الفلسطيني ليس على المستوى الفلسطيني وحسب، إنما على المستوى العربي وأكثر".
وأوضح "أن هيثم زعيتر زميل إعلامي عرفته منذ فترة طويلة، ورافقت مسيرته التي تميزت بالالتزام والرصانة، التزم قضية أعطاها ويعطيها ويأتي بها إلينا في هذه الكتب".
وتطرق الوزير العريضي إلى زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان، حيث أكد "أن الفلسطينيين هم ليسوا طرفاً في النزاع الداخلي، ولن يكون سلاحهم مع أي طرف ولا ضد أي طرف، فالفلسطينيون في لبنان ضيوف وتحت القانون اللبناني". معتبراً زيارة الرئيس "أبو مازن" "طمأنة للبنانيين ولمن لديه هواجس، ويفرض إلى احتضان الشعب الفلسطيني في لبنان".
وأشاد بالدور الذي قام به الرئيس "أبو مازن" "عندما أراد أن يؤكد أن إرادة الشعب الفلسطيني رغم هذا الفرق الشاسع في موازين القوى استطاع أن يتحدى إرهاب "إسرائيل" وأميركا للحصول على دولة ولو مراقب، وإن هذه الأرض للفلسطينيين، وإن ينتزع هذا الحق ويكرس دولة فلسطين". كما وتطرق إلى تحدي الزعيم الفلسطيني "أبو عمار" الذي أعلن عن هذا الحق.
ورأى أنها المرحلة الأولى في الانجاز الكبير، متوجهاً إلى الفلسطينيين أن يواجهوا التحديات بالوحدة الوطنية حتى لا تضيع فلسطين وحق تكريس الدولة.
وعلى صعيد لبنان اعتبر "إننا أمام فرصة أساسية مهمة، أكدها الرئيس أبو مازن ولمسناها من الكل في موقف واحد: لسنا طرفاً في أي صراع داخلي، ولن يكون سلاحنا سبباً في الانقسام والحرب في لبنان، نحن ضيوف وتحت القانون وأمام السلطة بكل أجهزتها، نحتكم إليها.
ثم تلت كلمة لسعادة السفير أشرف دبور، أكد فيها "أن هذا الإصدار هو مرآة للحلم الفلسطيني ووثيقة هامة لرحلة فلسطين الدولة ولحلم تحقق باعتراف ودعم 138 صوتاً حراً في العالم، وفي ظل كل هذه الوقائع ومع كل الأزمات، بل وفي مرحلة هي الأكثر تعقيداً من تاريخنا العربي المعاصر نهض الشعب الفلسطيني من رماد النكبة، وتمكن من انتزاع شرعية دولته من الجمعية العامة لـ "الأمم المتحدة". وأقول أن القضية الفلسطينية تحتاج من الجميع إلى تنبه وانتباه وإلى يقظة وتيقظ فلا إفراط ولا تفريط والمسؤولية عربية جامعة".
وأشار إلى "أن فلسطين مهد الديانات ومهبط الرسالات تستحق دولة، دولة بعد مسيرة من النضال والانجاز التاريخي وأن الأرض الفلسطينية أرض محتلة وليست أرضاً متنازعاً عليها، وهي حق لشعب فلسطين، الحلم تحقق جزء منه، لكن مسيرة النضال مستمرة لإزالة الاحتلال بالكامل".
ولفت دبور إلى أنه "ووفاءً لما يقتضيه الاعتراف بدولة فلسطين، والتزاماً بواجبنا تجاه شعبنا ووطننا، نسعى جاهدين وبعزم الفلسطيني الملتزم والمعتز بفلسطينيته، لإنجاز وتحقيق المصالحة الفلسطينية بكلمة الفصل من الشعب الفلسطيني، والتي تبدأ كما تم التفاهم في الدوحة والقاهرة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهذا ما عبّر عنه الرئيس محمود عباس أثناء زيارته التاريخية إلى لبنان الشقيق، والذي أكد أيضاً على الموقف الفلسطيني الملتزم بأمن واستقرار هذا البلد الحبيب، الذي احتضن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الثابت في موقفه على أن فلسطين هي الوطن، والعودة هي الهدف".
وذكَّر بمواقف الرئيس محمود عباس خلال زيارته إلى لبنان، معرباً عن أمله في أن تعيد الدولة اللبنانية النظر في القوانين المدنية والاجتماعية الخاصة بهذا الشعب المعذب الذي يعيش الحرمان".
وهنأ دبور "الإعلامي هيثم زعيتر، على الكتاب الوثيقة الهامة لرحلة فلسطين دولة، ولـ138 صوتاً التي نالتها في هذا العالم، والتي مثلت نهوضاً من رماد النكبة. وحيا الفصائل الفلسطينية واللجان على الحرص والالتزام بالاستقرار في لبنان".
وألقى مؤلف الكتاب الإعلامي هيثم زعيتر كلمة شكر فيها الحضور، وأشاد فيها "بمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري".
وقال: "لقد حفر العالم بأحرف من ذهب الاعتراف بدولة فلسطين في أعلى منبر دولي، وليس مصادفة أن يحمل ذات الرقمين في الأمم المتحدة فقد صوتت 138 دولة لصالح قبول عضوية دولة فلسطين في العام 2012، بعد إلقاء الرئيس محمود عباس خطابه. وعندما ألقى الرئيس ياسر عرفات خطابه التاريخي للمرة الأولى في الأمم المتحدة بتاريخ 13/11/1947 أصبحت هيئة الأمم اليوم تمثل 138 دولة، إضافة إلى مصادفات أخرى فالاعتراف بدولة فلسطين، على حدود الرابع من حزيران/يونيو 67، كان في الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن طلب فلسطين الاعتراف بها كدولة، حمل الرقم 194، وهو ذات القرار الدولي 194، الذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم".
وأضاف، "في العام الماضي، وعلى هذا المنبر، قلنا أن الفلسطينيين لم ينؤا بأنفسهم عما يجري في لبنان، الفلسطينيون لن يكونوا طرفاً في الخلافات اللبنانية، لكن عندما يكون هناك حق وباطل، فإن الفلسطيني يقف بجانب الحق".
وأشاد بتطور العلاقات اللبنانية - الفلسطينية وزيارة الرئيس عباس وما أكد عليه من ثوابت العلاقات والتواصل مع المؤسسة العسكرية اللبنانية وعلى رأسها العماد جان قهوجي.
وشدد على أنه "علينا ليس فقط تفكيك الألغام من الطرقات، بل العمل على تفكيكها من العقول المفخخة التي تحرض على الفتنة الداخلية".
وأكد "أن الفلسطينيين قاموا بإطفاء الحرائق، عندما حصلت إشكالات واشتباكات بين أطراف لبنانية، ووقفوا إلى جانب الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، كذلك في مواجهة شبكات التجسس الإسرائيلية والخلايا الإرهابية والآفات الاجتماعية. وكان الفلسطيني في فترات ماضية شماعة فألصقت بالعديد منهم قضايا وتهم وصدرت أحكام ومذكرات، لكن في لحظة الشدة، قام عدد من المتهمين، بدور الوساطة، وشكلوا جسر تلاقي، آملين معالجة قضاياهم".
وأمل "أن تعطي زيارة "أبو مازن" ثمارها بإقرار الحقوق المدنية وحقوق العمل، فقد اثبت الفلسطيني أنه تواقٌ إلى العودة إلى فلسطين، التي باتت قضية وعنوان لكل مناضل وحر في العالم، فلم تعد فلسطين وطن فقط للفلسطينيين، بل لكل من ناضل من أجلها يستحق أن يكون فلسطينياً، وبالرغم من الربيع العربي والصراع القائم في العالم العربي، تبقى قضية فلسطين هي التي يجمع عليها الجميع حتى لو اختلفوا في وجهات النظر".
ونوه زعيتر "بدور اللواء عباس إبراهيم، الذي فتح كوة في العلاقات اللبنانية – الفلسطينية، وقد استحق اللواء إبراهيم الجنسية الفلسطينية، حيث كان مقداماً في اختراق كل الحواجز بالدخول إلى المخيمات". بعدها قام زعيتر بتوقيع الكتاب.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها