رحل في ذكرى النكبة, واصيب الفكر العربي القومي بنكبة لن يستطيع احد سد فراغه الواسع فيها. فالمفكر القومي والدبلوماسي والكاتب والصحفي المحامي كلوفيس مقصود كان قبيلة من الرجال الناطقين بالحقوق العربية والمدافعين عنها رغم بلوغه التسعين من عمره, فقد كرس حياته للعمل القومي دبلوماسيا ومفكرا وكاتبا لم تنل منه السنين ولم يفقد الامل في عروبته وشعبه العربي. ظل حتى اواخر ايامه وفيا لمواقفه وافكاره وقضايا امته وخاصة قضية فلسطين، حيث قال ان فلسطين تبقى نقطة ارتكاز لا يمكن سلخها من تاريخ وجغرافية وعضوية الانتماء ووحدة المصير, ولا يمكن مجابهة المشروع الصهيوني وردعه الا من خلال مشروع قومي عربي نهضوي، ويجب التعامل مع فلسطين باعتبارها اولوية مصيرية. فالرجل ظل مؤمنا بعروبته وحتمية قيامة المشروع العربي القومي لمواجهة التحديات. وظل الراحل الكبير يدعو الى الوحدة الفلسطينية وانهاء الانقسام ضمن استراتيجية فلسطينية لاستعادة الجماهير العربية فهو رأى انه في ظل ما يحدث لهذه الامة من فتن وحروب يجب ان تبقى فلسطين البوصلة لان فلسطين كانت الالتزام الاصلب للجماهير العربية وحان الوقت للعودة الى هذا الالتزام وتوحيد القيادة الفلسطينية كما قال في مقال له في مثل هذا الوقت من السنة الماضية, كما دعا لأن تكون القيادة اكثر فعالية في التزامها بالمقاومة السياسية والسلمية وعند الضرورة المقاومة المسلحة.
رحيل مفكر بهذا الحجم وهذا الفكر القومي العروبي الملتزم بالقضية في ذكرى النكبة هو ألم يضاف الى الحزن الفلسطيني الكبير الذي يزخر باستشهاد ورحيل ووفاء عشاق الارض والعروبة ودعاة الوحدة والنضال الحكيم. رحم الله الراحل الكبير وجعلنا على اضاءاته القومية الفكرية سائرين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها