كأنه الامس عندما استيقظنا في منطقة الفاكهاني على دوي الرصاص في بيروت وتبين ان ثلاثة من القادة المؤسسين اغتيلوا في شارع فردان بمنطقة الحمراء وهم الشهداء ابو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر. وسرنا في الجنازة المهيبة التي لم تشهد لها بيروت مثيلا من قبل حزانى باكين لكننا مصممون على اكمال المسيرة فبذور الثورة التي بذرها الرجال الاشداء الشهداء ظلت حتى اليوم. وكأنه امس عندما وعينا في طفولتنا والجدات يتحدثن عن استشهاد المقدسي البطل عبد القادر الحسيني في معركة القسطل الذي قاتل رغم الخذلان العربي للجهاديين ثم يعرجن الى مذبحة دير ياسين بداية الارهاب للتهجير. وانجب من بعده القائد فيصل الذي نذر نفسه للقضية وقدسها حتى استشهاده فأصيبت القدس باليتم حتى تاريخه.
وكأنه امس عندما بلغنا نبأ اغتيال القائد العسكري للثورة خليل الوزير ابو جهاد في تونس صاحب الفكرة الفتحاوية مع القائد المؤسس ابو عمار، لكنه كان هنا مع شبان الحجارة يحثهم على مواصلة انتفاضة الحجر والحفاظ على الوحدة الوطنية والتكافل بين افراد الشعب كأهم عنصر للصمود. وكنا على تواصل معه قبلها باسبوعين وكنا نفكر معا في تجنيب الانتفاضة مطبات الفوضى والتشرذم والحفاظ على سلميتها كشعب اعزل.
وكأنه امس عندما اعتقلت قوات الاحتلال القائد مروان البرغوثي من بيت رفيق دربه وحبيبه زياد ابو عين، بطل يؤوي بطلا احدهما الآن في العلا عند مليك مقتدر، والآخر في الزنزانة صابرا ومرابطا يبشر بالوحدة والامل بالحرية. اسير يبشر من هم خارج السجن بالحرية وشهيد رحل وفي قبضته بعض من جثة الارض حملها الى السماء فهو نذر نفسه للدفاع عن الارض حتى آخر رمق وكان صادقا مع شعبه ونفسه وربه.
ما اقساك يا نيسان اخذت من قادة الثورة الكثير واخذت من شعبنا الكثير وما زلنا على الدرب لأن في قادتنا القدوة الحسنة فلم يفروا او ينهزموا وعلمونا ان الثبات والصمود هما مقدمة النصر والحرية وان دمهم وتضحياتهم هي اقصر الطرق الى الوطن والحرية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها