أسهبت مجلة فورين بوليسي الاميركية التي تعد مجلة النخبة السياسية المثقفة في الولايات المتحدة في شرح مدى جهل المرشح دونالد ترامب بالسياسة الخارجية الاميركية وتخبطه في فهم الاحداث الدولية وبناء مواقفه على معلومات خاطئة تنم عن جهل مطبق يصل درجة الغباء سواء في مواقفه تجاه المسلمين او ايران او غيرها واختتمت المجلة بالقول ان ترامب مرشح جاهل لشعب جاهل.

وفي الواقع ان الشعب الاميركي أقل شعوب العالم اهتماما بالاحداث الدولية الخارجية؛ لأن طبيعة حياته واعلامه وجغرافية بلاده تجعله يشعر بأنه يعيش في عالم متكامل بحد ذاته وعند زيارتنا للولايات المتحدة قبل قرابة 14 سنة وجدنا ان حوالي خمسين نائبا من الكونغرس ليست لديهم جوازات سفر، أي انهم لا يسافرون الى الخارج لعدم حاجتهم للسفر وبالتالي فهم جاهلون بأحداث العالم والسياسة الخارجية.

وعندما سألتني مرشدة سياحية تدرس العلوم السياسية رافقتنا في زيارة النصب التذكاري لجورج واشنطن عن جنسيتي قلت من فلسطين، فقالت: ان مهمتكم صعبة هنا في اقناع الشعب الاميركي بقضيتكم؛ لأنه يفهمها بشكل معاكس.

وعلى ذلك فان ترامب الذي يكتسح منافسيه في الحزب الجمهوري ينطق بلسان شريحة واسعة من الشعب الاميركي تجهل أحداث العالم وهو يراهن على الجهل، حيث قال مخاطبا مؤيديه من انصاف المتعلمين نريدكم هكذا .. لذلك فهو يخاطب غرائزهم ويسمعهم ما يريدونه من وقف المساعدات الاميركية للخارج وصرفها على الشعب الاميركي حيث تعتقد أغلبية الاميركيين ان حكومتهم تنفق ربع ميزانيتها على المساعدات الخارجية بينما الحقيقة هي ان النسبة لا تتعدى الواحد بالمئة.

فالشعب الجاهل يحب المرشح الجاهل مثله ومثلما تكونوا يول عليكم والشعوب العربية هي الاخرى جاهلة وتنتخب الجهلة ايضا وتولي جهلة على أمورها وتخضع لهم .. ولم لم تكن جاهلة لما عادت الى الجاهلية باسم الاعلام واقتتلت بطريقة وحشية بائسة حيث يفترس الأخ أخاه وتباد النساء والاطفال، فالجاهل دوما عدو نفسه وترامب ليس استثناء مثلما هو حال الاحزاب والجماعات والأنظمة العربية.