مواجهات بين  المرشحين الاميريكين للانتخابات الاميركية لعام 2016، طالت مجالات متعددة، لتصل إلى نشر المرشحين صوراً لزوجات منافسيهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تقتصر حدّة المنافسة على المرشحين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وإنما بين المرشحين في الحزب الواحد.  

وزادت حدّة المواجهة بين المرشحَين دونالد ترامب وتيد كروز من الحزب الجمهوري بعدما نشرت جماعة سياسية مؤيدة لكروز إعلاناً احتوى صورا لميلانيا زوجة ترامب الثالثة، وهي عارية، التقطت لصالح مجلة "جي كيو" البريطانية في العام 2000، وذلك عندما كانت ميلانيا تعمل عارضة أزياء وقبل ان تتزوج من ترامب، وأرفقت تلك الصورة بعبارة "تعرفوا إلى ميلانيا ترامب، سيدتكم الأولى المقبلة".

ولجأ ترامب بعدها إلى "تويتر" للرد على خصمه، مهدداً إياه بـ "إفشاء كل شيء يتعلق بزوجة كروز" ونشر ترامب صورتين متقابلتين واحدة  لزوجته ميلانيا، التي ظهرت مبتسمة ومشعة وفي كامل أناقتها، وصورة لهايدي كروز ظهرت فيها عابسة الوجه بالاضافة الى ان الصورة رديئة النوعية مقارنة بصورة ميلانيا، وأرفقت الصورة بعبارة "لا داعي لإفشاء كل شيء فالصورة أبلغ من ألف كلمة".

ولكن سرعان ما أقر ترامب في مقابلة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن ذلك "كان خطأ"، مضيفا: "لو عاد بي الزمن إلى الوراء لما كنت أرسلتها".

بيرني ساندرز المرشح الديمقراطي، لم يتوانَ عن توجيه الاتهامات لهيلاري كلينتون، مرشحة الحزب نفسه، في حملته، الجمعة الماضي، في مدينة شيبويغن. وقال إنه "وفق تحليل قامت به منظمة السلام الاخضر، فإن حملة هيلاري كلينتون ولجنتها للعمل السياسي تلقوا اكثر من اربعة ملايين ونصف مليون دولار من مصانع الوقود الاحفوري".

الإسلام في تصريحاتهم

وعن التصريحات ذات الصلة بالإسلام والمسلمين، كان هناك فرق واضح بين ترامب والآخرين. وأصر ترامب على تعليقاته التي جاء فيها "الاسلام يكرهنا. توجد كراهية ضخمة".

 وعارض االمرشحون الثلاثة الآخرون ترامب عندما قال في ديسمبر الماضي إنه في الحرب على الإرهاب "يجب أن تخرج أسرهم". وقال تيد كروز "لن نستهدف أبدا المدنيين الأبرياء ولن نبدأ في ذلك الآن".

 وعندما سئل ترامب عن مدى قانونية استهداف المدنيين، قال إنه على الولايات المتحدة أن تتمكن من القتال "بصورة مكافئة" لما تتعرض له، وأضاف"علينا أن نطيع القوانين، ولكن علينا توسعة هذه القوانين".

بدورها، اعتبرت هيلاري كلينتون أن تصريحات المرشحين الجمهوريين دونالد ترامب وتيد كروز حول المسلمين ليست فقط عدائية وإنما خطيرة ايضاً.

وأضافت "إنهما لا يدركان انني وضعت برنامجاً لهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية في الواقع هذا يتطلب العمل مع دول اخرى، من بينها الدول الاسلامية التي عليها ان تكون جزءاً من تحالفنا".

وفي المعسكر الجمهوري، انتقد جون كاسيك، منافسيه في الحزب دونالد ترامب وتيد كروز. فالأول تحدث عن اجراء اختبارات دينية للمسلمين والثاني عن اجراء دوريات امنية في احياء يعيش فيها مسلمون. وتحدث معلناً امام انصاره "إن كنتم تعتقدون انه من الجيد الحديث عن نشر الشرطة في الاحياء ومحيطها، واخراج الناس من منازلهم ونقلهم الى الحدود وعددهم يقارب احد عشر مليوناً ونصف مليون، هل تتخيلون الاضطراب الذي سيحل بالبلاد؟".

المرشحون والنساء

 وقال ترامب حول رأيه في منع النساء من الاجهاض في اميركا، في مقابلة بثت قناة "إم.إس.إن.بي.سي" مقتطفات منها، إنه حتى إذا تقرر حظر الإجهاض فإن بعض النساء سيخالفن القانون وسيتخلصن من حملهن. وتابع في الجزء المذاع "يجب أن يكون هناك نوع من العقاب". 

وحين سئل عن نوع العقاب أجاب "هذا أمر لا أعرفه"، لكن ترامب ما لبث أن عاد في موقفه وقال "يجب معاقبة الشخص الذي يجري عملية الإجهاض"، بعدما تسبب تصريحه في موجة انتقادات وردود أفعال سلبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

منافسو ترامب تيد كروز وهيلاري كلينتون انتقدوا تعليقاته التي هاجم فيها المرأة،  وبعض الأقليات في المجتمع الأمريكي، رد عليه نشر كروز إعلانا قال فيه إن الناخبين لا يمكنهم الوثوق في ترامب لأنه ليس معارضا للإجهاض دائماً.   

في المقابل، اتهمت كلينتون خصمها ترامب بتشجيع العنف، واضافت امام مؤيديها في كليفلاند "خطابات دونالد ترامب القبيحة والداعية الى الانقسام والخلاف وتشجيع العنف والعدوانية ليست خطأ فقط، بل خطيرة.. اذا لعبت بأعواد الثقاب، يمكنك أن تشعل النار لكنك لا تستطيع السيطرة". واضافت كلينتون ان ما يفعله ترامب لا يمت للقيادة بصلة بل هو تدمير سياسي، ودعت الى مكافحة التعصب وإدانة العنف.

الانتخابات التي تشهدها أميركا هي الانتخابات الثامنة والخمسين لرئاسة الولايات المتحدة، والذي سيفوز بها سيكون الرئيس 45 للولايات المتحدة، و المقرر إجراؤها في يوم الثلاثاء 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وسيقوم الناخبين فيها بتحديد المجمع الإنتخابي من الرئيس  ونائب الرئيس من سنة 2017 إلى سنة 2021، وبحسب التعديل للمادة 22 من الدستور الأمريكي سيمنع الرئيس باراك أوباما من الترشح لولاية ثالثة.