كتبنا سابقًا: "كفى يا ساسة وعسكر حماس"، ونكتب الآن: سدوا الذرائع، سلموا المحتجزين والأسرى العسكريين الإسرائيليين، واستجيبوا لنداء العقل، وصوت ملايين المواطنين الفلسطينيين المنكوبين، والواقعين بين فك آلة حرب منظومة احتلال عنصرية إسرائيلية مدمرة، وفك فجور عبثكم بذخيرة الشعب الفلسطيني الاستراتيجي (الأطفال والنساء والشباب) وكفوا عن منح الذرائع لرؤوس مثلث حكومة الصهيونية الدينية العنصرية، بنيامين نتنياهو، وبن غفير، وسموتريتش، لاستكمال حملة الإبادة الجماعية الدموية والتهجير القسري، فوجود شعبنا على أرض وطنه، ومستقبل مشروعه الوطني، ومصير القدس بهويتها الفلسطينية العربية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، بات كله على حافة الخطر، وآن لكم أن تعلموا أنكم ضللتم الطريق، منذ انقلابكم الدموي سنة 2007، واتخاذكم مسار الاصطدام مع الهوية الوطنية الفلسطينية، لصالح أجندة جماعة الإخوان المسلمين، التي سخرتم طاقات جزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني، لتكونوا فرعها المسلح في فلسطين الوطنية القائمة على مبادئ وقيم التسامح والمحبة والإخاء، ووضعتم أنفسكم خدمًا لأجندتها، ولأجندة بلاد فارس، المستترة بشعارات الثورة  والجمهورية الاسلاماوية، تقحمون شعبنا بمعارك وحروب أقل ما يمكن وصفها بأنها (استثمارية) فقد بعتم دماء ولحم أطفالنا ونسائنا لمن يدفع لكم أكثر، حتى أنكم استرخصتم قيمة الإنسان الفلسطيني، واعتبرتم خسارته، وكأنكم تخسرون مخزن معلبات غذائية، يمكن تعويضها.

اسمعوها منا صريحة باسم الأمهات النادبات على أطفالهن، والزوجات والشقيقات، باسم ملايين النازحين المنكوبين، وآلام الجرحى المكتومة قهراً، إن لم تحرك ضمائركم مشاهد وصور أطفالنا الشهداء والمبتورة أطرافهم، والجوعى، والمرضى، فابحثوا عن ظلمة أبدية، وادفنوا أنفسكم، حتى لا يراكم أحد بعد اليوم، أو انتحروا، ففاقد الإحساس والضمير، والعقل، والقيم الإنسانية، ليس منا، ولن يكون مؤتمنًا حتى على نفسه وعائلته، فأنتم بفعلتكم، في السابع من أكتوبر 2023، المشكوك بأمره، وبتوقيته، وتفاصيله وأهدافه المعلنة، قد ساهمتم مع حلفائكم، بمنح نتنياهو الفرصة للترويج من جديد، وبقوة لمقولة "التهديد الوجودي" الذي تتعرض له إسرائيل، بينما واقع الأمر، أن حكومة الصهيونية الدينية برئاسة نتنياهو، هي الحلقة الأقوى، في سلسلة الخطط الاستعمارية الصهيونية العالمية، لجعل الكذبة التاريخية الخيالية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" حقيقة مادية، عبر المجازر والتهجير، فكل عاقل في هذا العالم على يقين، إن بقاء وصمود الشعب الفلسطيني في أرض وطنه فلسطين، هو الحق القائم منذ الأزل وإلى الأبد، وأن استمراره بتجسيد كيانه السياسي واستقلاله بدولة ذات سيادة، سيبدد نظريات المستعمرين وأدواتهم، بالاستيلاء على أوطان الشعوب بالقوة  العسكرية (الاحتلال الاستيطان) وسيكبح جماح (الهمجية) الزاحفة على الشرق الأوسط وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط الحضارية، وفي القلب منها فلسطين، ويحقق الأمن والاستقرار والسلام. وإذا كنتم معنيين بالقدس ومقدساتها- وإن كنا حتى اللحظة نراها خارج اعتباراتكم بالأدلة والشواهد- وتطبيق حق العودة المقدس للاجئين الفلسطينيين، وتحرير الأسرى، وبدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران سنة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فليس أمامكم إلا سبيل الالتزام بالشرعية الوطنية الفلسطينية، وعنوانها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والالتزام باحترام التزاماتها، والالتزام بنظام سياسي واحد، وقانون واحد، وسلاح واحد، وأرض موحدة لدولة فلسطين، فكفوا عن المناورات العبثية، وجملة التنازلات المجانية اللا محسوبة، فهذه قد أسقطتكم في صنع (نكبة لجوء جديدة) بموافقتكم في صفقاتكم، على أبعاد المحررين من الأسرى الفلسطينيين إلى خارج أرض وطنهم فلسطين.

والأولوية الآن كما نعتقد: استسلامكم لإرادة الشعب الفلسطيني، والكف عن مراهناتكم الخاسرة، فوضعكم خمسين محتجزًا إسرائيليًا في كفة، وبالكفة الأخرى قائمة مفتوحة، للشهداء والجرحى والدمار، وإلى جانبهم مصير خمسة ملايين مواطن في الضفة وقطاع غزة في خانة المجهول، فهذا يسمى ميزان ومعايير الشيطان. ولتعلموا أن كل نفس عزيزة على أهلها، وحياة أطفالنا وأبناء شعبنا سر وجودنا الأبدي.