القرار الاخير الذي استولت الحكومة الإسرائيلية بموجبه على اكثر من الفين دونم جديد من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة هو رسالة واضحة بأن اسرائيل لا تريد حل الدولتين لشعبين يعيشان الى جانب بعضهما بسلام وأمن واحترام كما تنص على ذلك قرارات الشرعية الدولية، وكما ينص على ذلك مشروع حل الدولتين الذي انخرطت فيه اربع إدارات أميركية، ودعمته مبادرة السلام العربية، وشكلت من اجله اللجنة الرباعية، وجرت على وحي منه جولات المفاوضات التي انهتها إسرائيل بحربها التدميرية الثالثة على غزة وبدأت تتلقى رسائل من حماس واللاعبين مع حماس أمثال التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وبعض الدول المتنفذة في التنظيم الدولي حول انشاء منصة مائية او طريق بحري أو حل مؤقت في غزة، ونكاد نجزم بأن نتنياهو ليس عنده هدف سوى القفز النهائي عن حل الدولتين عبر قراءة خاصة للأحداث في المنطقة والعالم، وعبر سياسة التحطيم والتكسير التي يمارسها ففي الفترة الاخيرة، والتي تعتبر استعادة ذاكرة بعضها موجع وفاجع، كالإعدامات الميدانية لاجيالنا الجديدة في هبة القدس الخارقة لانها لطمت نتنياهو على وجهه واثبتت ان فهمه للمعطيات ضيق الافق، فكانت الهبة عكس فرضياته وتوقعاته، وبقية مسلسل التكسير الشامل لحياتنا لحياتنا الفلسطينية.

يجب ان ننجح في جعل نتنياهو يخسر رهاناته في العمل السياسي والدبلوماسي وفي الميدان ايضا، وعدم اثارة قضايا وهمية وتكبيرها كقضية المعلمين وقضية عمر النايف في بلغاريا، والحديث المنفوخ عن المصالحة دون ان تقدم حماس أي جديد سوى مزيد من التورط في الأزمات المتفاقمة على حساب قطاع غزة وعلى حساب الكل الوطني الفلسطيني.

لدينا ما نعمل بالفعل بنجاح على طريق مشروعنا الوطني، لدينا نجاحات متعددة على صعيد العمل السياسي والدبلوماسي، لدينا محطات بارزة في البناء الوطني على ارضنا رغم الصعوبات ولدينا هذه الهبة العظيمة لاجيالنا الجديدة بابداعاتها المتعددة التي جعلت نتنياهو جيشه ومستوطنيه في حالة استنفار رغم الادعاءات الكاذبة، لدينا ما نعمل ضد الاحتلال البغيض الجاثم على ارض دولتنا، مراهنين أن الواقع العربي والدولي دائما يتغير انطلاقا من فعاليات هذه القضية العظيمة.