حسن بكير

في خطوة تصعيدية تحذيرية لأول مرة منذ ثلاثة أسابيع لمواجهة قرارات الأونروا، قامت فصائل الثورة والقوى الوطنية الإسلامية والفلسطينية واللجان الشعبية، بإغلاق المدخلين الرئيسَين الشرقي والغربي لمكتب لبنان الاقليمي لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا) في بيروت.

فمنذ الخامسة من فجر الأربعاء 3\2\2016 تجمع قادة فصائل الثورة واللجان الشعبية وحشد من المسؤولين الفلسطينيين والمشايخ عند مدخلي الأونروا ومنعوا دخول الموظفين وسيارات الأونروا، وسط انتشار كثيف لقوى الأمن ومكافحة الشغب، واستمر قرار المنع حتى الساعة الحادية عشرة ظهراً. وهي خطوة تحذيرية تأتي تمهيداً لخطوات تصعيدية ستقررها لجنة متابعة ملف وكالة الأونروا المكلّفة من القيادة السياسية الوطنية والإسلامية.

وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل كلمة جاء فيها: "نحن هنا اليوم في وقفة واحدة وشعب موحّد وقيادات فلسطينية واتحادات ولجان شعبية موحّدة لنوجه رسالة حاسمة للمفوض العام وللمدير العام والامين العام للامم المتحدة ولرئاسة الاونروا وللدول المانحة اننا مصممون على مواصلة التحركات الجماهيرية. وما الاقفال الرمزي اليوم للمقر الرئاسي للانروا ولمقرات مدراء المناطق الا خطوة اساسية في سياق هذا التصعيد. لانها اذا لم تتراجع عن قراراتها الظالمة المجحفة التي استهدفت الخدمات الصحية ومن قبلها الخدمات التعليمية، ولاحقاً ستحاول استهداف الخدمات الاغاثية، وفي هذا استهداف سياسي بحق اللاجئين في العودة وللقمة عيشهم وحياتهم الكريمة، فنحن هنا نقول بوضوح سنصل الى الاعتصام المفتوح اذا لم تتراجع ادارة الاونروا عن قراراتها الجائرة، ولن نتراجع نحن الا حينما تصبح الطبابة مئة بالمئة والاستشفاء كذلك، وكل فرص التعليم قائمة وتلغي تعليم الاجيال كالأكوام، ولن نقبل بان نتحول الى اغاثة قاع او صحة مستباحة او ظلمة وعطش او لاجئ من مخيم نهر البارد يسكن الهواء. لذا نحن مصمّمون على مواصلة هذا التحرك وعلى نيل مطالبنا لأننا نخوض معركة سياسية، معركة البقاء وحق العودة والحياة الكريمة، ولذلك من ارض لبنان ونحن نعيش في لبنان والمستهدفون في لبنان وهناك خصوصية للاجئين، ندعو الدولة اللبنانية باعتبارها الدولة المضيفة لأن تتحرّك بشكل عاجل وتضغط على الدول المانحة".

وتابع "بالأمس كان لقاء مع رئيس لجنة الحوار وأقرينا بشكل مشترك ان توجه الدولة اللبنانية مذكرة رسمية للدول المانحة وللامم المتحدة وللمفوض العام بأن يتراجع عن اجراءاته ويوفّر الاموال لصحة جيدة وتعليم كامل واغاثة كاملة ولفتح فرص التشغيل لشعبنا واستكمال اعمار مخيم نهر البارد والعودة الى خطة الاستشفاء لأهله وصرف بدلات الايجار للنازحين الفلسطينيين من سوريا.

اختم لأقول لن نكل.. لن نمل.. لن نيأس.. لن نُدفَع للتهجير او التوطين، بل نحن قبضة واحدة وشعب واحد بكل مكوناته نحو فلسطين وحق العودة. هبّة هنا في مواجهة اللجوء والاونروا الحرمان وهناك انتفاضة في مواجهة الاحتلال. نحن شعب موحّد لن تجزّأنا الجغرافيا، بل توحدنا الديمغرافيا، توحدنا الحقوق. الانتفاضة مستمرة حتى الدولة المستقلة، ونحن مستمرون بهبّتنا حتى العودة وحتى لقمة العيش الكريمة".

وألقى مسؤول إعلام حركة حماس في لبنان رأفت مرّة كلمة حيث قال: "يعتصم اليوم جميع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وجميع القوى السياسية الفلسطينية واللجان الشعبية والاهلية والمؤسسات الانسانية والاجتماعية بكل المخيمات والتجمعات في لبنان منذ الخامسة فجراً من صباح اليوم. نعتصم هنا امام المقر الرئيس للاونروا في لبنان، وقمنا بإغلاق هذا المقر احتجاجاً على سياسة تقليص الخدمات الصحية والتعليمية التي تمارسها الاونروا بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. هذه السياسة تؤدي الى تدمير الحياة الانسانية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين وتؤدي الى الاخلال بالأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي للمواطنين الفلسطينيين في لبنان، وينتج عنها اضرار سياسية وأمنية كبيرة جدا. لذلك نقول اننا سنواصل هذه التحركات بالاسلوب السلمي الحضاري من اجل اجبار الاونروا على التراجع عن قراراتها ونطالب جميع الجهات الرسمية والدولية بالضغط على الاونروا حتى تتراجع من اجل تحقيق المصالح العليا للاجئين الفلسطينيين في لبنان المتمثّل بالتعليم الحديث والرعاية الصحية الشاملة".

أمّا أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، سمير أبو عفش، فقال: "ان اللجوء الحقيقي هو في لبنان نتيجة السياسات العنصرية التي تمارسها الحكومات المتعاقبة، حيث ان الشعب الفلسطيني ممنوع من ممارسة 72 مهنة، كما انه ممنوع من التملُّك وحق الارث من التملك. لذلك اقول في سوريا او الاردن يعامَل اللاجئ الفلسطيني مثله مثل المواطن الاردني او السوري، وفي الضفة الغربية هناك دولة فلسطينية تعالج اللاجئين هناك، في غزة هناك مستشفى للاونروا. من هنا نطالب بإدراج انشاء 3 مستشفيات للأونروا في لبنان وبذلك تنخفض الفاتورة العلاجية الكبيرة وتستطيع ان تعود الاونروا الى اساسها، فهي هيئة تشغيل قبل ان تكون اغاثة. ونطالب ايضاً لاهلنا النازحين قسرا من مخيم اليرموك بالعودة الى قانون الايجارات الذي كان معمولاً به والى قانون الإغاثة والكسوة. ونقول ان اليوم هو جزء من خطة استراتيجية بدأت اليوم وهي تحذيرية. قد يليها لاحقاً اعتصامات مفتوحة والنوم على مدخل الاونروا، والعصيان المدني، حتى تتراجع الأونروا. مدير عام الاونروا يقول عن الاستشفاء بانه اجراء اداري، فليترجع عن هذا الاجراء واننا واياكم لعائدون" .