شارك سفير فلسطين لدى فرنسا، سلمان الهرفي، في مراسم تشييع القنصل العام الأسبق لفرنسا في القدس، السفير دوني بيتون، والذي حضره وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس وأعضاء وكوادر وزارة الخارجية الفرنسية.

وقدم الهرفي، باسم الرئيس محمود عباس، التعازي الى الوزير فابيوس وكبار موظفي وزارة الخارجية، وكذلك إلى عائلة الفقيد، باسم الرئيس عباس وباسم الشعب الفلسطيني، كما قدم أكليلا من الزهورباسم الرئيس.

وألقى الوزير لوران فابيوس كلمة وداعية ذكّر فيها بما قام به الراحل من جهود للتوصل إلى سلام عادل ودائم، ومحاولاته الدؤوبة خلال الانتفاضة الثانية لعدم الانجرار الى العنف.

كما ذكر فابيوس بقيام الراحل بييتون باختراق الحصار الاسرائيلي على كنيسة المهد في بيت لحم والمقاطعة في رام الله، حيث كان الشهيد ياسر عرفات محاصراً. وعدد فابيوس مآثر الفقيد وما قدمه لبلاده فرنسا في جميع المواقع التي شغلها في السلم الدبلوماسي الفرنسي.

وكان الراحل دوني بييتون قد عرف بمواقفه المؤيدة للحقوق الفلسطينية ومشاركته في فعاليات دولية عديدة دعماً لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، حتى أنه دعا الرئيس محمود عباس للتوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على عضوية فلسطين كدولة مستقلة.

كما أنه، في ندوة له عندما كان سفيراً لفرنسا في لبنان، اعتبر الملف الفلسطيني قريباً منه كونه شاهد انتهاكات حقوق الانسان التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وشاهد بأم عينه المستوطنات وهي تغزو أراضي الضفة الغربية المحتلة وتهدد بشطرها الى قسمين وتعيق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة والمتصلة جغرافياً.

بييتون اعتبر الملف الفلسطيني 'فضيحة' ذلك أن الجميع يعرفون الحل ولكن الاسرة الدولية تقفز عاجزة، على حد تعبيره. 

كما عارض بيتون العملية العسكرية الاسرائيلية عام 2002 والتي اشتهرت بحصار الشهيد ياسر عرفات في المقاطعة وحصار كنيسة المهد. وشارك في مظاهرة الى جانب دبلوماسيين آخرين قرب حاجز قلنديا، وتعرضوا فيها لاستنشاق الغاز المسيل للدموع والذي أطلقه عليهم جنود الاحتلال الاسرائيلي.

وتعرض خلال حياته السياسية لهجوم حاد من اللوبي الداعم لإسرائيل في فرنسا، خاصة عندما كان مديراً لمكتب وزير الخارجية الفرنسية، لكن ذلك لم يثنه عن الوقوف الى جانب الحق الفلسطيني.

أنهى بييتون حياته الدبلوماسية كرئيس للمركز  الثقافي الفرنسي في وزاراة الخارجية، وهو المركز الذي يتبع له 96 فرعاً في العالم منها المركز الثقافي الفرنسي في رام الله وآخر في نابلس.