يدرس الوزير الاميركي جون كيري عبر قرون استشعاره مدى جدوى زيارته المرتقبة وهل ينجح في تهدئة الوضع أم لا.. وهو يدرك في قرارة نفسه أن الكرة في ملعب نتنياهو وليست في الجانب الفلسطيني.
فالتهدئة المرجوة هي بين حكومة نتنياهو ومستوطنيها وبين الشعب الفلسطيني وليست بين السلطة الوطنية واسرائيل، إذ إن تهدئة غزة السارية المفعول كتهدئة مقابل تهدئة رغم غارة صوتية ضد صاروخ صوتي حاليا كانت بين حماس واسرائيل لأن حماس صاحبة الصاروخ واسرائيل صاحبة الطائرات والدبابات والبوارج فإن جرت تهدئة صمدت وشعبنا في غزة وإن كان هو الذي يتلقى الضرب فإنه لا يحسب حسابه إلا عند احصاء الضحايا والأضرار، فهو لم يطلب أية حرب، فالتهدئة في غزة صامدة لأن حماس تحميها وتلاحق من يطلق الرصاص والصواريخ وتعتقل المخطط قبل المنفذ.
أما في الضفة فالوضع مختلف لأن ما يحدث هو غضبة شعبية وعمليات فردية بما تيسر من سلاح أبيض أو أسود أو عجلات تسير على الارض، ولذا لا يمكن للسلطة تهدئة الوضع لأنها تجاهر بأنها ضد العنف مهما كان مصدره خاصة وأن الوضع المتفجر هو في القدس المحتلة تحت سيطرة الاحتلال وفي البلدة القديمة في الخليل تحت الاحتلال وفي مفارق طرق المستوطنات وهي تحت الاحتلال أيضاً وفي مدن اسرائيلية ليست تحت "احتلالنا"، فالمطلوب تهدئة تقنع الشعب الغاضب لأن شعار السلطة هو مقاومة شعبية غير عنيفة.
وبالتالي فإن تنفيس الغضبة يتلخص في وقف الممارسات الاحتلالية التي أدت اليها سواء في القدس المحتلة والمسجد الاقصى او من قبل المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية، حيث بلغ القمع الاحتلالي ذروته واستباح المستوطنون كل المحرمات وحرقوا بشراً وشجراً وصادروا الأرض ودنسوا المساجد والكنائس ونالوا الدعم والحماية والتشجيع من حكومة يمينية متطرفة أركانها دعاة حرب واستيطان.
لهذا فإن الكرة في الملعب الاسرائيلي وليست في المقاطعة، لأن السلطة لا تتبنى خطاباً تحريضياً كالذي نشهده على ألسنة المسؤولين الاسرائيليين كبيرهم وصغيرهم ولم تصدر أية كلمة تدعو للعنف أو القتل من أي مسؤول فيها، فيما الإعلام الاسرائيلي يقذف في كل دقيقة كما تحريضياً يكفي كوقود لإبادة الصين.
فالمطلوب هو اجراءات اسرائيلية محددة وعملية على الأرض لوقف القمع والممارسات غير الانسانية تجاه شعبنا تخفف من حدة التوتر والغضب، فنحن أولاً وأخيراً كائنات بشرية أرضية نريد الآن أن نحافظ على بقائنا على أرضنا ولا نطلب جنات في السماء.وأظن ان الوزير كيري يدرك كل هذا ويعرف من تقع عليه مسؤولية التصعيد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها