اقتربت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية من مرحل الا عودة واصبحت السلوك اليومي المقاوم الذي انطلق لتغير بقاء اسرائيل الاعب الوحيد في الصراع  والفاعل الذي يتمادى في السلوك العدواني , يهدم البيوت ويصادر الأراضي ويتمدد في الاستيطان ويعتقل ويقتل وينتهك المقدسات ويصادر في النهاية  حق تقرير المصير ويرفض الالتزام باي معاهدات وتفاهمات حتى ابسط التفاهمات ويكرس سياسة الاحتلال في كل مكان دون احترام لأي قوانين او مبادئ او حتى تعاطي ,وبالتالي تبقي رغبة المجتمع الدولي بضرورة حل الصراع على اساس الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية حبيسة  سياسة الاحتلال الاسرائيلي, لهذا فان الصراع  يمر الان بمرحلة التعقيد امام انغلاق أي افق ساسي حقيقي يسمح بتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة , هذا التعقيد بالطبع سببه واشنطن التي تتبني كل الروايات و الخطط الاسرائيلية ولا تمارس تدخل عادل وايجابي في الصراع , واسرائيل لا تري أي حلول سوي حلول بقاء الاحتلال وارغام الفلسطينيين على قبول التعايش معه الاحتلال كأمر واقع .  
التقي نتنياهو واوباما في واشنطن هذا الاسبوع وكان اللقاء كمن يلتقي برئيس الخدم ليلقي عليه طلباته  وما يريد ان يحضر له , نتنياهو بالطبع يريد ان يقايض واشنطن برضي اليهود عن الامريكان بمزيد من صفقات السلاح والصواريخ و خاصة طائرات F35  ليرض نتنياهو عما وقعت واشنطن من اتفاقات مع الدول المركزية  في النووي الايراني ,اعتقد ايضا ان نتنياهو  عرض خطة على الادارة الامريكية لإنهاء الانتفاضة وليس انهاء الاحتلال ,جزء من الخطة يتعلق برفع وتيرة القمع للفلسطينيين المنتفضين ومن يؤيد الانتفاضة , والجزء الاخر عبارة عن  حل اقتصادي وتسهيلات تحسن من الحالة الاقتصادية تحت الاحتلال , اما سياسيا فان نتنياهو يطرح البدء بالمفاوضات على قاعدة ان القدس والمسجد الأقصى خارج أي تسوية مستقبلية , وكل بوادر حسن النية لا تتعدي تحسين دخول الفلسطينيين وخروجهم من مئات الحواجز المنتشرة على بوابات المدن الفلسطينية والتي هي حواجز موت وصيد للشبان الفلسطينيين, لا  اعتقد ان نتنياهو يستطيع ان يقدم اكثر من هذا او التحدث في اكثر من هذا باعتباره  اخر الممكن  للفلسطينيين  من حلول , التهدئة الشاملة بالضفة الغربية مقابل تسهيلات اقتصادية وامنية  وبالطبع فان ابو مازن امام كل هذا هو المتهم بالتحريض وهو المتهم الاول الذي يقف خلف الانتفاضة الحالية . 
حسن النوايا التي  يتحدث عنها نتنياهو تعني بقاء الاحتلال وكل مناهجه القذرة ,الاستيطان و مصادرة الاراضي ,اقتحامات المسجد الأقصى والتهجير  وتفريع القدس والخليل من سكانها الاصلين و الدفع بمزيد من المستوطنين هناك  , ابقاء الضفة و غزة كالسجون الكبيرة لا يدخل اليها او يخرج منها احد الا تحت حراب الاحتلال , قطاع غزة بلا ممرات باتجاه العالم وبلا معابر ويبقي في حصار الى الابد , هذا اخر الممكن لدي نتنياهو  في المرحلة الحالية ,لكن اخر الممكن هذا غير ثابت ان مارس العالم ضغطا حقيقيا على دولة الاحتلال وان استمر الاتحاد الاوروبي في برنامج المقاطعة الاقتصادية الاكاديمية والثقافية لإسرائيل وكل دعاة الاحتلال والتميز العنصري في دولة الكيان,  بالإضافة لأهمية استمرار الانتفاضة الفلسطينية وتوسيع مداها  لتصبح اكثر تأثيراً من اجل استدامة حالة عدم الاستقرار لدولة الكيان , بالإضافة  لنجاح الانتفاضة في قطع كل الطرق المؤدية الى مستوطنات الضفة الغربية باي شكل كان , وكعادته نتنياهو عندما يلتقي اوباما فانه يعلن عن جملة من العطاءات الاستيطانية ومصادرة الاراضي  ليثب ان الصراع هو عبارة عن اراضي متنازع عليها وليست اراض محتلة , وهنا اعلنت حكومة نتنياهو في يوم لقائه اوباما عن عطاءات لمئات من الوحدات الاستيطانية في منطقة رام الله وما جاورها ليقضي على  ما تبقي من تواصل جغرافي بين رام الله و باقي مدن الضفة الغربية.
يبدو ان ما اتفق عليه نتنياهو في البيت الابيض من خطط لوأد الانتفاضة بدأ ينفذ حتى قبل يعود نتنياهو ويجتمع مع المجلس المصغر, فقد نفذت اسرائيل ولأول مرة عملية اغتيال خطيرة لاحد نشطاء الانتفاضة بالمنطقة (أ) داخل المستشفى الأهلي بالخليل  وقامت باعتقال مصاب اخر, وقد اقتحمت الوحدة الخاصة  المستشفى بزي مدني وهم من المستعربين كما يسميهم الفلسطينيين لكنهم بالأصل وحدة خاصة من وحدات الكوماندوس الاسرائيلي  الذي تعهد اليه مهام التصفية الجسدية والاغتيالات  وبالتالي احداث رد فعل فلسطيني عنيف يكون مدخل لعمل عسكري كبير على غرار السور الواقي ابان الانتفاضة الثانية , هذا يضعنا الان في تقدير موقف كنا نحذر منه  وهو جر الانتفاضة الى المربع الذي تريده اسرائيل , وأتوقع ان يكون نتنياهو بصدد تنفيذ خطة  الهروب للأمام  لتصفية واغتيال نشطاء الانتفاضة وبعض القيادات السياسية والفصائلية  ,وهذا امر يفهم من تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة  ,بان الادارة الامريكية سوف تدافع عن اسرائيل في كل المحافل الدولية وتتفهم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها , لكن نقول ان كانت إسرائيل تعتقد  ان هذا قد يوقف الانتفاضة فأنها واهمة ولو كان هذا الاعتقاد صحيحا لما تفجرت الانتفاضة الحالية بعد عملية السور الواقي في اوائل العقد الماضي  .