دعماُ لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ومساهمة في انتفاضة القدس المباركة، نظم تجمع المنظمات الشبابية والطلابية الفلسطينية في لبنان (شبابنا) مسيرة جماهيرية من أمام جامع الفرقان في مخيم برج البراجنة باتجاه مقبرة الشهداء في المخيم.

شارك في المسيرة ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح"، وتحالف القوى الفلسطينية، وحركة الجهاد الإسلامي، وممثلو القوى الأمنية واللجان الشعبية، وفاعليات ووجهاء وأهالي مخيم برج البراجنة. وحشد فتحاوي من مخيمات بيروت، وكشافة حركتي "فتح" والجهاد الإسلامي.

بدايةً كانت كلمة لشبابنا ألقاها محمد موسى جاء فيها: "ها هو الشباب الفلسطيني كعادته جيلاً بعد جيل يعيد قضية فلسطين إلى موقعها كقضية مركزية هذا الشباب الذي يسطر أروع ملاحم البطولة والفداء بالصدور العارية برجم الحجارة وبعمليات الطعن والدهس، هذا الشباب الذي أعلن انتفاضته بعدما أيقن أن الكرامة لا تصان والأعراض لا تصان والمقدسات لا تصان إلا بمقارعة هذا العدو والرد على عدوانه".

إننا كشباب فلسطيني لاجئ في لبنان جزء من هذه الانتفاضة المباركة نعيشها هماً وفعلاً فإذا كانت الحواجز المادية تفصل بيننا وبين الشباب المنتفض في أزقة الخليل والجليل والقدس والضفة وغزة وجنين وكل فلسطين فليس هناك أي حواجز بيننا في الرؤية ولا في الهم ولا في الإرادة على التغيير.

لقد أعادت هذه الانتفاضة لفلسطين رمزيتها وأعادت لها ولنا الروح والأمل والبصيرة بأن الغد لنا لا محالة، الغد لأهل الأرض الذين يتوارثون العهد والالتزام والذين لم ينسوا كما أراد العدو وأتباعه لهم، إننا كتجمع شبابنا وكشباب فلسطيني لاجئ في لبنان نعلن حالة النفير العام لدعم إخواننا في انتفاضة القدس المباركة وأننا لن نتأخر عن تقديم أي جهد في سبيل مشاركتهم ودعمهم ،كما أن أيدينا ممتدة لكل من يريد العمل لأجل فلسطين.

وأكد موسى على ما يلي:

أولاً: نؤكد على تمسكنا في حق العودة إلى فلسطين ورفض كل المشاريع التي تحاك لإنهاء قضيتنا.

ثانياً: ندعو الشباب العربي والإسلامي الحر في كل بقاع الأرض إلى الوقوف إلى جانب فلسطين وأهلها والنزول إلى الباحات والشوارع والميادين لأن فلسطين تنتظر منا الكثير.

ثالثاً: إن دعم القضية الفلسطينية يكون بتعزيز صمود الشباب الفلسطيني في الشتات وتأمين حقوقه المدنية والإنسانية ومساعدته على تأمين حياة كريمة والوقوف في وجه كل مؤامرة تحاك لتيئيسه. فمن يريد أن يدعم فلسطين عليه البدء بدعم الإنسان الفلسطيني.

كلمة تحالف القوى الفلسطينية ألقاها عضو اللجنة المركزية في القيادة العامة حسين الخطيب جاء فيها: "لقد أدخلتم مرحلة جديدة في غاية الأهمية في تاريخ نضال شعبنا الفلسطيني المتواصل منذ عشرات السنين مرحلة تختلف عن ما سبقها من مراحل لأن مقاومتكم هذه لم تقتصر على الأراضي التي احتلها الكيان الصهيوني عام 67 بل شملت أهلنا في أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 هؤلاء الأبطال الذين اثبتوا أنهم ما زالوا مرتبطين بأهلهم في الشتات ومتعلقين بتراب وطنهم مؤمنين بتحريره مهما طال الزمن هؤلاء الذين يرفضون التعايش مع هذا العدو الغاصب الذي يعاملهم بأبشع أنواع التمييز العنصري والممنهج في سياساته وخطاباته الاستفزازية".

وأضاف: "نقول لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وجميع الفصائل الفلسطينية ولجماهير شعبنا الفلسطيني وقواه الوطنية وفعالياته وكل أطيافه إذا أردتم لمقاومة شعبنا أن تستمر ولكي لا تكون هذه الانتفاضة مجرد رقم جديد يضاف إلى ما سبقه من انتفاضات ومحطات نضالية يجب أن تهيئ لكم هذه الانتفاضة العظيمة مناسبة مهمة لإعادة إبراز الحقائق المتعلقة بفلسطين بوضعها أولاً من أمور الواقع التاريخي، هذه الحقائق التي تم إخفاؤها وتشويهها وبنجاح في فترة قصيرة من الزمن وقد قيل أنَّ الصهيونيين قد انتصروا حتى الآن لأنهم زيفوا الحقائق وضللوا العالم وقضية فلسطين في غنى عن تشويه أو مبالغة، ما تحتاج إليه هو أن تسمع ومتى سمعت فعندئذ تتكلم الحقائق بنفسها، وهذا يتطلب أن نخاطب الأمم المتحدة، فمنذ سبعة وستين عاماً لم تكن هناك في ذلك الوقت مشكلة فلسطين وإنما كانت هناك فلسطين بذاتها".

كلمة "م.ت.ف" ألقاها أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان ومسؤول مفوضية الإعلام والثقافة في لبنان الحاج رفعت شناعة أكد فيها: "أنَّ هذه الهبة الشعبية الواسعة التي استخدمت المقاومة الشعبية هي في طريقها لتكون انتفاضة فلسطينية شاملة يشارك فيها الكل الفلسطيني، وقد شكلت جماهير شعبنا الفلسطيني خلال هذه الفترة  الحاضنة المطلوبة جماهيرياً لحماية ورعاية هذه الانتفاضة وخاصة عند دفن الشهداء والاشتباكات والمواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي".

 كما اعتبر شناعة "أنَّ هذه الانتفاضة لها إستراتيجيتها المرتبطة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الاستقلال وانجاز الدولة الفلسطينية فهي قد انطلقت لتستمر لا لتنتهي خاصة أنَّ مختلف الفصائل الفلسطينية هي اليوم على موقف واحد تجاه أسلوب الانتفاضة في عملها، والانتفاضة لا تغير من نهجها وأدواتها وأسلوبها فهي تتمسك بالمقاومة الشعبية. هذه الانتفاضة من أجل أن تنجح وتستمر هي بحاجة لغطاء سياسي والتطورات السياسية الفلسطينية تصب في صالح مستقبل هذه الانتفاضة، وجاءت قرارات اللجنة التنفيذية الأخيرة أول أمس باعتماد توصيات اللجنة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول فك العلاقة مع الاحتلال وخاصة ما يتعلق باتفاق أوسلو والاتفاق الاقتصادي والتنسيق الأمني فهذه القضايا أصبحت بعد قرار منظمة التحرير الفلسطينية في حكم الملغاة، وهي بانتظار البصمات الأخيرة والتي يأخذها عادة المجلس الوطني الفلسطيني، وهذه كانت رسالة واضحة لتعزيز دور الانتفاضة ولإفهام العدو الصهيوني بأن منظمة التحرير الفلسطينية تحتضن هذه الانتفاضة الشعبية".

واعتبر شناعة "أنَّ الموقف الفلسطيني الموحّد هو الذي يتبلور يوماً بعد يوم سياسياً وهو يصب في تصليب عود هذه الانتفاضة وتأمين استمراريتها للمستقبل".

كما المح شناعة "أنَّ هذه الانتفاضة حتى تستطيع الاستمرار هناك ضرورة لتأمين الدعم والمساندة من الأمة العربية ومع ضرورة هذه المساندة، إلا أنَّ هذه الانتفاضة ستستمر وتتواصل ولن تلتفت إلى الوراء لأن قرارها قد أخذته بالانطلاق لن تتوقف بانتظار المواقف العربية المنشغلة حالياً بانشغالات داخلية بسبب الصراعات والحروب الدائرة في الوطن العربي".

وختم قائلاً: "هذه الانتفاضة التي بدأت من جوار الأقصى أو من داخل الأقصى في تصديها للمستوطنين حيث المشروع الإسرائيلي لتقسيم هذه الحرم القدسي زمانياً ومكانياً في تحد واضح للمشاعر الفلسطينية والعربية والإسلامية. فقد أثبت شعبنا الفلسطيني في القدس تمسكه بهذه الأرض المقدسة ومن خلال المواجهات التي تمت. وأكد للعدو الإسرائيلي أنَّ استمراره في مثل هذه الإجراءات العدوانية الدائمة والمتواصلة لن تساعدهم في تحقيق أهدافهم، لأن الفلسطيني سيبقى في حالة مواجهة دائمة مع الاحتلال".