(الجيش الأخلاقي)، الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، والجيش الذي يحتل بترسانة حربية هي الأحدث اولها هنا على ارضنا وفي سمائها وبحرها، وآخرها في مخازن البنتاغون الولايات المتحدة الأميركية، هذا الجيش تقر (حكومة دولته)- باعتبار ان اسرائيل جيش له دولة – عبر (مجلسها الوزاري المصغر) اطلاق النار على الصغار الفلسطينيين، فيما نتنياهو رأس هذا النظام الخارج على القانون الدولي يخادع العالم بقوله ان احراق عائلة الدوابشة الفلسطينية على يد خلايا داعش اليهودية (المستوطنين) عمل ارهابي !! .
كيف يستقيم اقرار حكومة اسرائيل بأن جرائم المستوطنين من تنظيمات (فتيان التلال) أو (شباب الهضاب) و(تدفيع الثمن) ارهابية، فيما وزراؤها يبيحون لجنودهم وهم جيش احتلال اصلا اطلاق النار على الفلسطيني قبل تقدير أو تحديد العمر، ما يعني ان الصغير الفلسطيني (الطفل) أو الفتى مستهدف كالكبير، وواقع حتما في دائرة هدف الجيش الهابط بسرعة جنونية نحو جرف القتل على اساس ديني وقومي!.. مع التأكيد أن الفلسطيني الصغير كبير بآماله وأحلامه بالحرية، وان الكبير الفلسطيني، يرى الوطن صغيرا وقد ضاق عليه بسبب ضغط جيش هذا الاحتلال على زند أسلحته، وبلوكات المستوطنين الكاتمة على أنفاس هذه الأرض الطيبة المقدسة (فلسطين).. لأن فتيان التلال بقلنسوات وسوالف طويلة، وصبابيط عريضة قذرة، والوزراء بياقات وجزم لامعة؟!
الجريمة ضد الانسانية، هي الجريمة، ولا يلتفت العالم لشكل فاعلها، او عقيدته او جنسه او عرقه، وانما يحاول فهم دوافعه لعلاجها، أما الجريمة التي نحن الفلسطينيين ضحاياها اليوم، فانها مدفوعة بتعاليم مخطوطة بأيدي بشر عنصريين، محكومين بعقدة التفوق، والتسلط على الآخر، وسفك دمه ومصه بحدي: السيف والمال، فالوزير- حتى لو كان مظهره مدنيا- ويبصم على قرار استهداف الأطفال الفلسطينيين لمجرد الاشتباه بالخطر، هو ارهابي، بصورة اخرى لكنه لا يختلف بالمضمون عن الارهابي الذي احرق او أفتى بحرق الفتى المقدسي محمد أبو خضير، والطفل الرضيع علي الدوابشة وأمه وابيه .
ارهابيون، مجرمون، يستهدفون مستقبلنا، وزرع الخوف في نفوس اجيالنا بعد ان حررتها جرائمهم منه وللأبد .
يظنون – وظنونهم اثم - أن نشر الرعب في نفوس الجيل الجديد من الفلسطينيين، سيحقق لهم رؤية نكبة اخرى بالشعب الفلسطيني، تحقق لهم امانا لعقود من السنين قادمة، أما نحن فنعتقد ان حماية صغارنا واطفالنا واجب اخلاقي ووطني، ولن ندعهم فريسة سهلة سائغة للمستوطنين المهووسين بسفك الدماء، المنفوخة نفوسهم بتعاليم الحاخامات العنصريين، كما لن نتركهم بمثابة اهداف بشرية حية، لجنود وضباط جيش (دولة اسرائيل اليهودية) فيطبقون درس الاعدام او القنص او الاغتيال او الاعطاب او الاعاقة الأبدية على صدورهم وقلوبهم وادمغتهم!! وهنا تكمن مهمة القيادات الميدانية الفلسطينية في الاحتراز واليقظة لتفويت الفرصة على منظومة دولة الاحتلال التي تفكر بعقلية استراتيجية من استهداف مستقبلنا واعدامه في الميدان، فأطفالنا أمانة مجرم من يفرط بها او يوفر سبيلا لحمايتها، اما شبابنا المتحررون ابدا من عقدة جبروت وسطوة الاحتلال وارهابه، فان الحكمة تقتضي أخذ الحيطة لمنع فرقة الاعدام المؤلفة من (وزراء التلال) و(تدفيع الثمن) و(حاخامهم المتطرف نتنياهو)، وجنود وضباط الاحتلال ومستوطنيهم ايضا من اشباع رغباتهم الدموية، ما يعني البحث عن وسائل وابداع اشكال مقاومة شعبية سلمية، تحقق اهدافا وطنية، وترفع رصيدنا في النضال، وتدعم ايمان الأحرار بحقوقنا، وتقنع المحبين للسلام في العالم بأننا شعب نقصد حريتنا واستقلالنا وسيادتنا وعاصمتنا القدس ولا نريد حروبا، فمواجهة قرارات حكومة دولة الاحتلال الواضحة بالاعدام الميداني لشباب وفتيان واطفال وكهول ونساء ورجال فلسطين، نواجهها بالحكمة والبدائل المنطقية، فهؤلاء لا يمهمهم كم ترتفع ارقام قائمة الشهداء عندنا في ظل طوفان قوائم الضحايا في البلدان العربية، فنحن نحب التضحية من اجل الوطن، لكن نحب الحياة فيه كراما أحرارا أسيادا، ولا نريد ان يصبح اطفالنا وشبابنا مجرد ارقام في قوائم الشهداء.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها