ما نشرته صباح اليوم هارتس في عنوانها حول نهب المساعدات الإنسانية أو دفع الاتاوات الباهظة على كل شاحنة تحمل المساعدات الإنسانية من قبل عصابات تعمل تحت مظلة الجيش الإسرائيلي، وهو ليس جديدًا في تنامي العصابات التي تعمل في المناطق التي ينتشر فيها السكان الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية أو ذلك الإجرام والقتل للفلسطينين. كل العمل الإجرامي الذي يتم يأتي تحت مسمع وبصر الأبراج والدبابات والنقاط العسكرية الإسرائيلية. ولذا جل هذه العصابات تسكن في محيط الأبراج الإسرائيلية أو تلجأ إلى المحور الذي يسيطر عليه الإسرائيليون، ولهذا السبب يتنامى عمل العصابات والإجرام في المناطق تحت السيطرة الإسرائيلية.
المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة ورغم شحها نتيجة تعطيل عمل برامج المساعدات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما تسبب في جوع الأطفال والنساء والشيوخ والعائلات من المدنيين. هذه المساعدات لم تصل إلى الحد الأدنى من الاحتياج اليومية للغزيين. فالقطاع يحتاج يوميًا في الوضع العادي إلى حوالي ثمانيمئة شاحنة من المواد الغذائية. ورغم المناشدات والمطالبات من العديد من الدول والمنظمات الإنسانية الدولية لإدخال المساعدات التي تكدس في الجانب المصري، إلا أن التلف هو مصيرها بسبب منعها الدخول من الجانب الإسرائيلي.
الحق في الحصول على الغذاء والماء والدواء هو حق إنساني أقرته الشرائع الدولية للأمم المتحدة وهو حق أساسي من حقوق الإنسان المكرسة في القانون الدولي الإنساني، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالكرامة المتأصلة في الإنسان، وهو حق لا غنى عنه للتمتع بحقوق الإنسان.
منذ عملية ما أطلقت عليها إسرائيل السيوف الحديدية، أقدم الاحتلال على تدمير مصادر المياه والطاقة والغذاء النباتي والحيواني المحلية في قطاع غزة. مما كان سببًا في انعدام الأمن الغذائي لقطاع غزة. وأعلنت بشكل رسمي أنها تفرض حصارًا على إدخال الأغذية، والمياه والطاقة على القطاع ليشكل ذلك تحديات هامة في سوء الأوضاع في القطاع.
اليوم تنامي عمل العصابات تحت عين الجيش الإسرائيلي يشكل تحديًا جديدًا، لانعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة. وتقول هارتس: إن "هذه العصابات أيضًا تقوم بتحصيل خمسة عشر ألف دولار على كل شاحنة من هذه المساعدات".
وكل هذا يجري بالتوازي أيضًا مع إعلان مؤسسة الأونروا مؤسسة إرهابية وبموجب الإصدار الجديد من الكنيست، فهي على وشك إنهاء خدماتها، وبالتالي تكون إسرائيل أحكمت الحصار الغذائي على الفلسطينين ليموتوا جوعًا باحكام القانون الإسرائيلي أو العصابات التي ترعاها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها