ناصر شحادي

بدعوة من معهد الليسيه الفنية، ومنبر الإمام الثقافي نُظّمت ندوة سياسية في مدينة صور بعنوان "المقاومة طريق الانتصار" إحياءً للذكرى السابعة والثلاثين لخطف وتغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر، وذلك يوم السبت 12\9\2015.

وتقدّم الحضور أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" الساحة اللبنانية الحاج فتحي ابو العردات ابو ماهر، وأمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة، وعضو المكتب السياسي لحركة أمل عباس عباس، وعضو قيادة حركة "فتح" إقليم لبنان حسين فياض "ابوهشام"، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" قائد حركة "فتح" في منطقة صور توفيق عبدالله، ومسؤول التعبئة التربوية في حزب الله الحاج مهدي قرعوني، وأمين سر فرع حزب الإتحاد كمال يونس ممثّلاً الوزير عبد الرحيم مراد، ومسؤول الاعلام في إقليم جبل عامل لحركة أمل صدر الدين داوود، ومسؤول النقابات العمالية في الجنوب قاسم الشعلان، وقيادة وكوادر حركة "فتح"، وقادة فصائل "م.ت.ف"، والقوى والاحزاب والفعاليات، والشخصيات الفلسطينية واللبنانية، وحشد من جماهير شعبنا اللبناني والفلسطيني.

بدأت الندوة بعزف النشدين اللبناني والفلسطيني وبعدها كانت كلمة ترحيبية لمدير معهد الليسيه الفنية ألقاها مدير المعهد الأستاذ علاء مدني أكد فيها أهمية فكر سماحة الإمام المغيب موسى الصدر بالنسبة للقضية الفلسطينية وكيف كان سماحته يعمل لتأمين الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.

ومن ثم كانت مقدمة لمسؤول منبر الإمام الصدر الثقافي رجب شعلان حيث أكد أن الشعب الفلسطيني بصموده الأسطوري وتصديه للعدو الصهيوني يثبت للعالم بأسره أن القضية الفلسطينية هي القضية العادلة وسيتحقق النصر لفلسطين وشعب فلسطين .

ثمّ  كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها الحاج فتحي ابو العردات فشدّد على بزوغ فجر فلسطيني جديد من التحرر والكفاح المسلّح الذي اطلقته حركة فتح وإنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة حيث دخل المثقف الفلسطيني في حالة جديدة من المواجهة الثقافية مع العدو الصهيوني اختلفت فيها وسائل الحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية لكنها في النهاية حافظت على حق العودة والتمسك بالوطن ومقدساته وكل ما فيه، وأكّد ان ثقافة المقاومة هي أمضى وأقوى سلاح تتسلّح به الشعوب الواقعة تحت الإحتلال ولها دور أساسي في الكفاح والنضال في حياة الشعوب المضطهَدة والواقعة تحت الإحتلال ومن هذه الشعوب الشعب الفلسطيني المقاوم منذ ما يقارب القرن من الزمن مضيفاً "هذه الثقافة هي بوصلة، والبوصلة اليوم فلسطين ومثقفوها ومثقفو العالم العربي والاسلامي، لأن فلسطين هي الاساس، والتحرير لا ينتهي إلا بتحرير فلسطين، ومن يُضيِّع هذه البوصلة لا يعرف وجهة النضال".

وتابع "لا بد للمتابع ان يلحظ مدى الحضور الطاغي لقضية فلسطين وتحديات المشروع الصهيوني والتحذيرات التي أطلقها الإمام من أجل مجابهة هذا المشروع  كي لا يتمدد إلى جسم المنطقة العربية كلها.

فقد استحضر الإمام كل عناوين فلسطين من فقر وتهجير وتشرُّد ومقاومة وشهادة وفداء في مواجهة أخطر مشروع تتعرّض له الأمة العربية في سياق نصه الإصلاحي والجهادي والمقاوم فاعتبر ان قضية فلسطين، مع التسليم بأن شعبها هو رأس الحربة في مسيرة تحريرها ومقاومة إسرائيل، هي قضية كل فرد وإنسان عربي ومسلم وحر، وعليه تقع مسؤولية ليس دعم المقاومة الفلسطينية فحسب بل الانخراط الكامل بالمقاومة والإلتزام بها".

وأردف "عمل الإمام على المستوى النظري والفكري على جعل هذه القضية في متن ميثاق حركة المحرومين أمل، وهو الميثاق الذي يشكل  الأساس الفكري للإنتماء التنظيمي كما جاء في البند السادس وفلسطين الأرض المقدسة التي تعرّضت ولم تزل لجميع أنواع الظلم هي في صلب حركتنا وعقلها.

وفي مجال الفعل عمل على اطلاق أوسع عملية  تثوير في المجتمع الجنوبي اللبناني عبر إنشاء أفواج المقاومة اللبنانية أمل، إذ قال لا اريد ان أنتظر حتى تحتل إسرائيل الجنوب، وأسّس مقاومة، فكان مؤسِّساً لمقاومة استباقية من خارج أُطر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والجيوش العربية، ليشير الى البعد الشعبي وضرورة أن يتحمل كل بلد عربي مسؤولية الإعداد الكامل، وإطلاق تشكيلات مقاومة لإسرائيل كي لا يكون العبء على عاتق الفلسطينيين وحدهم، واعتبر ان القدس هي عقدة الصراع وهي أكبر من ان تكون بلدة او مدينة بل عنوان مستقبل المنطقة ومصيرها بقوله ان القدس هي قِبلتنا وملتقى قيمنا وتجسيد وحدتنا ومعراج رسالتنا، انها قدسنا وقضيتنا

هنا نستحضر سيرة الامام موسى الصدر ومسيرته الذي حمل فلسطين صلاة ودعاءً وفعلاً في كل ساحة من ساحات جهاده" .

أمّا كلمة حركة أمل فألقاها الاستاذ عباس عباس حيث أكد ان في عقل سماحة السيد موسى الصدر السلاح بلا فكر هو سلاح لقطع الطرقات، فكانت فلسطين لا تترك عقله ولا قلبه وكان الإمام السيد موسى الصدر يداوي علة الاحتلال بالمقاومة، وكان يعمل على جمع الأموال من أجل دعم المقاومة وكان يؤكّد دائماً ان العبادة دون الجهاد عبادة ناقصة في وقت العرب ينقسمون يميناً ويساراً".

 وأضاف "العدو الصهيوني لا يريد سلاماً ولكنه يفاوض من أجل التفاوض فقط ولذلك كان سماحة الامام السيد موسى الصدر دائما يردّد أن (إسرائيل شر مطلق) وكان منذ البداية مع الرمز الشهيد ياسر عرفات ابو عمار في كل مواقع النضال والمقاومة فكانت افواج المقاومة اللبنانية أمل يتدربون في معسكرات الثورة الفلسطينية وتحديداً معسكرات حركة فتح وكان سماحة الإمام موسى الصدر قد شارك في تشييع أول شهيد للثورة الفلسطينية في لبنان، وقدم خاتمه الشخصي لعائلة الشهيد في مخيم البرج الشمالي.

وقد كان سماحته يراهن على القوة الذاتية في مواجهة العدو الصهيوني فكان يردد (قاتلوا اسرائيل بأظافركم وإذا دخلت اسرائيل الجنوب اللبناني سأخلع ردائي لأكون فدائياً)، تغييب سماحة الإمام موسى الصدر ليس تغييباً لشخص، وإنما تغييب لمعادلة فكر الإمام الذي يؤمن بحتمية الانتصار على العدو الصهيوني" .

وختاماً قدّم معهد الليسيه الفنية دروع سماحة الإمام موسى الصدر لكل من الحاج فتحي ابو العردات والاستاذ عباس عباس والاستاذ رجب شعلان.