شدد الرئيس محمود عباس امس على ان اية تعديلات طفيفة مقترحة لحل الدولتين على حدود عام 1967 ستدرس خلال المفاوضات حول تنفيذ رؤية حل الدولتين.

وقال الرئيس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش في مقر الرئاسة برام الله "نحن نطالب بتنفيذ رؤية حل الدولتين على حدود عام 1967 بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين". واضاف "واذا احتاج الامر الى تعديلات طفيفة على الحدود سندرسها خلال مفاوضات تنفيذ رؤية حل الدولتين".

وتابع الرئيس "قبل اللقاء مع الادارة الاميركية (لقاء وفد وزراء خارجية لجنة المتابعة العربية مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في واشنطن) قيل عن تعديلات لحدود عام 1967 على أساس حل الدولتين، ونحن نقول عندما نجلس يمكن ان ندرس التعديلات المتبادلة لكن تعديلات طفيفة بالقيمة والمثل".

وبخصوص الاعتراف بـ"يهودية" دولة اسرائيل قال الرئيس "نحن معترفون بدولة اسرائيل منذ عام 1993 وتكرر هذا الاعتراف أكثر من مرة، ولم يسألنا احد عن الاعتراف بيهودية اسرائيل حتى قبل عامين، من وجهة نظرنا يستطيعون ان يسموا أنفسهم ما يريدون".

على صعيد آخر، قال الرئيس عباس إن صربيا كانت من أوائل البلدان التي أعلنت أن مفتاح السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يتمثل بإعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، لذلك "لم تتوقف في يوم من الأيام اتصالاتنا معكم". وأضاف أن صربيا كانت على الدوام في طليعة الدول التي سعت من أجل إيجاد التوازن الذي أرسى دعائم استقلالية الدول النامية بعيدا عن الاستقطاب وحروب الوكالة والتحالفات العسكرية.

وتابع الرئيس عباس "وأذكر أن بلدكم كان في طليعة الدول التي استضافت بداية الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ربما حادث قديم، لكني أحب أن أتذكره دائما بأنني التقيت مع جانب من الجنرالات الإسرائيليين بالسبعينيات في بلغراد، وبالتالي كان بلدكم أول من استضاف الحوارات الفلسطينية الإسرائيلية".

وقال الرئيس إن هذه الزيارة تأتي في إطار التشاور والتعاون وتعزيز أواصر الصداقة التاريخية بين شعبينا الصربي والفلسطيني، معربا عن شكره للرئيس الصربي، ومن خلاله لحكومته ولشعبه، على الموقف المشرف بالتصويت لصالح رفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة، تأكيدا وتجسيدا للدعم الصربي المتواصل لحقوق شعبنا الفلسطيني وفي مقدمته حقه بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل تعيشان بسلام وأمن وحسن جوار.

وأضاف: " أجرينا مع فخامة الرئيس مباحثات مهمة شملت مجمل الأوضاع التي تمر بها المنطقة وآخر مستجدات عملية السلام في الشرق الأوسط، ولا سيما على المسار الفلسطيني، وأطلعت فخامته على الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات، مؤكدين ضرورة وقف الاستيطان وإطلاق سراح آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية بدءا من الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1993". وتابع: "كذلك تحدثت مع فخامة الرئيس في سبل دعم وتعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين الفلسطيني والصربي والسبل الكفيلة بتطوير علاقات التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي والثقافي، وتطوير وتنمية القطاع السياحي، وهنا ندعو المؤمنين في صربيا لزيارة الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وبيت لحم، وكذلك كنيستي القيامة والمهد وسواهما من الأماكن السياحية والدينية".

وقال الرئيس عباس، مخاطبا نظيره الصربي، "من الصعب ألا تجد هنا من لا يتحدث اللغة الصربية في مدننا وقرانا ومخيماتنا الفلسطينية، وكيف لا وقد قامت جامعاتكم وما زالت باستضافة وتخريج المئات من طلبتنا على مدى العقود الماضية، الأمر الذي أنتج العديد من جسور العلاقات العائلية والثقافية والاجتماعية".

من جانبه، أكد الرئيس الصربي متانة العلاقات المشتركة والصداقة التي تربط الشعبين الفلسطيني والصربي، مشيرا إلى حرص القيادتين الصربية والفلسطينية على تقوية هذه العلاقات. وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية والصربية تملكان الأسلوب نفسه في حل القضايا الخلافية عبر طريق المفاوضات التي تأتي من منطق القوة وليس الضعف كما يحاول البعض إظهارها.

وقال إن المفاوضات تضمن لنا ولأطفالنا مستقبلا أفضل، لذلك قررت صربيا التصويت لصالح رفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة لإيمانها بحق الإنسان في الحصول على حقوقه. وأضاف: "أطلعنا الرئيس عباس على الجهود المبذولة لإعادة إحياء عملية السلام القائمة مع إسرائيل، وكذلك نحن أطلعناه على سير مفاوضاتنا مع جيراننا للوصول إلى سلام دائم في صربيا".

وأشار الرئيس نيكوليتش، إلى القرب الكبير بين صربيا وفلسطين رغم البعد الجغرافي، و"لكن بالعمل الجاد نستطيع تقوية هذه العلاقات المميزة بين البلدين، واليوم شاهدنا مواطنين فلسطينيين متزوجين من مواطنات صربيات، وهذا دليل على قوة العلاقات بيننا".

وأكد أن الحكومة الصربية جادة في تطوير العلاقات المميزة والإيجابية مع فلسطين، وفلسطين لها مكانة خاصة في قلوب الصربيين، وصربيا ستكون جزءا من الاتحاد الأوروبي ولديها أصدقاء خارج الاتحاد الأوروبي أيضا يمكن الاستفادة منها في دعم عملية السلام.

ودعا الرئيس الصربي المستثمرين الصرب إلى الاستفادة من المزايا التي تتميز بها فلسطين، خاصة في مجال الأمن، مشيرا إلى أنه سينقل مشاهداته والأمان الذي لمسه في فلسطين للمستثمرين في بلاده. وأعرب عن اعتقاده بأن الجهود الدولية الرامية لإحياء عملية السلام تسير في طريقها الصحيح، وبقوة كبيرة، معربا عن ثقته بالوصول إلى اتفاق فلسطيني ?إسرائيلي يوفر السلام والأمن والتنمية لكافة دول المنطقة. وأشار إلى أن الأمر الصعب هو البدء بالمفاوضات، ومن ثم تأتي الحلول، "بشرط ألا نسمح لأي طرف بالتحكم بالطرف الآخر، وهو ما يفعله الرئيس عباس حاليا".