جرى اتصال هاتفي امس، بين الرئيس محمود عباس والرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو. وبحث الرئيسان خلال الاتصال الهاتفي تطورات العملية السياسية، وقدم الرئيس عباس لنظيره الإيطالي التهنئة بإعادة انتخابه رئيسا لإيطاليا.
وأعرب الرئيس عباس عن امتنانه واعتزازه بمواطنة الشرف ومفتاح مدنية بومبي في مقاطعة كامبانيا الإيطالية، معتبرا هذا التكريم تعبيرا عن المودة والمحبة بين هذه المدينة وكل مدينة فلسطينية، وتعزيزا وترسيخا لعلاقات الصداقة التاريخية القائمة بين الشعبين الفلسطيني والإيطالي.
وتسلم الرئيس عباس في احتفال كبير أقيم بمدينة نابولي الإيطالية، مساء امس، جائزة البحر المتوسط للسلام، وذلك بحضور عدد كبير من الشخصيات وممثلي المؤسسات المتوسطية والبرلمانية وممثلي المجتمع المدني في إيطاليا. وقام بتسليم الجائزة للرئيس، رئيس مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للسلام ميكيلي كاباسيو، تقديراً لجهوده من أجل السلام وسعيه لتحقيقه من أجل منطقة البحر المتوسط خالية من الحروب والنزاعات.
وافتتح الرئيس قاعة مخصصة لفلسطين في المؤسسة، تم إنشاؤها خصيصاً بهذه المناسبة، وتم رفع العلمين وعزف النشيدين الفلسطيني والإيطالي.
يذكر أن من بين الذين حصلوا على هذه الجائزة، رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ومحمود درويش ونجيب محفوظ.
وقال الرئيس في حفل تسلمه الجائزة، "عندما أسمع أن نجيب محفوظ ومحمود درويش قد حصلا على هذه الجائزة أشعر بفخر كبير أنني إلى جانب هذه القامات العالية من مصر وفلسطين، إن الرسالة السامية التي تحملها هذه المنظمة تستحق الاحترام والتقدير، لأن العالم تعب من الحرب ونريد أن نوقف كل الحروب المجنونة في كل العالم، ونريد أن تتوقف حملة التسارع من أجل السلاح وخاصة السلاح النووي".
ودعا إلى أن حل كافة المشاكل من خلال الحوار ثم الحوار ثم الحوار، لأن الحرب نتيجتها مدمرة، و"من عاشوا مثل الحرب العالمية الثانية وغيرها من الحروب إلى يومنا هذا يعرفون نتيجة هذه المآسي".
وأضاف الرئيس "ما نراه حولنا في بلدان كثيرة في الشرق الأوسط وغيره أمور تدمي القلوب، ولذلك نحن نحرص كل الحرص في فلسطين على أن نصل إلى السلام، نحن نعرف أن الطريق صعبة وقاسية ولكننا لن نيأس، لأن اليأس يعني الإحباط ويعني العودة للحروب، وهذا ما لا نريد أن نقبله أو نعيشه مرة أخرى، ولذلك نحن دعونا جيراننا الإسرائيليين من أجل الحوار ثم الحوار ثم الحوار من أجل الوصول إلى سلام على أساس الشرعية الدولية".
وتابع الرئيس عباس "نحن لا نطالب بأي شيء آخر بعيدا عن الشرعية الدولية، وإنما ما هو محدد ومرسوم في القرارات الأممية والاتفاقات الموقعة، قد يقول البعض لقد طال الزمن ولا أمل هناك للسلام، هذه الكلمات نحن لا نريدها في شعبنا، لذلك حرصنا كل الحرص على إشاعة ثقافة السلام بين الناس، البعض يدعو إلى حرب وانتفاضة ثالثة ونحن نرفض هذا رفضا كاملا، إذا لم يكن الجار يريد سلاما الآن فنحن سننتظر لغد وبعد غد، ولن نسمح بالعودة مرة أخرى إلى الحرب أو استعمال القوة".
وقال الرئيس من هنا كما عبر السيد كباسيو، تمكنا أن نحصل على دولة مراقب في الأمم المتحدة، ولقد أيدتنا دول كثيرة في العالم وأولها إيطاليا، وكذلك فرنسا وإسبانيا والبرتغال واليونان وغيرها من الدول، وهنالك دول لم تعارضنا وإنما وقفت على الحياد وهذا أمر تشكر عليه". وأضاف "نحن عندما نحصل على عضوية الأمم المتحدة أو على دولة مراقب، إنما نريد في النهاية أن نحصل على سلام مع الإسرائيليين".
من جهة ثانية، أعرب الرئيس عباس عن امتنانه واعتزازه بمواطنة الشرف ومفتاح مدنية بومبي في مقاطعة كامبانيا الإيطالية، معتبرا هذا التكريم تعبيرا عن المودة والمحبة بين هذه المدينة وكل مدينة فلسطينية، وتعزيزا وترسيخا لعلاقات الصداقة التاريخية القائمة بين الشعبين الفلسطيني والإيطالي. وقال خلال حفل تسلمه مواطنة الشرف ومفتاح مدينة بومبي، امس، بحضور رئيس بلدية بومبي، كلاوديو داليسيو، وأعضاء المجلس البلدي، "في هذه المناسبة نتذكر بألم وحسرة ذلك الشاب الإيطالي فيتوريو أريغوني الذي عاش بفلسطين وجاء إليها ليناضل من أجل السلام، فناضل من أجل المحبة، واستشهد على أرض فلسطين، وأصبح دمه معمدا للعلاقة الإنسانية الواسعة بين الشعبين الإيطالي والفلسطيني".
وأكد الرئيس أن هذا التكريم يعتبر تكريما لثقافة السلام والتسامح التي عمل طوال حياته لتكون ثقافة أبناء شعبنا، لأن فلسطين كانت على الدوام وما زالت وسوف تكون جسر التواصل والتسامح والسلام بين الديانات السماوية الثلاث والمجتمعات الإنسانية كافة. وتطلع لاستقبال رئيس بلدية بومبي في فلسطين، وزيارة مدينتي القدس وبيت لحم، وزيارة كنيستي القيامة والمهد، حيث ولد سيدنا المسيح عليه السلام وعاش.
وأعرب الرئيس عن ثقته بأن هذه الزيارة سيكون لها ما بعدها، على طريق المزيد من تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والسياحية بين فلسطين وإيطاليا، "وإذا ما نظرنا إلى العلاقات الفلسطينية الإيطالية نجد أنها مترسخة بين كل فئات الشعبين الإيطالي والفلسطيني والأحزاب والمنظمات والهيئات الحكومية وغير الحكومية بن الشعبين".
وجدد الرئيس عباس التأكيد على ترسيخ ثقافة السلام بين أفراد الشعب الفلسطيني، وأنه لا طريق لنا إلا من خلال السلام لنعيش مع إسرائيل جنبا إلى جنب بأمن واستقرار وسلام، وهذه الثقافة الدائمة الموجودة لدى الشعب الفلسطيني. وقال "نحن في هذه الأيام لدينا مباحثات معمقة سواء مع أميركا أو عدد من الدول الأوروبية بما فيها إيطاليا للوصول إلى السلام على أساس حدود 1967، وعلى أساس أن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وأن تتوقف السياسة الاستيطانية لأنها سياسة لا تساعد على السلام أبدا".
وتابع الرئيس "جاءت المبادرة العربة للسلام التي تدعو إسرائيل للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتدعو الدول العربية والإسلامية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها، ليشيع السلام ليس فقط بين إسرائيل وفلسطين وإنما بين إسرائيل وجميع الدول العربية والإسلامية، لقد تبنينا سياسة المفاوضات للوصول إلى السلام ولن نأسف إطلاقا".
وبعد الحفل زار الرئيس عباس والوفد المرافق المنطقة الأثرية الشهيرة لمدينة بومبي التي دمرها بركان فيزوفيو، ثم إلى مأدبة غداء رسمي أقامها رئيس البلدية كلاوديو داليسيو على شرف سيادته.
الرئيس يتسلم جائزة البحر المتوسط للسلام: نريد وقف كل الحروب المجنونة في العالم
29-04-2013
مشاهدة: 971
إعلام حركة فتح - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها