اغتالت سلطات الاحتلال مناضلا فلسطينيا جديدا، هو اللواء ميسرة ابو حمدية، بسبب الاهمال، وعدم تقديم الرعاية الطبية له، وكونها رفضت الافراج عنه في الوقت المناسب، رغم المناشدات المتواصلة من القيادة الفلسطينية ومنظمات حقوق الانسان.
إغتالته بدم بارد, وقبل فترة وجيزة كانت اغتالت بذات السياسة الاجرامية واللاآدمية عرفات جرادات.. وبعد قتل ضباط وجنود جيش الموت الاسرائيلي الشابين نصار وبلبيسي على حاجز عناب.. وعمليات القتل ستتواصل، ولن تتوقف، لأنها جزء من استراتيجية وتكتيك القيادات الصهيونية في التعامل مع ابناء الشعب الفلسطيني تاريخيا، وهي استراتيجية ليست وليدة الامس، بل مذ وجد المشروع الكولونيالي الصهيوني على الارض الفلسطينية وسياسة التطهير العرقي والعنصري وعمليات القتل متواصلة.
السؤال او الاسئلة الموجهة لكل العالم وخاصة الاقطاب الدولية الاساسية وخاصة الولايات المتحدة، هل تستقيم عمليات القتل وخيار السلام؟ واي سلام هذا الذي يمكن ان يتوافق مع جرائم دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية؟ وهل يعقل ان يبقى أسرى الحرية داخل زنازين الاحتلال, والى متى؟ والى متى سيبقى الافراج عن الاسرى المرضى والمضربين والاطفال والنساء واولئك الابطال الذين اعتقلوا قبل اتفاقيات اوسلو؟ هل يرضي العالم وخاصة تلك الدول والاقطاب، التي تتغنى بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان صباح مساء بقاء شعب باسره أسير جرائم ومذابح دولة الابرتهايد الاسرائيلية؟ وهل السياسات الاسرائيلية الاجرامية ضد المعتقلين وضد الشباب الفلسطيني لا تثير ردة فعل اولئك القادة؟ وهل الدم الفلسطيني مستباح الى هذا الحد من الاستخفاف والجحود الانساني؟ وأين مواثيق واتفاقيات جنيف الاربع وميثاق روما وقوانين حقوق الانسان مما يجري؟ ولماذا لا يحرك العالم ساكنا؟ أي مصلحة لهذا العالم في الصمت المريب؟ هل هذا يساعد على تقدم عملية التسوية السياسية؟ أم يعمق منطق الدولة الخارجة على القانون؟ واين هي الحكمة السياسية عند الملوك والرؤساء والامراء العرب في الصمت او الاكتفاء ببيانات الشجب؟ ولماذا هذا التهاون بالدم الفلسطيني ؟ وهل للعرب جميعا من اقصاهم الى اقصاهم مصلحة ايضا في استباحة الشعب العربي الفلسطيني؟ وما هي هذه المصلحة؟ والاهم أين ابناء الشعب الفلسطيني من الرد على جرائم الاحتلال؟ واليس الرد على بلطجة الاحتلال وفجوره العودة وبسرعة للوحدة الوطنية، ووأد الانقسام والانقلاب الاسود؟.
اسئلة تبز الاسئلة، ولكن ليس مهما فقط طرح الاسئلة ووضع علامات التعجب والاستنكار والاستفهام، المهم العمل خطوات مهمة للامام على الصعد المختلفة، اولا العمل على تصعيد الكفاح الشعبي في كل الاراضي الفلسطينية، وبشكل منظم وبوتيرة اعلى وتحشيد اوسع واعمق؛ وثانيا مواصلة الكفاح في المنابر الاسرائيلية والعربية والاسلامية والاممية لدعم قضية اسرى الحرية، ودفعها، لان تكون على جدول اعمال كل المنابر بمستوياتها المختلفة قضية اولى، للضغط على دولة اسرائيل للافراج الفوري عن اسرى الحرية جميعا ودون استثناء؛ وثالثا التوجه لكافة المنابر الحقوقية والمنظمات الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان واسرى الحرب الفلسطينيين لانتزاع قرارات اممية جديدة لصالح الافراج عنهم؛ رابعا تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في جريمة اغتيال ابو حمدية وعرفات قبله، وعمليات قتل الشابين نصار وبلبيسي على حاجز عناب اول امس ومن سيقتل بعدهم ورفع تقريرها للامم المتحدة لفضح وتعرية دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية؛ وخامسا التوجه لمحكمة الجنايات لمحاكمة ضباط وجنود وقيادات إسرائيل السياسية والامنية على جرائم الحرب السابقة والراهنة واللاحقة، ولا يجوز للقيادة ان تخضع هذا الموضوع للمساومة، لان هذا حق لابناء الشعب الفلسطيني. وهذا لا يعني ادارة الظهر لخيار التسوية والسلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67، لا بل يعني المزيد من التمسك بخيار السلام، وهو شكل من اشكال الضغط على قادة الدولة الصهيونية لالزامها بمرجعيات السلام وحل الدولتين..
آن الآوان لتفعيل كل اوراق القوة الموجودة في اليد الفلسطينية، والسعي لتحريك الاشقاء العرب والدول الاسلامية والدول الصديقة في العالم ككل لدعم حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير، وللخروج من تحت اعواد مشانق الاحتلال الابشع في التاريخ البشري، الاحتلال الاسرائيلي.
رحم الله شهداء الشعب الفلسطيني الجدد ميسرة ابو حمدية ونصار وبلبيسي، والعزاء الحار لذويهم وللشعب العربي الفلسطيني في ارجاء الدنيا كلها..