هذه رياح سوداء تهب علينا فلسطينيا، انها الذكرى الثامنة للانقسام الذي وقع في الرابع عشر من حزيران 2007، بعد ايام من توقيع اتفاق مكة للمصالحة الذي شكلنا بموجبه حكومة الوحدة الوطنية، وانفتح باب الامل بان الفلسطينيين أوفياء بالفعل لمصالحهم العليا، ولتجربتهم العميقة، ولفقههم الخاص بهم في ادارة علاقاتهم الداخلية تحت سقف الجبهة العريضة التي تتسع للجميع وساروا على هديها منذ انشاء منظمة التحرير، وخاضوا من خلالها غمار ثورتهم المعاصرة التي انطلقت مطلع عام 1965، صحيح ان فصائل الاسلام السياسي الفلسطيني كانت خارج تلك التجربة العظيمة، فلم تشارك في النضال ولم تشارك في صنع القيامة الفلسطينية، ولكن المحاولات ظلت مستمرة والابواب مفتوحة لاقناع الاخوان المسلمين الفلسطينيين ومن ثم حماس للدخول في التجربة الفلسطينية تحت عنوان المشاركة الكاملة، ولكن المحاولات فشلت، والابواب اغلقت، وكان الخريف العربي الذي خطط له الكثيرون ومن ابرزهم اسرائيل، فوقع الانقسام، وكان ولا يزال كارثة بكل المقاييس، فنحن أولا شعب تحت الاحتلال، سواء كان هذا الاحتلال حاضرا بأدواته المباشرة مثل القوة العسكرية ومفاعيلها والاستطيان ورزاياه، أو بطريقة غير مباشرة مثل الحصار جوا وبرا وبحرا المفروض على قطاع غزة، حصار تجدده حروب تدميرية كل فترة قصيرة وكان آخرها في الصيف الماضي، حصار يشل كل عناصر الحياة، وحروب تدمر كل انجاز محتمل، ثم جاء الانقسام لعنة فوق كل اللعنات، لأنه انقسام منسوب الينا، والمتهم الوحيد فيه نحن الفلسطينيين من خلال حماس التي ذهبت اليه بتعمد وقبلت على نفسها ان تتحمل وزر هذه الجريمة المنكرة.
الانقسام الذي يعبر ذكراه الثامنة هو ابشع انواع الظلم لشعبنا، هذا الشعب الذي ظلم ظلما فادحا، فاحتل وطنه، وفقد استقلاله، وتبعثرت هويته، فكيف يظلم بالانقسام، وهل استطاع احد ان يبرر فداحة هذا الانقسام؟ وهل توقف الانقسام لحظة واحدة عن الحاق الاذى؟ نقاوم اعتداءات العدو ببطولة ولكن هذه البطولة تذبح تحت اسم الانقسام، ونقوم من موتنا ونسجل حضورنا في هذه الدنيا ولكن قيامتنا تذبح تحت عار الانقسام، ويخذلنا العرب والمسلمون خذلانا عظيما ولكنهم يتهربون من التهمة بحجة الانقسام، فهل يفكر صانعو الانقسام والمتشبثون به، هل يفكرون فعلا في مدى الجريمة التي يرتكبونها والخطيئة التي يستسلمون لها حين يستمرون بهذا الانقسام؟
أيها الانقسام مهما نخرت عظمنا فإنك لن تكون يوما منا او من أصلابنا، أيها الانقسام أنت لعنة العدو التي حلت في أيامنا الكالحة.
الانقسام الملعون إلى أين يمضي؟: بقلم يحيى رباح
13-06-2015
مشاهدة: 854
يحيى رباح
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها