تراجع شركة "اورانج" الفرنسية عن سحب علامتها التجارية من شركة اسرائيلية جاء لضغوط اسرائيلية سياسية في اطار حملة مضادة رصدت لها حكومة اليمين الاسرائيلي مئة مليون شيقل بموازاة حملة دبلوماسية خارجية تنفذها السفارات الاسرائيلية مستندة الى اللوبي اليهودي الفاعل في اوروبا واميركا.
ولعل التراجع البرتقالي لن يثني نقابات واتحادات عمالية واكاديمية عن المضي قدما في المقاطعة ولن يردع المستهلك الغربي في بعض البلاد عن الاستمرار في مقاطعة منتجات المستوطنات. لكن ما ينقص حملة المقاطعة الدولية هو ظهور حملة عربية موازية تضغط لمقاطعة الشركات التي تستفيد من الاستثمار في البلاد العربية اضعاف ما تربحه من استثمارها في اسرائيل والمستوطنات. إذ يبدو أن الوعي الغربي متقدم على الوعي العربي، ولا نعرف حتى الآن ما اذا كانت هناك منظمات عربية تدعو لمقاطعة الشركات الاجنبية العاملة في البلاد العربية التي تستثمر في مشاريع الاحتلال ربما السبب يعود لغياب العنصر الفلسطيني الداعي للمقاطعة وعدم قيام منظمات عربية كل في قطره لمقاطعة هذه الشركات والضغط على الحكومات لهذا الهدف وعلى الشركات العربية التي تمثل العلامات التجارية الاجنبية. فكلما اعلنت نقابة أنها ستقاطع اسرائيل برز لدينا عشرات الناطقين يدعون انهم وراء هذا الموقف رغم انهم جالسون عندنا يثرثرون ولا يفعلون شيئا.
مطلوب منظمة شعبية فلسطينية تزور البلاد العربية ومعها خارطة بالشركات الاجنبية التي تستفيد من الاستثمار في العالم العربي لسحب استثماراتها التي تدعم الاحتلال والاستيطان، وحتى الآن لا توجد مثل هذه التحركات ربما لأن القوى المؤيدة لنا في الغرب تقوم بهذا الدور في بلادها.. لكن يبقى ضروريا ظهور جماعات ضغط عربية في مختلف البلاد العربية لهذا الغرض، فالمقاطعة هي أن تبدأ بنفسك أولاً.. فهل ثمة نفس عربية تبدأ.. أم أن الأمة العربية تلفظ أنفاسها؟
مقاطعة الاحتلال: بقلم حافظ البرغوثي
09-06-2015
مشاهدة: 697
حافظ البرغوثي
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها