الحديث عن التغلغل الاسرائيلي المتعدد الأطراف والمهام والمرامي، وحتى الاشتراك في المعارك الدائرة في العراق ليس بجديد فقد سبق واشرنا ومنذ فترة طويلة الى معلومات تؤكد تدخل اسرائيل وعبر عملاء لها في العراق.
اسرائيل تخترق كردستان العراق بشتى الوسائل:  
ولكن الجديد في الأمر ما كشفته المعلومات الواردة وتحديداً من اقليم كردستان الذي يتمتع بما يشبه الاستقلالية التامة والانفصال عن العراق الأم عن مخطط لنقل يهود اكراد كانوا قد هاجروا سابقاً الى اسرائيل واعادتهم الى مدن عراقية كالموصل ونينوى بالتحديد، وهذا الأمر يتم تحت ذريعة وحجة زيارات سياحية للمواقع الدينية خصوصاً ان اسرائيل تعتبر اراضي المدينتين ضمن اسرائيل الكبرى.
بعد تهجير سكانها الاصليين ومنهم المسيحيين والكلدان والاشوريين من خلال ارتكاب المجازر بحقهم، بهدف افراغ المنطقة وهذه المجازر يرتكبها جنود اسرائيليون وعناصر موساد وصلوا الى المنطقة المذكورة باسلحتهم المتعددة والمختلفة وهم تدفقوا الى العراق منذ فترة طويلة ومنذ اللحظات الأولى لسقوط النظام العراقي واسقاط الرئيس صدام حسين، وهو ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية في العام 2003 حيث ذكرت واكدت وصول "خبراء ومدربين" للتدريب على عمليات الاغتيال والقتال، وهذا الامر بدأ ولا يزال حتى اللحظة بعد تسلم مسعود البرزاني الاقليم حيث تم تدريب ما يقارب الـ 150 ألف عنصر من البشمركة الكردية. وباعتراف محمود عثمان مستشار البرزاني.
وتأكيداً لهذا الاشتراك ما جاء على لسان تقرير حكومي اميركي صدر عام 2008 أفاد بان الموساد الاسرائيلي قتل ما يقارب 35 عالماً عراقياً اضافة الى 300 استاذ جامعي في كافة الاختصاصات العلمية بعيد اسقاط النظام العراقي "هذه المعلومات وردت خلال تقارير صحفية بثتها عدد من وسائل الاعلام المرئية في العالم العربي.
وطبقاً للمعلومات المتوافرة التي تتحدث عن التعاون الاسرائيلي الكردي والممتد الى العام 1960 وحتى الآن... الا أنه انتقل الى اطوار جديدة وواسعة وصلت الى درجة ان أكثر من 100 شركة متعددة الاختصاصات ورأس مالها اسرائيلي تعمل هناك وهي معلومات نشرتها صحيفة معاريف الاسرائيلية وقالت ان من بين الشركات تلك شركة الصناعات العسكرية "رافائيل" التي شاركت في تحسين الدبابة الأميركية برادلي والمدرعات التي استخدمها الجيش الاميركي في العراق.
وكانت هذه الشركات تتفادى سابقاً الحديث عن وجودها في بلاد الرافدين بحيث أنها تستجلب بضائع اسرائيلية المنشأ حيث يتم اعادة تغليفها في الأقليم وتغيير مصدر انتاجها الاسرائيلي الأصل.
وقد انشىء لهذا الغرض مصرف مخصص لتسهيل العمليات المصرفية ولغرض اكبر وأخطر هو شراء اراض زراعية ونفطية بين مدينتي الموصل وكركوك الغنية بالنفط والبنك هو بنك "القرض الكردي" الذي توضح ان رأسماله يهودي 100% وشريانه الأول.
وقد جرت عمليات شراء واسعة لاراض كان اليهود يدعون أنها كانت لهم يوماً وهذا الأمر حصل حتى قبل انسحاب القوات الاميركية من العراق.
ومن هذه الشركات التي تعمل حالياً في اقليم كردستان العراق شركة "بزال" التي يرأسها يارشال بن مردخاي في المجال النفطي وتشرف على مصافي شركة النفظ العراقي وهي التي وقعت عقداً يتم بموجبه شراء نفط العراق الذي يشحن الى اسرائيل من حقول كركوك واقليم كردستان ليشحن عبر تركيا والاردن الى اسرائيل.
واضافة الى ذلك تؤكد المعلومات بان وزير الحرب ووزير البنية التحتية الاسرائيلي الاسبق بنيامين بن اليعازر وهو يهودي مهاجر من العراق وتحديداً من مدينة البصرة هو من يشرف على عدة شركات تعمل على نقل "وفود يهودية" تأتي من اسرائيل عبر اوروبا وأفريقيا ومن ثم تسافر الى تركيا على متن خطوط سفر عربية ومنها يتم نقلهم الى العراق لزيارة "المواقع الدينية اليهودية" في العراق. وهم يصلون في بادئ الامر كحجاج وسرعان ما يبدأون بالتصرف بالاراضي التي اشتراها البنك المذكور كملكية يهودية خالصة.
اسرائيل تسيطر على عدد من الأماكن الدينية في الموصل ونينوى:
وعلى هذا استطاع هؤلاء السيطرة على ضريح النبي نوح في الموصل وضريح ناحوم في سهل نيتوى. وفوق كل ذلك تشير المعلومات ان عناصر عسكرية واستخباراتية تشارك في المعارك الدائرة على اكثر من صعيد في العراق تحت ستار حماية الاقليات المختلفة.
ولعل أخطر ما في الامر ان هذه الشركات تقوم بسرقة العديد من الآثارات العراقية ونقلها الى اسرائيل ليتم وضعها في اماكن اثرية فلسطينية وخصوصاً تلك التي تعود الى حقبة الملك نبوخذ نصر والمعروفة بمرحلة السبي الاولى والثانية لليهود بعدما عجزت كل بعثات الآثار الاسرائيلية والأميركية عن اثبات أي صلة اثرية تذكر في كثير من المواقع الأثرية الاساسية كالقدس تحديداً بالتواجد اليهودي فيها واكثر دقة تحت حائط البراق والمسجد الاقصى الذي تدعي اسرائيل ان تحتها يوجد هيكل سليمان.
وفي ظل هذا التطور الجديد ولعل أخطر ما في الأمر افتتاح سفارة لاسرائيل في الاقليم وبشكل علني بعدما جرى افتتاح ممثلية تجارية في الاقليم وبموافقة ومعرفة الحزبين الرئيسين الطالباني وبرزاني.