شهدنا في اليومين الماضيين ( انخفاضا حادا ) ليس في الأحوال الجوية، ولا في سعر الدولار! وانما في مستوى قراءة بعض الخاصة والعامة من الناس للأحداث, وتحديدا لما حدث في كونغرس الفيفا, وكاد النافخون في الكير على جمر الفتنة بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والاردني, والقيادتين الحكيمتين في البلدين التوأمين, ان ينجحوا, وكانوا قاب قوسين او ادنى من فوز سحرتهم بالضربة القاضية, ليس على رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح, والقيادي في حركة التحرر الوطنية, والاخوة الاردنية الفلسطينية ومبدأ المصير المشترك, والحكمة والعقلانية المميزة لقادة فلسطين والمملكة وحسب, بل على صورة وجوهر الانسان الحر, وكادوا يسقطونه خارج حدود الحلبة مصروعا مهزوما, فاقدا توازنه, وذاكرته, كلما رأى دماءه على وجهه ينتفض للانقضاض على خصم ايا كان حتى لو كان أخاه ابن امه وابيه !.
كادوا لكنهم هزموا, وسقطوا بعد ان ارتد كيدهم الى نحرهم في (الوقت بدل الضائع ) حيث تتجلى الحقيقة على ايدي صناعها, والمؤمنين بها!. فأصحاب "الرسالة نت" الذين تتلمذوا على يد (مستخدمي الدين) حاولوا خداع النائب في البرلمان الاردني يحيى السعود ببيان زوروه ونسبوه للواء جبريل الرجوب, وخادعوا جماهير القراء عندما نسبوا للنائب اقوالاً عارية عن الصحة, مضمونها انه طالب بسحب الرقم الوطني الاردني من اللواء الرجوب, لكن رئيس لجنة فلسطين في برلمان المملكة الاردنية الهاشمية بعد ان تبين وتأكد له صحة تزوير البيان, نفى وقدم تصريحا صحفيا لموقع مفوضية الاعلام والثقافة التابع لحركة فتح, نشرته صحيفتنا الغراء "الحياة الجديدة" قال فيه :" لم اطلب سحب الرقم الوطني من اللواء الرجوب, والبيانات المزورة لن تؤثر على علاقتنا مع فلسطين, فالعلاقات الاردنية الفلسطينية الشعبية والرسمية في اوجها, لن تزعزعها حملات التشويه كما اكد لنا الملك عبد الله الثاني, وكما قال لنا الرئيس ابو مازن ان فلسطين والأردن توأمان ". وطالب في نهاية تصريحه الاعلاميين والصحفيين والكتاب وصناع الرأي بعدم الالتفات لحملات مشبوهة هدفها وحدة الشعبين ومصيرهما المشترك.
النائب الشجاع يحيى السعود الذي نفى ما نشرته مواقع حماس، قال في ذات التصريح: كان لنا موقف بناء على بيان للواء الرجوب قدمه لنا (موقع الرسالة نت), لكن تبين لنا لاحقا انه مزور "...فهل تأكد الاشقاء في المملكة الى اي مدى سيذهب ( سوس ) و(دود) صنّاع الفتن بين الشعبين والقيادتين, الساعون لنخر وتهشيم شجرة العائلة الفلسطينية الاردنية المقدسة.. فالهاشميون والفلسطينيون عقلاء, حكماء, اشقاء, أحرار احباء, ونبلاء, لا يغتابون ولا يغدرون كما يفعل المزورون.
لن ينجح المزورون في تمرير " سموم " غضب حاجب لبصر وبصيرة شرائح مجتمع ما, الا بعد تعطيل إعمال العقل والتفكير واحلال عقلية التسليم بلا نقاش, والقراءة القشرية للأمور, المعجونة بطحين الأحقاد والمواقف الشخصية المعلبة الجاهزة, فعلى هذه المرتكزات يقف المزورون والمحرفون للحقائق والوقائع لصياغة رأي عام مضلل, فالمعنيون بتحويل عقل الانسان الفردي والمجتمعي الى ( ميموري ), يعملون على تجريده من التفكير باعتباره اهم ملكاته وخصائصه وقدراته, فشعور الانسان بوجوده يضر بمصالح (مستخدمي المقدسات )، لذا تراهم يجهدون انفسهم, بابداع الكذب واخراجه, وتحريف الدين, وتزوير الوثائق, والافتراء على المواطنين الصالحين, ليسهل عليهم استخدام اسم الله ورسالته والحرية, والتعامل مع عقل الانسان كمادة, يخضعونه لاقصى درجات التجمد, ثم ينهالون عليه تكسيرا وتحطيما, او احمائه وطرقه وتشكيله ليدر عليهم ارباح تجارتهم السوداء.