خرجت ولم اعد، منذ سبعة وستين عاما وانا اللاجئ الفلسطيني أدور في حلقات متداخلة، وأيام نهارها كليلها، ولكني لم اعد الى بيتي في قرية السوافير الشمالي الذي غادرته وانا طفل مذعور، عندما دوى انفجار قذيفة مورتر في فناء بيتنا، اشتعلت النار لأن البيوت الريفية ذات الأفنية الواسعة ما اسهل ان تشتعل وتسري فيها النيران من بيت الى آخر، وفي دقائق معدودات يتحول المشهد الى مأساة مفجعة تستعصي على عقول الرجال الكبار، فكيف بالأطفال الصغار؟ كان ذلك فجر الخامس عشر من أيار عام 1948, ومن يومها وأنا ادور من مكان الى آخر أنا اللاجئ الفلسطيني، ماذا تعني كلمة لاجئ؟ انها تعني اللجوء الى مكان آمن لبعض الوقت فماذا نسمي الزمن الذي لا يدرج في الحساب، زمن اللاجئ الذي سقطت عنه كل صفاته الأخرى لصالح لقب اللاجئ، ويا لها من يوميات معذبة تلك التي يطلق عليها المدونون اسم يوميات اللاجئ الفلسطيني، حيث لا شيء مؤكد له، لدرجة أن الآلاف من الذين داهمتهم الصدمة ناموا ولم يستيقظوا لأن العالم اصبح بالنسبة لهم مستحيلا، ومن ذا الذي كان يظن أن هؤلاء الذين سرق منهم وطنهم امام اعينهم، وانتزعوا من دنياهم انتزاعا وتم الرمي بهم وراء الأسيجة، واصبحوا ينادون باسماء غير أسمائهم، واصبحوا يتهمون بالحزن والغضب، كما لو ان الذي ضاع منهم شيئ ممكن ان يشترى بديل عنه من اي دكان صغير بالطريق، ناسين ان الوطن هو المعنى الكامل لأن تكون، فإذا أخذ منك وطنك تحت تهديد الموت وعبر القوة الغاشمة، ومن خلال ابشع اشكال التواطؤ خطيئة فكيف يمكن ان تكون.
اكتبوا ايها الفلسطينيون في تلافيف الذاكرة ان اسرائيل التي فعلت كل ذلك بنا هي اسرائيل الحقيقية، أما اسرائيل الأخرى التي يروجونها كنوع من الهدايا الملونة في مركز القرار العالمي وفي المؤتمرات الدولية وفي الصفقات الكبيرة والصغيرة فهي ليست سوى اكذوبة ملونة.
ها هي اسرائيل أمامنا تمارس جنون الاستيطان وشهوة القتل ولعبة الإنكار، وتمنحنا بطاقات هوية بألوان متعددة صفراء وزرقاء وحمراء وخضراء هذه ليست هويتنا التي تحمل شفرتنا الجينية، فنحن فلسطينيون، ونحن فلسطينيون لنا ذاكرة، وذاكرتنا كلاجئين من الجيل الأول والثاني والثالث والرابع تستعصي على النسيان!!! قولوا عنا ما شئتم, قسمونا لندخل في جداول البرمجة كما تتوهمون، ولكن للنكبة عندنا وعد واحد هو العودة، ولا مصالحة ولن نصالح إلا إذا أدينت الخطيئة، وللخطيئة طريق واحد للمسامحة, والمصالحة وهي العودة، هناك ما تركناه هناك، ودون أن نعود الى ما تركناه هناك في فلسطين، فلن يكون لنا ذاكرة تنسى او تغفر.خرجت ولم اعد، منذ سبعة وستين عاما وانا اللاجئ الفلسطيني أدور في حلقات متداخلة، وأيام نهارها كليلها، ولكني لم اعد الى بيتي في قرية السوافير الشمالي الذي غادرته وانا طفل مذعور، عندما دوى انفجار قذيفة مورتر في فناء بيتنا، اشتعلت النار لأن البيوت الريفية ذات الأفنية الواسعة ما اسهل ان تشتعل وتسري فيها النيران من بيت الى آخر، وفي دقائق معدودات يتحول المشهد الى مأساة مفجعة تستعصي على عقول الرجال الكبار، فكيف بالأطفال الصغار؟ كان ذلك فجر الخامس عشر من أيار عام 1948, ومن يومها وأنا ادور من مكان الى آخر أنا اللاجئ الفلسطيني، ماذا تعني كلمة لاجئ؟ انها تعني اللجوء الى مكان آمن لبعض الوقت فماذا نسمي الزمن الذي لا يدرج في الحساب، زمن اللاجئ الذي سقطت عنه كل صفاته الأخرى لصالح لقب اللاجئ، ويا لها من يوميات معذبة تلك التي يطلق عليها المدونون اسم يوميات اللاجئ الفلسطيني، حيث لا شيء مؤكد له، لدرجة أن الآلاف من الذين داهمتهم الصدمة ناموا ولم يستيقظوا لأن العالم اصبح بالنسبة لهم مستحيلا، ومن ذا الذي كان يظن أن هؤلاء الذين سرق منهم وطنهم امام اعينهم، وانتزعوا من دنياهم انتزاعا وتم الرمي بهم وراء الأسيجة، واصبحوا ينادون باسماء غير أسمائهم، واصبحوا يتهمون بالحزن والغضب، كما لو ان الذي ضاع منهم شيئ ممكن ان يشترى بديل عنه من اي دكان صغير بالطريق، ناسين ان الوطن هو المعنى الكامل لأن تكون، فإذا أخذ منك وطنك تحت تهديد الموت وعبر القوة الغاشمة، ومن خلال ابشع اشكال التواطؤ خطيئة فكيف يمكن ان تكون.
اكتبوا ايها الفلسطينيون في تلافيف الذاكرة ان اسرائيل التي فعلت كل ذلك بنا هي اسرائيل الحقيقية، أما اسرائيل الأخرى التي يروجونها كنوع من الهدايا الملونة في مركز القرار العالمي وفي المؤتمرات الدولية وفي الصفقات الكبيرة والصغيرة فهي ليست سوى اكذوبة ملونة.
ها هي اسرائيل أمامنا تمارس جنون الاستيطان وشهوة القتل ولعبة الإنكار، وتمنحنا بطاقات هوية بألوان متعددة صفراء وزرقاء وحمراء وخضراء هذه ليست هويتنا التي تحمل شفرتنا الجينية، فنحن فلسطينيون، ونحن فلسطينيون لنا ذاكرة، وذاكرتنا كلاجئين من الجيل الأول والثاني والثالث والرابع تستعصي على النسيان!!! قولوا عنا ما شئتم, قسمونا لندخل في جداول البرمجة كما تتوهمون، ولكن للنكبة عندنا وعد واحد هو العودة، ولا مصالحة ولن نصالح إلا إذا أدينت الخطيئة، وللخطيئة طريق واحد للمسامحة, والمصالحة وهي العودة، هناك ما تركناه هناك، ودون أن نعود الى ما تركناه هناك في فلسطين، فلن يكون لنا ذاكرة تنسى او تغفر.