قبل فترة سئلت في فضائية عن الوضع القائم في منطقتنا فقلت إننا أدوات في مخطط عدم الاستقرار الذي وضعه الأميركان في المنطقة، كلنا نؤدي أدوارنا في القتل والحروب والفتن لصالح طرف ثالث هو أميركا وإسرائيل، فالدور الآن على السعودية وإيران.. ولعل إيران التي استفادت من سياسة غض النظر الاميركية عن تمددها في عمق الوطن العربي وموافقة أميركا على سيطرتها العلنية على العراق ينتظرها ما حدث مع نظام صدام حسين.. حيث دفعوه دفعاً إلى منازلة إيران بعد ان انجحوا ثورتها على الشاه ولما أزهقت مئات الألوف من الأرواح ومئات المليارات من المال والنفط زينوا له احتلال الكويت ليقع في المصيدة التي لم يخرج منها سالماً.. وأظن أن ايران هشة داخلياً ففيها معارضة شعبية كبيرة.. وفيها قوميات ومذاهب وأديان متنافرة، ولعل انتفاضة الكرد في مهاباد ربما تكون أسخن من المناوشات الجارية في الأحواز أو في بلوشستان فليس هناك نظام مقدس في المنطقة سوى النظام الإسرائيلي المحمي أميركيا.
فالنزهة الإيرانية في العمق العربي واستغلال إيران للمذهبية والطائفية في هذا التوغل التوسعي لاستكمال ما سماه رئيس الحرس الثوري الإيراني الهلال الشيعي تبدو في طريقها إلى الارتداد إلى الداخل الإيراني لأن إيران تتوفر فيها مكونات ومذاهب وعناصر الانفجار والفتن والحروب الداخلية، ومن سهل لها اختراق العمق العربي هو نفسه من يتآمر عليها لتكون الضحية التالية بعد خراب العالم العربي. فمن لديه بعد نظر لا بد أن يعرف أن الحوار فقط يمكنه إخراج الجميع من المأزق وأن زمن التوسع قد انتهى وأن غطرسة القوة لا تطيل أعمار الدول بل تقصرها بطريقة مذهلة. فكل ما يحدث هو مؤامرة على الإسلام ككل.. ولا منجاة لأحد لأن الجميع مجرد أدوات منفذة وليسوا أدوات مفكرة. ولعل تحويل اليمن الى مصيدة للسعودية يأتي في هذا السياق, اذ ثمة من دفع الحوثيين للتحرش بالسعودية وثمة من زين للسعودية شن حرب وقائية وكلا الطرفين أي من دفع الحوثيين ومن زين للسعودية لا يشاركان في الحرب، فهل من متعظ؟