اتمنى من اتحاد المؤرخين الفلسطينين، الذي هو عضو في اتحاد المؤرخين العرب واتحاد المؤرخين المسلمين ان يفرد جهدا خاصا للمخيم الفلسطيني، من هو أول مخيم اقيم ومتى؟ وأين اقيم المخيم الأول, ومن هو أول مخيم استشهد وبرصاص من، هل برصاص اليهود الصهاينة الاسرائيليين, ام برصاص أشقاء عرب من هذه الطائفة او تلك؟؟؟ ام برصاص اية طائفة اخرى من تلك الطوائف التي كفرت بإلهها الأصلي الذي يسكن في السماء السابعة واستبدلته باله آخر من صنعها وعلى هواها ينفذ لها حقدها الباطني العتيق.
وارجو من اتحاد المؤرخين الفلسطينيين ان يعتني بيوميات هذه المخيمات, كيف اكتمل موتها وكيف انبثقت قيامتها وكيف تقرر الآن على يد الطوائف المتحاربة موتها من جديد، كيف تصرف ساكنو المخيم الاول حين مات اول شخص تحت اسمه العجيب اسم اللاجئ الفلسطيني، ساكن المخيم ذاك الذي اصبح ينظر اليه كنوع جديد من الجنس البشري! كما اطالب بان يعتني هؤلاء المؤرخون بيوميات حامل وثيقة السفر للاجئين الفلسطينيين، وكيف يصبح حاملها متهما بمجرد ان يخرجها من جيبه ويقدمها لضابط الحدود، سواء كانت تلك الحدود ممثلة بمطار او معبر او ميناء بحري، وكيف كانت تلتمع عينا ذلك الضابط بشهوة دموية بأنه وجد اخيرا فريسته، تحمل تهمتها بشكل رسمي عبر وثيقة السفر، تهمة جاهزة يتحمل الفلسطيني اللاجئ وحده مسؤولية ضحدها اذا وجد لذلك سبيلا!!!
تاريخ المخيم موجود بقوة في وثائق وكالة الغوث، وفي وثائق رجال الدرك والشرطة العرب الأشقاء الذين استضافوا تلك المخيمات، وفي الذاكرة الشفوية عبر الحكايات التي تختزنها بألم يفوق الوصف ذاكرة أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة.
ويمكن لاتحاد المؤرخين الفلسطينيين أن يفتح المجال واسعا للدراسات المقارنة بين الروايات الرسمية وغير الرسمية، وبين يوميات مخيم في بيروت او مخيم في بغداد او مخيم في دمشق، الخ وكيف كان القرآن الكريم يفسر من اهل الطوائف لصالح انتهاك أو ذبح تلك المخيمات، وماذا قال الفقه التوراتي اليهودي عن ذبح مخيم النبطية أو مخيم جنين أو اشراف جيش الاحتلال الاسرائيلي على ذبح مخيم صبرا وشاتيلا بيد انعزاليين لبنانيين أو مخيم نهر البارد شمال طرابلس أو مخيم البلديات في بغداد ومخيم الوليد المؤقت على الحدود بين العراق وسوريا، وماذا قالوا عن حرب المخيمات، وماذا قالوا عن طرد الفلسطينيين من ليبيا الى الحدود بينها وبين مصر في قلب الصحراء، وكيف وجد اولئك جميعا اليقين الذي يجعلهم مطمئنين بأن كل ما جرى للمخيم هو في مصلحة المخيم بل اكثر من ذلك هو في مصلحة القضية.
اتقدم بهذه التوصية لاتحاد المؤرخين الفلسطينيين كي يلحقوا بانفسهم قبل ان يغلق الملف وتكتب داعش فوق الغلاف « المصلحة الاسلامية, ولمصلحة فلسطين، ومن اجل تأكيد الخلافة الاسلامية قمنا مع اخوتنا في الجبهات الاصولية، ومع اخوتنا في بعض الفصائل الصغيرة الملحقة، وبتنسيق مع المعنيين بملف اللاجئين في الخارجية الاسرائيلية، قمنا بعون الله وحمده بذبح المخيم من اجل راحة الجميع، ومن اجل مصلحة الامة والله من وراء القصد».