بمقتله برصاص غير الأميركيين تكتمل قائمة تصفية المطلوبين للأميركيين من قادة حزب البعث في العراق، وهي قائمة أوراق اللعب وكان عزة الدوري السادس فيها.. وهو الوحيد من بين قادة حزب البعث الذي قاتل حتى النهاية وقاوم الأميركيين ونظام المالكي الإيراني ثم الفزعة الغربية لتصفية "داعش" التي اتخذت شكل تصفية السنة وإخضاعهم في العراق وليس داعش، لأن داعش عاثت فساداً في المناطق السنية كالذي تعيثه حشود الشيعة.
الدوري هو الشجاع الوحيد الذي حارب حتى النهاية وسقط في ميدان القتال، وهذا يحسب له ويسجل في تاريخه كعربي عراقي رفض الاستسلام واختار المقاومة حتى النهاية بغض النظر عن ماضيه ودوره في احتلال الكويت. كان معروفاً أن الدوري المريض منذ عقود بسرطان الدم سيموت بمرضه لكنه صمد أمام المرض وصمد أمام الملاحقة المستمرة منذ احتلال العراق وسجل أن هناك عراقيين يقاومون الاحتلال مهما كان لونه.
عزة ابراهيم الدوري مع مصطفى قصي صدام هما الوحيدان اللذان قاوما الاحتلال حتى النهاية فالطفل مصطفى "14 سنة" قاتل ببندقية قنص حتى بعد مقتل أبيه وعمه عدي وقتل 13 جندياً أميركياً في الموصل.. ولا نعرف تفاصيل مقتل الدوري لكنه لا بد أنه قاوم حتى النهاية.
ذات سنة وقادة حزب البعث المطلوبون يستسلمون واحداً تلو الآخر وهم يعلمون مصيرهم المحتوم وصفتهم في مقال بالأنذال، لأنهم لم يقاتلوا حتى النهاية، فالدكتاتور حتى لو كان شجاعاً وجريئا مثل صدام كغيره من المتفردين بالسلطة يحيط نفسه دوماً بالأنذال لأن النذل يطيع وينفذ ويستبعد الشجعان، ولذا تجدني أترحم على الدوري كما أواصل احترام حسن نصر الله رغم تحفظاتي على مواقفهما، فالرجلان نقيضان لبعضهما البعض لكن نهاية الدوري تستحق الاحترام لأنه في النهاية قاوم الاحتلال وبداية نصر الله تستحق الاحترام أيضاً لأنه بدأ بمقاومة الاحتلال...!!!