شكرا جزيلا للاخ والصديق العزيز الدكتور نبيل الرملاوي, وهو الدبلوماسي الفلسطيني المخضرم, على اصدار كتابه الجامع "الدبلوماسية الفلسطينية, ودبلوماسية الحرب الاسرائيلية امام القانون الدولي» حيث صدر الكتاب عن دار الشروق في نهاية العام 2014 في اربعمائة وستة وسبعين صفحة من القطع الكبير موزعة على ستة ابواب رئيسية :
الباب الاول: الدولة 
الباب الثاني : التوجه الى محكمة العدل الدولية ضرورة وطنية فلسطينية
الباب الثالث :اهمية توجيه الخطاب السياسي الفلسطيني 
الباب الرابع: الحرب على الارهاب وازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي 
الباب الخامس : الاستيطان الاسرائيلي يقوض عملية السلام وفقا للقانون الدولي 
الباب السادس : الدبلوماسية الفلسطينية ودبلوماسية الصمت عند الرئيس ياسر عرفات 
ومن الملفت للانتباه بقوة, ان هذا الكتاب للدكتور نبيل الرملاوي, مع انه كتب في نهاية الثمانينيات, الا انه يساهم بقوة في الحوار الوطني والعربي والدولي المحتدم الآن حول توجهاتنا السياسية والدبلوماسية, والتي تدور كلها حول محور رئيسي بالغ الاهمية, وهو الفكاك النهائي من الاحتكار الاميركي الاسرائيلي لمرجعية عملية السلام والمفاوضات منذ اكثر من واحد وعشرين سنة, والعودة بقضيتنا الى بيتها الاصلي, وهو القانون الدولي والشرعية الدولية, والمنظمات الدولية, ومنصات القضاء الدولي مثل محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية وغيرها.
وخاض بنا الدكتور الرملاوي في سبيل هذا الهدف مخاضات عميقة ومتعددة وواسعة ابتداء من فلسفة قيام الدول والعناصر الذاتية والموضوعية اللازمة لذلك, والمرجعيات الحقيقية التي يجب ان نتشبث بها لقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة مثل القرار رقم 181 و184 وليس القرار رقم 242 ولا مرجعية الارض مقابل السلام, وبقية ابواب وفصول الكتاب القيم الذي يجب ان يكون موجودا في مكتبة كل دبلوماسي فلسطيني, وكل مثقف فلسطيني, وفي مكتبات جامعاتنا كمرجع مهم وشعاع من الضوء الذي يضيء الطرق الصعبة والمجاهل الخفية في قضيتنا العبقرية.
واريد ان انوه بكل الاحترام للاساتذة الكبار والاكاديميين البارزين الذين كتبوا مقدمات مهمة وجميلة وعميقة لهذا الكتاب, وهم الدكتور محمد فهد الشلالدة استاذ القانون الدبلوماسي المشارك والامين العام لهيئة المجالس في جامعة القدس, والدكتور مهدي عبد الهادي رئيس الجعية الفلسطينية الاكاديمية لدراسة الشؤون الدولية, والدكتور خليل الهندي رئيس جامعة بير زيت, فانهم من خلال مقدماتهم للكتاب يكونون قد اشاروا اليه باهتمام وجعلوه يظهر في الطبقة الممتازة التي يستحقها.
وفي الخلاصة : فقد وردت ملاحظة متعلقة بالزمن الطويل الذي انجز فيه هذا الكتاب منذ نهاية الثمانينيات وحتى الدفع به لمطبعة دار الشروق في 2014, انها مدة طويلة, وكتب جزء من هذا الكتاب في مقالات متعددة في سياقها السياسي والتاريخي, ويعطي كل ذلك الانطباع بان صياغة الكتاب قد جاءت على هيئة شذرات متفرقة, هذا في الشكل, ولكن في الموضوع وفي الجوهر فان الكتاب يدور حول موضوع واحد وهو حقنا الفلسطيني وكينونتنا الوطنية الفلسطينية, ودولتنا الفلسطينية المستقلة, فهذا هو الخيط الناظم لكل هذه الجواهر التي يتضمنها الكتاب والجهد الكبير الذي بذل فيه, وفي الغرب عموما فان المؤلفين يستعينون في العادة بما يعرف باسم «المحرر" تتلخص مهمته الاساسية في اعادة صياغة الكتاب في وحدة واحدة, وحتى في المؤلفات الادبية مثل الروايات يلجأ المؤلفون الى وظيفة المحرر الذي قد يرى ان السرد الروائي او الاستطرادات او بعض التكرارات لا داعي لها او انها تؤثر على الوحدة الجمالية للموضوع الرئيسي, واتمنى على دار الشروق, وهي دار نشر كبيرة وذات مسؤوليات عالية ان تراعي ذلك في الطبعة الثانية لهذا الكتاب المهم.
وشكر للاخ العزيز الدكتور نبيل الرملاوي ابن مدينة يافا التي رغم تعاقب الفصول والسنين سيظل بحرها ازرق وستظل سماؤها زرقاء, فلقد قدم لنا من خلال هذا الكتاب اضاءات قوية واعدة لحق خالد لن يضيع.