يا جماهير شعبنا العظيم في الداخل وفي الشتات، يا شعب التضحيات والفداء والشهداء، يا شعب المجاهدين والمكافحين من أجل الحرية، يا شعب الجبارين...
إنَّ الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة واليومية على أهلنا وشعبنا في الاراضي الفلسطينية المحتلة، هذا العدوان الصارخ على الانسان الفلسطيني سواء كان طفلاً أو رجلاً أو إمرأة، واغتصاب الارض واستيطانها وتهويدها، وهدم بيوت الأهالي ودفعهم إلى الهجرة القسرية في إطار مؤامرة ديموغرافية تصب في المخطط الصهيوني الرامي إلى السيطرة على الأراضي والمقدسات واستعباد الأهالي من خلال التطهير العرقي وإسقاط حل الدولتين الذي أقرته الشرعية الدولية.
ومن الملاحظ وبشكل يومي أن هذا المخطط يتركّز الآن وبشكل مكثف في القدس الشرقية وجوارها، من خلال بناء الوحدات الاستيطانية فيها وآخرها بناء ألفين وخمسماية وحدة سكنية على الأراضي العربية بعد مصادرتها، وبالتالي هدم المئات من البيوت سنوياً وإجبار الأهالي على المغادرة خارج الجدار العنصري، جدار الفصل الذي مزَّق الأرض، والقرى، والأحياء، وحتى العائلات، إضافة إلى ذلك فإن العدو الإسرائيلي يعمل على إبقاء فقط من 10% إلى 15% من أهالي القدس فيها، وزيادة عدد المستوطنين وذلك بهدف تحويلها إلى مدينة يهودية عاصمة للكيان الصهيوني.
أضف إلى ذلك التعديات الفاضحة على المسجد الأقصى التي يقوم بها المستوطنون وكبار المسؤولين الاسرائيليين، وهذا ما يؤكد المخاطر الكبيرة التي تنتظر المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية.
وفي إطار هذا المخطط التهجيري القسري والطرد تأتي سياسة تصعيد الاعتقالات المكثفة والتي تركّزت أكثر على الاطفال في القدس بتهمة المشاركة في صدّ المستوطنين الذين يدخلون إلى باحات المسجد الأقصى، والأطفال الذين يشاركون بالاشتباكات ضد الجنود الذين يعتدون على البيوت والأهالي، وعلى زملائهم. ومنذ استشهاد محمد حسين أبو خضير الذي قتل بعد حرقه، اعتقل ما يزيد على ألف وسبعماية طفل، ومنهم من مازال مسجوناً سجناً إدارياً، ومنهم من صدر بحقهم حكمٌ بالحبس المنزلي، أو بالإبعاد عن البيوت، وتعطيلهم عن مدارسهم، وتعريضهم كأطفال إلى عقدٍ نفسية، وإلى أزمات اجتماعية بحيث يتحول الأهل إلى سجَّانين لأبنهم حتى لا يغادر المنزل.
وقد جاء الحكمُ الأخير على الطفلة المقدسية ملاك الخطيب ابنة الرابعة عشرة من العمر بالسجن لمدة شهرين، بعد محاكمة شهدها أهلها وأقاربها، وعلينا أن نتصور كم يكون الشعور الأبوي والفلسطيني عندما يرى الأهل الطفلة مقيدة بقيود الحديد. إنها قمة التحدي لمشاعرنا جميعاً وللأمة الاسلامية والعربية. لكنَّ شعبنا صابر صامد في أرضه وقدسه مهما كانت العذابات والآلام. أضفْ إلى ذلك أن هناك مشروع قرار سيُعرض على الكنيست الإسرائيلي مضمونه السجن من عشر إلى خمس عشرة سنة لكل من يلقي الحجارة على الجندي أو الدبابة.
إنَّ ما يجري في القدس يحتاج إلى اليقظة الاسلامية والعربية والمسيحية لدعم أهل القدس، ومناصرتهم، والوقوف إلى جانبهم لتثبيتهم على أرضهم التاريخية حيث يقفون صابرين صامدين في وجه آلة التدمير والقتل الصهيونية.
نحن على ثقة بأن شعبنا الفلسطيني لن تقهره مثل هذه السياسات الاجرامية وأنه سيظل صامداً بوجه الاحتلال.
إن الغطرسة الصهيونية التي تدفعها إلى السلوك الدموي والقتل سواء كان ذلك في قطاع غزة أو الضفة، أو القدس، أو الجولان، أو جنوب لبنان. هذه الغطرسة التي تواجه بشجاعة منقطعة النظير من شعبنا الفلسطيني ومن شعبنا اللبناني وخاصة حزب الله الذي لقَّن العدو درساً بأنه لا يمكن أن يفلت من العقاب، وأن النصر حليفنا بإذن الله.
نحن نؤكد بأننا سنواصل مقاومتنا للاحتلال بكل أشكالها وتصعيد المقاومة الشعبية، وخوض المعركة السياسية والقانونية والدبلوماسية التي يقودها الرئيس أبو مازن بثقة وصلابة وتحدٍّ لكل من يريد حماية الكيان الاسرائيلي وعدم محاسبته ومعاقبته.
التحية إلى الشهداء الأبطال وإلى ذويهم الصابرين.
التحية إلى الأخوة والأخوات الأسرى الرجال والنساء والأطفال
والتحية إلى أهلنا في قطاع غزة وفي الضفة وخاصة في القدس، و التحية إلى أهلنا في أراضي الثمانية والاربعين المتشبثين بأرضهم وترابهم وتاريخهم. والنصر قريبٌ بإذن الله.
وإنها لثورة حتى النصر
حركة فتح – إقليم لبنان
2015/1/28
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها