إننا باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – إقليم لبنان نعبّر عن عميق حزننا وألمنا لما أصاب أخوتنا وأخواتنا من مخيماتنا في لبنان سواء أكانوا فلسطينيين من لبنان أم فلسطينيين من مخيمات سوريا الذين كانوا في طريقهم إلى الهجرة بحثاً عن لقمة العيش، وعن الأمن والامان، وعن حياةٍ آدمية كريمة بعيداً عن التدمير والقتل والتهجير. المشهد كان مؤلماً عند رؤية عشرات الحثث تطفو على وجه الماء، اناس ذهبوا للبحث عن لجوء آمن، لكن للأسف كانت المأساةُ بإنتظارهم، ولم يتحقق حُلمهم في بناء مستقبل في بلاد الغربة لهم ولأولادهم ، هذا هو قدر شعبنا في الداخل والشتات أن يدفع الثمن غالياً، فمن لجوء إلى لجوء، ومن مأساة إلى مأساة، والموت والفقر والمرض يترصَّدنا. لكننا رغم المصائب والهموم فإن شعبنا الفلسطيني لن يفقد الثقة بنفسه، والإيمان بربه، ولن يتخلى عن مبادئه، ولا عن وحدة الموقف التي تشدُ أزره، سيبقى متماسكاً لأنه صاحب قضية وطنية قومية وأسلامية مشرِّفة .
وأمام الألم الذي يعتصرنا جميعاً، وامام قسوة هذه المآسي المتكررة ورحلات الرعب المتنقلة عبر المتوسط إلى الشواطيء الاوروبية، فإننا نؤكد أهمية الوقوف إلى جانب شبابنا وأبنائنا في تدعيم مواقفهم المعيشية والحياتية، وتوفير المناخات الاجتماعية والأمنية السليمة التي تنشر الأطمئنان، وهذه مهمة كافة القوى والفصائل الفلسطينية، ووكالة الانروا، والجمعيات والمؤسسات حتى يكون هناك مجتمع قادر على تحدي المصاعب.
ثانياً: إننا ومن موقع المسؤولية ننبَّه كافة الجهات والاشخاص الذين يعملون على تهجير الشبان والعائلات إلى البلاد الاوروبية أن يدركوا مخاطر ما يقومون به خاصة أن الوسائل التي يستخدمونها غير مناسبة، ورديئة، ولا تؤمن حياة المهاجرين، واكبر دليل على ذلك مئات الضحايا الذين غرقوا في البحر، أو ماتوا في الصحراء. ونحن نرفض الاستهتار بحياتهم مقابل الحصول على الاموال، وندعو إلى موقف موحد من قيادة الفصائل تجاه سماسرة السفر ووقف المغامرات، والدخول في المجهول، وبالتالي تحميل المسؤولية للغرقى.إن حياة الانسان غالية، وإذا كانت الحاجة والظروف الصعبة هي التي تدفعه، ولكن من غير الاخلاقي أن تُستغل هذه الفئة المحتاجة لزجِّهم في ظروف خطيرة تؤدي إلى غرقهم وموتهم.
ثالثاً: نحن لا نستطيع منع السفر إلى الخارج للعمل، لأنَّ هناك بطالة، وهناك مستوى متدنٍ من الفقر والحاجة، لكننا ندعو الجميع للتفكير جيداً قبل الهجرة، وقبل اختيار الطريق، وأن لا نلقي بأنفسنا في التهلكة، وأن نتريَّث، وأن لا ننساق وراء الاغراءات التي يقدمها بعض سماسرة التهجير.
ندعو الله سبحانة وتعالى أن يفرِّج كربتنا، وأن يزرع في أوطاننا الأمن والامان، وأن يتحقق الاستقرار والأمان في سوريا ولبنان والعراق وغيرها. حتى تعيش مخيمات شعبنا في مُناخات هادئة بإنتظار العودة إلى أرضنا، إلى فلسطين التاريخية إستناداً إلى القرار 194، الرحمة لأمواتنا الذين قضوا من أجل لقمة العيش والحرية والحمد لله على سلامة الناجين من الغرق.
حركة فتح – إقليم لبنان
2015/3/10
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها