يبدو عام 2015 عاصفًا على السياسات والإجراءات التي تتخذها إسرائيل منذ 65 عامًا بحق الفلسطينين، كما يشير مختصون بالشؤون الإسرائيلية، وذلك بعد توقيع فلسطين على 18 معاهدة دولية، أبرزها اتفاقيات جنيف الأربع التي إذا استغلت جيدًا، حيث تمكن الفلسطينيون من متابعة وملاحقة ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية لارتكابه انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف في الأراضي المحتلة عام 1967، فكل تلك الاتفاقيات ستجعل العالم أمام امتحان صعب بمواجهة إجراءات إسرائيل وستحرج الحليف الإسراتيجي لدولة الاحتلال، أي الولايات المتحدة الأميركية.

ولا خلاف بين النخب الحاكمة ودوائر التقدير الإستراتيجي ووسائل الإعلام في دولة الاحتلال على أن مكانة إسرائيل وموقعها في العالم قد تراجعت بشكل واضح في أعقاب سياسة رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو والضبابية في الأفق السياسي القادم الذي تحدده الانتخابات المقررة في 17 آذار/ مارس.

المختص بالشؤون الإسرائيلية عصمت منصور أوضح لـ وطن للأنباء، أن الحديث عن تراجع موقع إسرائيل ومكانتها كثر في الآونة الأخيرة، نتيجة الجمود السياسي الذي تعيشه المنطقة وكذلك أجواء الانتخابات الإسرائيلية وانعكاسها ولسياسات نتنياهو التي يتبعها منذ ستة أعوام، مؤكدًا أن العالم يرى أن سياسات إسرائيل خاصة برنامج نتنياهو لا يحمل أي أفق للسلام.

وأكد منصور أن العالم سيضغط أكثر على إسرائيل، وأن ما حدث في فرنسا ومشاركة نتنياهو بعد أن فرض نفسه على مسيرة باريس له علاقة بعزلة إسرائيل الدولية، خصوصًا أن نتنياهو استغل تلك المشاركة بشكل انتهازي وبشع أثارت عاصفة من الانتقادات ضده في وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية.

وأشار إلى أن الفترة القادمة حساسة جدًا، سيّما أن استطلاعات الرأي تظهر تقدم اليمين في الانتخابات الإسرائيلية، ما يعني قدوم حكومة أكثر تشددًا لا تحمل أي أفق للسلام، وأن ذلك سيدفع دول العالم لفرض نوع من الضغوط خاصة في ظل الغموض بالموقف الأميركي من استخدامها لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد المشروع الفلسطيني.

وقال منصور إن "سياسة أميركا تخضع لإعادة نظر ومراجعة وتعطي إشارة لأوروبا بأن تغير سياساتها تجاه إسرائيل"، مضيفًا أن "إسرائيل تعاني من عزلة دولية حتى من أصدقائها".

وأضاف أن "العام الجاري سيكون الأسوأ على دولة الاحتلال على صعيد الدبلوماسية الدولية وزيادة الضغوط خاصة إذا صدقت التنبؤات بتفوق مجموعة من أحزاب اليمين في الانتخابات الإسرائيلية".

وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، صباح  الثلاثاء، مخاوف دبلوماسية إسرائيلية مما أسمته "تسونامي" مضاد لإسرائيل في دول العالم بشكل عام وفي أوروبا بشكل خاص.

وجاء فيها أن وزارة خارجية الاحتلال عممت وثيقة على سفارات إسرائيل في العالم، عبرت خلالها عن مخاوفها من قيام برلمانات العالم وحكوماتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في وقت ستتآكل قيمة إسرائيل ووضعها الدولي.

وأشارت الوثيقة إلى أن العديد من الدول الأوروبية سيقوم بفرض المزيد من العقوبات على إسرائيل وسترفع من مستوى التعامل مع الفلسطينيين، كما أن الولايات المتحدة الأميركية قد لا تقوم باستخدام حق النقض الفيتو ضد أي مشروع قرار دولي جديد لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال بعد الانتخابات الإسرائيلية.

وبيّنت الوثيقة التي أعدها الدبلوماسي الإسرائيلي جلعاد كوهين، أن بعض الدول الأوروبية  بدأت باتخاذ مثل هذه الإجراءات والعقوبات، لافتًا إلى أن فرنسا أول هذه الدول التي قامت بخطوات على أرض الواقع.

كما نقلت أن الدول الأوروبية ستزيد من نشاطاتها في المنطقة "ج"، وستقوم بفرض عقوبات على منتجات المستوطنات كما أنها ستقوم بوقف المشاريع الأوروبية مع إسرائيل حال ثبات أنها تنفذها في مناطق "ج" واتساع رقعة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.

وأوردت أن بعض الدول ستجمد استثماراتها في إسرائيل، إضافة إلى أنها ستوقف أي صفقات للسلاح معها.

وتشير الوثيقة إلى أن إسرائيل ترتبط بعلاقات تجارية قوية مع أوروبا  لكن هذه العلاقة لن تدوم في ظل تصاعد ما أسمته "اليسار المتشدد" في أوروبا خصوصًا في البرلمانات الأوروبية.

-