أحتفاء بالذكرى السنوية الخمسون لإنطلاقة الثورة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتـح، أُقيم في مركـز معروف سعد الثقافي في مدينة صيـدا عصر يوم الخميس 2015/1/8، نـدوة لبنانية فلسطينية مشتركة بعنوان "نـون النسـوة ... أيقونـة النضال"، وحضرها لفيف من ممثلي القوى الوطنية والشخصيات الإعتبارية الفلسطينية واللبنانية، وحشد نسوي غفيـر،  وفي مقدمتهن كادرات وعضوات الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والهيئة النسائية الشعبية في التنظيم الشعبي الناصري .

أفتُتحتْ النـدوة بالوقوف مع النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ورحبت عريفة الحفل فاديا خريش بالحضور، وأشادت بإنطلاقة حركة فتـح برئاسة الرئيس الشهيد ياسرعرفات، ولفتت لعلاقات الكفاح المشترك اللبناني الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني الامريكي، دفاعا عن قضايا الأمة، ومنها بالمستوى اللبناني وأيضا في سبيل الدفاع عـن الشعب الفلسطيني، ومن أجل إنتزاع حقوقه المشروعة بالعودة والحرية والإستقلال الوطني.

 وكان للسيدة منى نظر كلمة أشادت خلالها بالمناضلة أمنة جبريل جاء فيها: "هي أبنـة فلسطين ... من رحـم أُم جنوبية ولـدت،  رغـم العاصفة اليوم .. أتـت ، أبنة العاصفة .. هـي ، هـي آمنة، بقضيتها آمنـت، بنهج الياسر أقتـدت ... والثورة أعتنقـت، هـي أبنـة الفتـح ... لكل طارق لبابها .. فتحـت، بحقوق المرأة آمنـت وعنها دافعت... ناضلت .. كافحــت.. صمـدت وثابـرت، في المخيمات تحاصرت .. أن تكـون خائفة .. رفضـت، وفيـة للأم والطفل ... وللأيتام حاضنة، للمساكين مسـاعـدة".

 وتحدث في النـدوة عضوة المجلس الثوري الحركي "أمنة جبريل"، ومسؤولة الهيئة النسائية الشعبية  إيمان سعـد، فلفتتا للمصير المشترك الذي يربـط أبناء الأمة بالعديد من الدول العربية في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي، ومنها بشكل خاص بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وتوقفتا عند العديد من محطات التلاقي ووقفات الكفاح الوطني المشترك، وأستشهدتا بكوكبة من الفلسطينيين واللبنانيين ممن قضوا في سبيل فلسطين، ومنهم على سبيل الذكـر الرئيس ياسرعرفات، أبو الفقـراء معرف سعـد، المناضل الوطني مصطفى سعـد، ناتاشا سعـد، خليل عز الدين الجمل، أبو جهاد الوزير، أبو أياد، أبو الهول، ماجد أبو شرار، الكماليين، زياد أبو عين، دلال المعربي، لينا النابلسي، فاطمه أبو جش، فتحية عوض، شادية أبو غزالة، دلال المغربي، سحـر الجرحى، عندليب طقاطقه، آيات الأخرس، سناء محيدلي، لولا عبود، سهى بشارة، إبتسام حرب، وكفاح العفيفي".

بـدورها، رأت جبريل بالمخاض اليومي للعلاقات الإنسانية وبالعديد من المستويات بدءاَ من علاقـة الأبناء بالأبوين، وفيما بينهما وأيضا مع الآخرين، وفي المدرسة وبشتى مجالات العمل الإجتماعي، رأت بها دلالات لوجود علاقات جدرية، ويجب أن تقوم برأي آمنة على أسس من الشراكة، بل وشراكة فاعلة بناءة وفي شتى الميادين، وهـذا ما دعا الفلسطينيات للإنخراط ومبكراَ بشتى ميادين الكفاح بدءاَ بالحفاظ على الأسـرة والعائلة والبناء المجتمعي بتجلياته المتنوعة، وصولاَ للإلتحاق بركب الثورة، والمشاركة أيضا في معارك المواجهة لنيل الإستقلال الوطني ومن أجل إنتزاع الحقوق الثابتة في العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، ورغـم ما سبق فهي وكما تؤكـد جبريل "لا زالت النساء عموماَ يُعانين من العادات والموروثات والتقاليد التي تنال من دورهن ومكانتهن من جهة، وأيضاَ بسبب غياب التشريعات والسياسات الكفيلة بالإرتقاء بها من جهة أخـرى".

وأنهت بتوجيه التحية للرئيس عباس لموافقته على الإتفاقية الدولية لمناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة "السيداو".

من ناحيتها، رأت مسؤولـة الهيئة النسائية الشعبية أيمان سعـد بتسمية النـدوة "نون النسوة ... أيقونة النضال" أختياراَ صائباَ لما مثلت وتمثله المرأة العربية ووصفتها لدورها بأجمل وأطيب الكلمات، فهي المعطاءة بلا حـدود ودون حسيب، قدمت الغالي والنفيس، والمهج والأرواح وفلذات الأكباد، عملت في شتى المجالات الإقتصادية والسياسية، ورأت بالفلسطينية "أيقونـة وملح الأرض، الأم التي أنجبت أبطالاً، تودع أبناءها الشهداء بالزغاريد وبالحداء وأغاني الوطن"، وتحدثت عن فشل السياسات الإحتلالية الصهيونية في حصار المدن والقرى، بهدف تجويعها ما دفعهن للعمل  20 ساعة باليوم وعلى مدار أسابيع، وأستخدمن الطابون بدل الغاز لتوفيـر رغيف الخبز، وعرضت لدورهـن بالتظاهـرات والإحتجاجات وسواها من المهام، ومنها بالإنتفاضة الأولى والثانية ومقاومة الجدار وصولا حتى الصمود بزنازين الإحتلال، ورأت بالقضية الفلسطينية قضية لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل ويجب أن تكون قضية العرب الأولى، وأكدت على أن ما يجـري في الوطن العربي من فتن وحروب، وقتال ومحاولات تقسيم على أسس طائفية ومذهبية إنما هي "هدف إسرائيلي أمريكي رجعي عربي"، بهدف حماية أمن العدو وضمان إستمرارية تفوقـه.

 وختمت مسؤولة الهيئة النسائية اللبنانية إيمان سعـد بدعـوة الفلسطينيين لحوار يـوقـف الإنقسام ويوحد الصف في مواجهة العـدو، وأكدت على أن صيدا التي تشاطُرت مع المخيمات رغيف الخبز والرصاصة والبندقية ستبقى والتنظيم الشعبي الناصري وقائـده وعموم أبناء الشعب اللبناني أوفياء للثورة وشعبها وللقضية الوطنية الفلسطينية .