تواصل قوات الاحتلال، عدوانها شمالي الضفة الغربية المحتلة، وسط عمليات مداهمة وتدمير للمنازل والبنية التحتية بشكل ممنهج لدفع السكان إلى النزوح قسرًا كما حصل في مخيمي طولكرم ومخيم جنين. 

ففي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال، بلدة بيتا -جنوب نابلس، من محاور عدة، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، وإصابة عدد منهم بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام، عولجوا ميدانيًا.

كما اقتحمت بلدة سالم- شرق نابلس، واندلعت خلالها مواجهات أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي بكثافة، والغاز السام المسيل للدموع، كما احتجزوا طفلاً في المنطقة.

وفي طولكرم، تواصل قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ48 على التوالي، ولليوم الـ35 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد غير مسبوق شمل عمليات مداهمة مكثفة للمنازل وإجبار سكانها على الخروج منها بالقوة، مع استمرار الحصار والاقتحامات وسط تعزيزات عسكرية، وإجراءات تنكيليه بحق المواطنين.

وسمع دوي انفجارات ضخمة فجر اليوم، في المنطقة المحيطة بالأحراش في مخيم نور شمس، تزامنًا مع انتشار مكثف لجنود الاحتلال، وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من المكان، في الوقت الذي تسببت في تحطم زجاج مركبات ونوافذ المنازل القريبة وتضرر محتوياتها، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف المواطنين.

وأطلقت الرصاص الحي تجاه مركبة إسعاف، أثناء توجهها لمخيم نور شمس لإخلاء حالة مرضية، ومنعتها من الوصول إليها، وشهدت حارة المحجر في المخيم عمليات اقتحام وتفتيش مكثفة للمنازل نفذها جنود الاحتلال، فيما انتشرت فرق المشاة في حارة جبل النصر، حيث أقدمت على تفجير إحدى بوابات مسجد النصر في المخيم، وسط إطلاق نار كثيف، كما أضرمت النيران في منزل المواطن ياسر مقبل في حارة المنشية، ما أدى إلى احتراق أجزاء من المنزل، وإلحاق أضرار مادية جسيمة.

وانتشرت بدورياتها الراجلة في حارتي أبو الفول وقاقون في مخيم طولكرم، حيث داهمت المنازل وخلعت الأبواب وعاثت فيها خرابًا، إضافة إلى إطلاق قنابل صوتية لترويع السكان، كما استولت على مزيد من المنازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية.

واعتقلت مواطنًا ونجله، بعد الاعتداء عليهما بالضرب، في حارة المقاطعة، حيث احتجزتهما لأكثر من 12 ساعة قبل الإفراج عنهما في ساعات الفجر الأولى، بينما تعرض عدد آخر من المواطنين للتنكيل أثناء عمليات المداهمة لمنازلهم.

وانتشرت فرق المشاة في منطقة حي إسكان الموظفين في ضاحية اكتابا، وتحديدًا المنطقة المقابلة لمخيم نور شمس، حيث داهمت منازل المواطنين وأجرت عمليات تفتيش واسعة داخلها، وأخضعت سكانها للاستجواب الميداني.

وفي موازاة ذلك، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، مرورًا بشوارعها الرئيسية، واعترضت حركة تنقل المواطنين والمركبات، فيما عززت من آلياتها وجرافاتها الثقيلة، أمام المباني التي تستولي عليها في شارع نابلس وتحولها لثكنات عسكرية، وفي محيط مخيمي طولكرم ونور شمس، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة تنقل المواطنين.

كما خلف العدوان دمارًا شاملاً طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.

ثم في رام الله، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال، بلدة سلواد- شمال شرق رام الله، وطاردت مركبة وصدمتها بشكل متعمد، قبل أن تعتقل طفلين كانا على متنها.

كما اقتحمت اليوم، قرية الجانية -غرب مدينة رام الله، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت، والغاز السام المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن إصابات، وكانت قد اقتحمت قرى وبلدات في رام الله، وهي: المزرعة الغربية، وبيت سيرا، بيتونيا، وترمسعيا.

كما في الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال، قرية الريحية -جنوب الخليل، وفتشت منازل لعائلة الطوباسي، واعتدت على المواطنين بالضرب، ما أدى لإصابة عدد منهم برضوض، كما أصيب عدد من المواطنين بالاختناق عقب إلقاء قوات الاحتلال قنابل الغاز السام بين منازل المواطنين.

فيما في قلقيلية، اندلعت المواجهات مع قوات الاحتلال، في قرية كفر قدوم- شرق قلقيلية، عقب انطلاق المسيرة السلمية الأسبوعية، تنديدًا بجرائم الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا، وللمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ عام 2003، أطلقوا خلالها قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين، دون أن يبلغ عن إصابات.

بينما في سلفيت، جرف مستعمرون بحماية قوات الاحتلال، عشرات الدونمات من أراضي المواطنين في منطقة "وادي المطوي"، الواصل بين مدينة سلفيت وبلدة بروقين غربًا، بهدف شق طريق استعماري جديد يصل إلى البؤرة الاستعمارية الرعوية "الرأس".

وتم اقتلاع نحو 40 شجرة زيتون معمرة تتراوح أعمارها ما بين "50-60" عامًا، وتجريف مساحات واسعة من الأراضي، ومنطقة "وادي المطوي" من المناطق الحيوية التي تربط مدينة سلفيت بالبلدات الغربية، وتشكّل ممرًا أساسيًا للمواطنين، وتتعرض منذ فترة لاعتداءات متكررة من المستعمرين الذين ينطلقون من البؤرة الاستعمارية "الرأس"، حيث يتم منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، إلى جانب ملاحقة الرعاة وتهديدهم.

وأيضًا في أريحا، اقتحم عشرات المستعمرين، نبع العوجا -شمال المدينة، وأقاموا حفلاً استفزازيًا لمناسبة ما يسمى "عيد المساخر"، وسط أعمال عربدة واستفزاز المواطنين في المناطق المجاورة للنبع.