صادقت الحكومة الإسرائيليّة، مساء يوم أمس الأحد 2025/02/16، على تعيين إيال زامير رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيليّ، فيما سارع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى التشديد على أن نهج الأوّل "هجوميّ"، وأن إسرائيل "ستغيرّ وجه الشرق الأوسط"، خلال ولايته.
وسيتولّى زمير مهامّ منصبه رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيليّ في الخامس من آذار/ مارس المقبل، ليحلّ بذلك خلفًا لهرتسي هليفي.
يأتي ذلك فيما يعتزم هليفي، الذي شارفت ولايته على الانتهاء، استكمال التحقيقات الجارية في الجيش بشأن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وعرضها على الجمهور خلال الأسبوعين المقبلين، وتشمل التحقيقات في معارك السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في كل منطقة بـ"غلاف غزة"، فضلاً، عن التحقيقات الأوسع نطاقًا على المستوى الفشل الاستخباراتيّ، والليلة التي سبقت اندلاع الحرب.
وفي الواحد والعشرين من الشهر الماضي، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينها هليفي، في بيان، عن استقالته من منصبه، وأنه أبلغ وزير الأمن يسرائيل كاتس، بأنه يطلب إنهاء ولايته بحلول السادس من آذار/ مارس المقبل، كما طالب بتشكيل لجنة تحقيق خارجية في إخفاقات 7 أكتوبر.
وبرر هليفي استقالته بأنها تأتي "انطلاقًا من الاعتراف بفشل الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر وفي النقطة الزمنية التي سجل فيها الجيش الإسرائيلي إنجازات كبيرة ويتواجد في عملية تطبيق الاتفاق لتحرير الاسرى المحتجزين".
وأتت استقالة هليفي في ظل توتر العلاقات بينه وبين الحكومة الإسرائيلية، وخاصة كاتس، الذي رفض قرارات اتخذها هليفي، وبينها توجيه أوامر إلى هليفي بإنهاء التحقيقات العسكرية حول إخفاقات الجيش في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وعدم إجراء عملية تدوير مناصب في الجيش، وعدم تعيين ضباط برتبتَي لواء وعميد في مناصب جديدة.
وكان الخبراء والمحللون الإسرائيليون، قد علّقوا آمالًا على أن زامير سينجح في إخراج الجيش الإسرائيلي من أزمته، ووصفوه بأنه جنرال "خبير"، وأنه الأكثر خبرة بين المرشحَين الآخرين للمنصب.
وشدد رئيس برنامج سياسة الأمن القومي في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب عوفِر شيلَح، على أنه بتعيينه في المنصب، "يتلقى زامير جيشًا في أزمة عميقة، ورغم أن الجيش الإسرائيلي سجل نجاحات عملياتية ليست قليلة خلال السنة ونصف السنة الأخيرة، لكن استمرار الحرب بدون هدف واضح، وغياب خطة سياسية تمنح الفعل العسكري نتيجة وغاية لنهايته، وفشل القيادة العسكرية من خلال تأخير التحقيقات واستخلاص المسؤولية على إخفاق 7 أكتوبر، أدى هذا كله إلى تآكل جسدي وأخلاقي وعقلاني غير مسبوق".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها