أجواء المصالحة الفلسطينية تترسخ أكثر وأكثر على الأرض، بين حركتي فتح وحماس وكل ألوان الطيف الفلسطيني، ويجب أن نلاحظ أن الحركتين تتبادلان هذه الأيام الهدايا الثمينة، هدايا ومبادرات وخطوات من أجل ترسيخ قاعدة المصالحة بعد أن تم الاتفاق عليها في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة !!! وكل ذلك يجري عبر لغة بعيدة كل البعد عن تراشقات الانقسام الأسود، فعندما نكون جميعا تحت سقف بيت العائلة، فيجب أن نقول لبعضنا الحسنى حتى لو كان هناك خلافات، لأن الاختلاف السياسي مشروع في قضية صعبة مثل قضيتنا الفلسطينية، ولكن التخاطب بلغة جارحة ومهينة واستفزازية هو الأمر غير المشروع على الإطلاق ويزداد انكشاف الموقف الإسرائيلي المعادي، من خلال التصعيد الإسرائيلي الكلامي والسلوكي ضد شعبنا الفلسطيني، كلما تكرست أكثر وأكثر أجواء المصالحة ومفرداتها في حياتنا اليومية !!! وهذا دليل قاطع على أن الاحتلال الإسرائيلي كان يراهن كثيرا على بقاء الانقسام بيننا، ونراه اليوم يضطرب ويفقد توازنه، ويتصرف بعصبية وتوتر وهو يرانا نرسخ قواعد المصالحة توطئة لتجليسها بشكل فعلي وكامل على الأرض، وبطبيعة الحال فإن السلوك الإسرائيلي المتشنج قولا وعملا هو الدليل الساطع على أننا نسير في الطريق الصحيح حين نتوجه إلى المصالحة، ونحمي أجواء المصالحة، ونعلي من شأن لغة المصالحة بدلا من اللغة الاستفزازية المصاحبة للانقسام البائد قريبا إن شاء الله .

نهيب بإعلامنا الوطني.. ونهيب بالناطقين الإعلاميين.. ونهيب بكل وسائطنا ووسائلنا الإعلامية أن تستمر في تصعيد الحضور نحو المصالحة، وأن لا تعطي أدنى مساحة للأخبار الملفقة، أو التصريحات الصادرة عن غير ذوي الاختصاص، وأن تضبط الانفلات الإعلامي، حيث نرى البعض يصرحون بما لا يعرفون، ويفترضون ما هو غير واقعي، ويشوشون لذات التشويش .

ليس لنا سوى طريق واحد نسير فيه بقوة لتكريس انتصاراتنا وإنجازاتنا، إنه طريق المصالحة، فمن خلال المصالحة نصبح جميعنا رابحين، ودون المصالحة تصبح المكاسب الفصائلية الضيقة مجرد سراب لا يصمد أمام شمس المصالحة.

يجب أن نستثمر هذا الفوز الذي حققناه في ميادين الصمود وفي ميادين السياسة الدولية، فهذه هي الفرصة المناسبة لاستثمار الفوز، لتحقيق المصالحة، وإطفاء حالة التوتر والتشنج، وجعل المتاجرين بالانقسام يخسرون تجارتهم ويذهبون خارج التاريخ .