ليكون واضحا" ومنذ البداية بأنني مع حرية النقابات وممارستها لدورها في العمل على تحسين أوضاع الفئة التي تهتم بها النقابة أو المنظمة الشعبيه ..فالعمال والموظفين والمزارعين والمهندسين والأطباء والطلاب وغيرها الكثير كلها قطاعات هامه ويجب أن تحظى بدعم السلطة التنفيذيه في أي دولة وفي فلسطين  وبسبب تزاوج الحكومة مع الثورة يجب أن تكون هذه الفئات جزء أساس من المشروع الوطني الفلسطيني ويجب ان تحظى كذلك باكبر مقدار ممكن من الرعايه الحكومية .

في فلسطين نعيش حالة خاصه ومعقده تتطلب منا الإستفاده من دور الفئات السابقة الذكر لتعزيز مشاركتها ودورها في المشروع الوطني الفلسطيني ولتحقيق أهداف شعبنا الساعي للحرية وللإستقلال ولإقامة الدولة الفلسطينية على أراضينا المحتلة عام 1967م ويمكن البناء على دور الفئات السابقة الذكر وغيرها من فئات لم نذكرهـــــا .

يجب أن تكون النقابات والمنظمات الشعبيه جزء من معركة التحرر الوطني وجزء من مشروعنا لبناء الدولة الفلسطينية المستقله وعاصمتها القدس الشريف فبدون العمال والمزارعين والموظفين والطلاب وووو لا يمكن لنا أن نتحرر فكل هذه الفئات جزء هام من مشروعنا الوطني ولهذا أولت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) ومنظمة التحرير الفلسطينية أهمية خاصه للمنظمات الشعبيه والنقابات وهناك دوائر متخصصه لإدارة النقابات والمنظمات الشعبيه .

في الحقيقة وبوضوح منذ إتفاق اوسلو حصل تراجع في تفعيل  دور هذه المؤسسات وبالتالي تأثرت النقابات والمنظمات الشعبيه وأعلم بان البعض سيغضب من هذا الكلام ولكن وكمثال بارز على التراجع يمكن الإشارة الى الإتحاد العام لطلبة فلسطين هذه المؤسسة التي تشرفت بالعمل من خلالها خلال دراستي الجامعيه في كل من الكويت والعراق ..في تلك المؤسسة تعلمت وفي تلك المؤسسة اكتسبت الصفات الأساسية التي تجعلني قادرا" الأن على مخاطبة القارئ 

التراجع منذ اوسلو كان مرتبطا" بفاعلية أدوار هذه النقابات والمنظمات في المشروع الوطني وتراجع دورها لصالح السلطة التنفيذيه في ظل التركيز على العمل السياسي من جانب والتركيز على الخدمات من خلال الحكومة الفلسطينية من جانب أخر وقد ادى هذا الى تراجع دور النقابات .

أستمر التراجع وأصبح هناك شبه عزلة بين النقابات والمنظمات الشعبية وبين المنظمة والسلطة وأقتصر أغلب دور النقابات على تحصيل مكتسبات للفئة التابعه لها ومن خلال السلطة الفلسطينية بدون محاولة الخروج من (الصندوق ) في التفكير والعمــــل النقابي ...غاب الإستثمار والدور وبقي الهم والهاجس هو المكتسبات فزاد العبئ وتحولت النقابات نفسها الى عبئ وللأسف ومع كل إحترامي وتقديري .

بكل الأحوال حصل منذ أيام أن تم إعتقال الاخ بسام زكانه رئيس نقابة الموظفين ومعه بعض الاخوه النقابيين من النقابة المذكورة وهنـــا أود الإشارة الى أن العديد من الإنتقادات الشعبية كانت موجهه لنقابة الموظفين لوجود شعور عام بأنها تركز فقط على جانب واحد من دورها وهو المتعلق بالمميزات الخاصه بالموظفين وهذا هام ولكنه ليس الدور الوحيد وللنقابه.

نحن جميعا" نعلم بأن رئيس نقابة الموظفين الاخ  زكارنه هوعضو مجلس ثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) وهذه الصفه والموقع تجعله قادرا" على ان يجعل من النقابه جزء من العملية النضالية اليومية لتحقيق أهداف شعبنا فيكون هناك دور اكبر لموظفين السلطة .

وبالتالي خلق مفاهيم وطنية تساهم في تصحيح المفاهيم المتعلقة  بإدارة  النقابات بإعتبار أنها جزء من المشروع الوطني وبإعتبار أنها ذات أهمية لمنتسبيها لتحقيق مطالبهم وتحسين أحوالهم .

هذا ليس نقدا" وإنما محاولة لإلقاء الضوء على  المطلوب وعلى ما يمكن وما يجب فلا يعقل أن يقتصر دور النقابة على الإضرابات بهدف تحقيق مطالب فئوية بعيدا" عن النظر الى الوضع العام  .. نحن دولة فقيرة نعتمد على المساعدات ولدينا بطالة مقنعه وبشكل كبير وملفت للنظر وهناك إحصائيات مرعبه بمجال البطالة المقنعه وما تمثله الرواتب من كامل الموازنه الفلسطينية وهذا يستحق المراجعه ويجب تفعيل دور النقابة هنا بالتعامل مع هذا الواقع الذي يسبب الأذى للإقتصاد الوطني ولمستقبل أطفالنا .

إن اعتقال زكارنه أثار استياء البعض وبشكل خاص لدى الاخوه من فتح ولكنه وبنفس الوقت لم ألاحظ وجود نقاش حقيقي عن دور النقابة وتوقيت مطالبها وطبيعة مشاركتها بالمعركة الوطنية للإستقلال .

وهنا أؤكد بإنني أرى بأن الإعتقال ليس وسيلة للتعامل مع نقابة الموظفين كما أنني أؤكد على أهمية العمل النقابي وحريته  ولكن هناك إشتراطات لحرية العمل النقابي بالمقارنة مع الوضع العام وطنيا" وسياسيا" ولا يجب أن نكون جزء من  الضغوطات على القيادة بالتزامن مع ضغوطات سياسية وإقتصادية ووطنية .

فلسطين بحاجه الى جهد الجميع وجهد كل النقابات والمنظمات الشعبية كما أن الجميع بحاجه الى السلطة الفلسطينية القوية سياسيا" وإقتصاديا" ووطنيا" لتكون  القادرة على تلبية إحتياجات المواطن وهنا أتحدث عن الموظف والفلاح والدكتور والمهندس .. لهذا يجب أن تتعاون كل النقابات والمنظمات مع السلطة وكما أنها يجب أن تكون صاحبة دور  اكثر فاعلية بالمشروع الوطني الساعي لإقامة الدولة وتحقيق السلام في المنطقة .