في الذكرى العاشرة والأليمة لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وتحت شعار "معًا وسويًا حتى القدس الشريف" أحيت سفارة دولة فلسطين في لبنان و"مؤسسة ياسر عرفات" المناسبة بمهرجان خطابي سياسي مركزي حاشد، وفني احيته فرقة الكوفية والفنان محمد عساف في قاعة "البيال" ببيروت الأحد 16\11\2014.

هذا وقد حضر الاحتفال ممثل رئيس الحكومة اللبنانية الوزير محمد المشنوق، وممثل رئيس مجلس النواب النائب علي بزي، ودولة الرئيس حسين الحسيني، وعدد من النواب الحاليين والسابقين، ورئيس مؤسسة الشهيد ياسر عرفات الدكتور ناصر القدوة، وعضوا اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء سلطان ابو العينين واللواء جبريل الرجوب، ومدير الصندوق القومي الفلسطيني الدكتور رمزي خوري، وسفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، والاخت ام جهاد الوزير، وامين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات، وامين سر اقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة، إلى جانب ممثلي الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، والعديد من السفراء العرب والاجانب، وممثل الاتحاد الاوروبي ماتشي غولو بيبويسكي، وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية اللبنانية والعربية والدولية، ورجال سياسة وفكر ودين، وعدد من الفنانين اللبنانيين والفلسطينيين.

بدأ المهرجان بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت فضيلة الشيخ أبو عثمان، تلا ذلك النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة فتح، ثم ألقت طفلة من فرقة الكوفية قصيدة شعرية ضمن لوحة الجنازة الفنية التي نفّذتها الفرقة، بعدها تم عرض فيلم وثائقي يجسّد المسيرة النضالية للقائد المؤسس ياسر عرفات، وآخر عبارة عن رسومات "نيجاتيفية" أيضاً لأبي عمار وكلا الفيلمين من إعداد مؤسسة الشهيد ياسر عرفات.

وقدّم الحفل الشاعر والاعلامي زاهي وهبي الذي بدأ كلمته بأبيات شعرية عن فلسطين تحت عنوان "كي لا ننسى"، ثمّ تحدث عن حياة وشهادة الرئيس القائد ياسر عرفات وحفاظه على الامانة التاريخية بالعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وكانت كلمة للوزير محمد المشنوق استعرض فيها مراحل حياة الرئيس الراحل من خطابه امام الامم المتحدة والحصار والعزل، حتى تحقيقه النصر بالشهادة وحفاظه على الامانة. 

واعتبر ان الرئيس الرمز حمل القضية الفلسطينية من عاصمة عربية الى اخرى واستطاع رغم التناقضات الانظمة ان يجد دفعًا قويًا ساعد الثورة الفلسطينية على الاستمرار. 

واضاف المشنوق "ان الرئيس الراحل ذهب الى اقاصي العالم وعقد الاتفاقيات لتحقيق الحلم الفلسطيني، وعلى الرغم من ذلك لم يُسقِط خيار الانتفاضة من يده التي اطلقها محاولاً الحصول على الحقوق الفلسطينية واختراق شروط السلام".

ورأى المشنوق ان ياسر عرفات هو الثورة الفلسطينية، وهو من قد تختلف معه في السياسة ولكنك لا تستطيع ان تختلف معه على المبادئ وهو الذي قال في مرات عديدة ان دوره ينتهي عندما تقوم الدولة الفلسطينية. 

وختم المشنوق كلمته مثمّنًا دور الرئيس الراحل في الثورة الفلسطينية وهو الذي حققت خطواته في مسيرة التحرير والصمود والانتفاضة، الصورة التي يعتز فيها الشعب الفلسطيني.

 ثم كان عرض لفيلم قصير عن حياة الشهيد القائد ابو عمار من انتاج مؤسسة ياسر عرفات استعرض فيه ابرز محطات حياته.

والقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس، السفير اشرف دبور بدأها بتحية من لبنان وفلسطيني الشتات لروح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وأكد انه رغم المعاناة وحياة البؤس والحرمان التي يعيشها الفلسطينيين الا انهم جميعًا تجمعهم المصلحة العُليا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في اطار سياسة وطنية راسخة.

واثنى السفير دبور على الدور الداعم للبنان على المستويين الشعبي والرسمي لقضية اللاجئين وحقهم في العودة، داعيًا الحكومة اللبنانية الى اقرار القوانين التي تجيز العمل والعيش بكرامة الى حين العودة الى ارض الوطن.

وندّد السفير دبور في كلمته بالهجمة الصهيونية التي تستهدف الشعب الفلسطيني من محاولات التهويد والاعتداءات على الاقصى الشريف مؤكدًا ان الشعب الذي انجب ياسر عرفات سيسقط كافة المؤمرات معرِبًا عن ثقته ان المجتمع الدولي اصبح اكثر وعيًا للوجه الحقيقي والبشع للاحتلال الصهيوني.

وفي نهاية كلمته عاهد السفير دبور باسم الشعب والقيادة الفلسطينية ان تبقى القضية الفلسطينية امانة في اعناق الشعب الفلسطيني، وان تُكشَف حقيقة الغدر الذي تعرّض له الرئيس الشهيد.

والقى كلمة مؤسسة ياسر عرفات ناصر القدوة، قال فيها ان احياء الذكرى العاشرة للمؤسس هي احياء لذكرى يستلهم منها الشعب الفلسطيني على الاستمرار في النضال لانجاز الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

ورأى القدوة ان الشعب الفلسطيني يواجه اليوم العدوان الصهيوني والامعان في التدمير والاعتداءات على الشعب الفلسطيني والانقسام الذي هو خارج عن العادات الفلسطينية، داعيًا الفصائل الفلسطينية الى التوحد لمواجهة العدوان واعلاء القيم الفلسطينية التي هي اساس الحركة الوطنية الفلسطينية، خاصة في ظل ما تواجهه المنطقة من انقسام واقتتال طائفي ومذهبي.

وختم القدوة كلمته بالتأكيد على القيم والسياسة التي ارساها الرئيس ابو مازن بالوقوف على الحياد في ظل ما تواجهه المنطقة، ودعا فلسطينيي الشتات الى عدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني ولتشكيل جسر محبة بين الفرقاء اللبنانيين.  

وفي ختام الاحتفال قدّم الفنان الفلسطيني محمد عساف وصلة فنية لفلسطين الهبت الحضور.