بعد الشلودي وحجازي يلتحق العكاري شهيداً في القدس ومن اجلها، في كل اربعاء يتقدم شهيد فلسطيني من اهل القدس ويتفجر غضباً بوجه الاحتلال الذي لا يتوقف عن تدنيس المقدسات، واقتحام الاقصى، ومنع الصلاة فيه، وإغلاق ابوابه، وهدم البيوت، ولا يتوقف عن الاعتقال والقمع بكل اشكاله...هل هناك تحريض للمقدسيين خصوصاً والفلسطينيين عموماً أشد من تحريض كل هذه الافعال الاسرائيلية التي يقدمها المسؤولون والمستوطنون وقوات جيشهم وشرطتهم؟!
ويتقدم نتنياهو وليبرمان وباقي طغمة اليمين الفاشي الحاكم في اسرائيل..يتقدم الصفوف التي تعلن ان القدس "عاصمتهم الابدية" وان لهم ما يطمعون من ارضنا، ولهم وحدهم الحق في مصادرة الارض وإقامة المستوطنات وبناء آلاف الوحدات السكنية، وان لهم الحق في هدم بيوت المقدسيين بذريعة ودون ذريعة...يتقدم نتنياهو بأفعال حكومته وأقواله صفوف جوقة السعار العنصرية، ويطلق لعقيرته اخراج ما في جوفه من وعثاء سياسية عنصرية يرفضها الفلسطينيون والعرب والمسلمون ولا تقبل بها الدنيا الذاهبة الى الاعتراف بحقنا في الاستقلال وإقامة دولتنا على خطوط الرابع حزيران 1967.
يتبارى المسؤولون الاسرائيليون في تدنيس الاقصى بصحبة المستوطنين وحماية الجيش والشرطة ويتقاطرون على الاقصى وسط حملات قمع للمرابطين والمرابطات، وحملات منع للمصلين، ويتعمد افراد تلك الطغمة الفاشية العنصرية اعلان نياتهم قبل التدنيس، كما يتعمدون ضمان التغطية الاعلامية الصاخبة لتدنيسهم اليومي للأقصى على مرأى ومسمع من ابناء القدس الممنوعين من الصلاة في اقصاهم.
بعد تفجر غضب ابراهيم العكاري وارتقائه شهيداً ينطلق سعار طغمة اليمين الفاشي باتهام الرئيس محمود عباس بالمسؤولية عن انفجار غضب المقدسيين كل أربعاء، وتصل الوقاحة بهم حد القول ان ابا مازن لا يريد السلام؟!
لا جديد.. سيحدث ما حدث عند ارتقاء شهيد الاربعاء الاول الشلودي، وعند ارتقاء شهيد الاربعاء الثانية حجازي، سيحدث كل ما نعرف، وكل ما تعود الاحتلال ان يقترف من اعتقالات لعائلة الشهيد، الى تأخير تسليم الجثمان، الى محاولة اقتصار دفن الشهيد بحضور عدد قليل جداً من ذويه الى اخر ماتعرفون، وسيأتي دور ذوي الشهيد وأهل القدس رافضاً كالعادة لكل ما يحاول القاتل المحتل ان يفرضه عليهم.
غضب مقدسي فلسطيني ينفجر بوجه الاحتلال للاربعاء الثالثة على التوالي، غضب يجوب شوارع القدس العربية الفلسطينية كل يوم مع كل اقتحام للمستوطنين للاقصى، مع كل منع للصلاة، مع كل اعتقال وهدم بيت، وسيتواصل الغضب ويتصاعد في كل مدينة ومخيم وقرية في فلسطين واينما وجد الفلسطيني، وسيصل الغضب الى الشارع العربي، وقد وصل وطلائعه مواقف رسمية عربية ترفض ما يفعله وما يقوله المحتل، وقد وصل وطلائعه مواقف شعبية عربية كثيرة.
الان تتقدم القدس وأهلها الصفوف المدافعة عن الاقصى والمقدسات وعن عروبة القدس، والان تصبح المهمة الوطنية الفلسطينية الاولى للجميع هي دعم اهل القدس وإسنادهم بكل من يتمكن من الوصول للاقصى، وكل ما يمكن تقديمه من دعم لصمود اهل القدس، وكل ما يمكن تكريسه من جهد سياسي ودبلوماسي واعلامي، وكل ما يمكن حشده من تأييد ودعم حكومي وشعبي عربي و اسلامي.
القدس اولا .. الاقصى اولا وقبل كل الاولويات وما اكثرها، وما اكثر ما بيد العرب من قدرات واوراق قادرة على التأثير في كل اوساط القرار في الدول الكبرى وفي معظم دول العالم، وتستطيع القيادة الفلسطينية ان تكون الناظم والموحد لكل الجهود الوطنية وكل مواقف الدعم العربية والإسلامية والدولية، نعم تستطيع القيادة الفلسطينية ان تكون المركز الذي ينظم ويضمن استمرار تدفق الدعم، وحتى نضمن الحد الاقصى من القدرة فأن القدس تطالب الجميع بالتوحد من اجلها.
كل سفاراتنا وجالياتنا قادرة على تنظيم نفسها.. قادرة على توحيد جهود الفعاليات الوطنية والعربية في المحيط العربي الذي لا يختلف اي طرف فيه على قضية القدس.
تنادينا القدس الان ان نتقدم نحو وحدتنا.. وحدة الصف ووحدة الفعل، ومن الغريب والمعيب ان نستمر في السجال والمغالبات الكلامية والاتهام والقدس الان هي عين البركان الفلسطيني.