فلسطين في قلب المشهد الدولي، ومركز اهتمام الأخلاقياتالعالمية، ومحط أنظار دول العالم على امتداد الكرة الأرضية. انه اليوم العالمي للتضامنمع الشعب الفلسطيني ويوم التصويت على نيل الاعتراف بدولة فلسطين عضوا مراقبا في الأممالمتحدة..خطوة سياسية تطرق بقوة ابواب الحرية، ومنحنى تاريخي في مسيرة كفاح شعب لواحدةمن أعدل القضايا في التاريخ البشري. اليوم يقف الرئيس محمود عباس من على أعلى منبرللأمم والقانون الدولي والشرعية الدولية ليقول كلمته باسم الشعب الفلسطيني العظيم..باسمرجاله ونسائه وشيوخه وأطفاله، وباسم شهدائه وأسراه ومخيماته وشتاته ومهاجره، وباسممعاناته وحنينه وأنينه وأشواقه للحرية والاستقلال، وباسم تاريخه وحضارته وهويته وماأبدع فوق ترابه الوطني من ثقافة وعمران وفنون وتراث..يقف الرئيس محمود عباس ليقدم أوراقاعتماد الشعب الفلسطيني الى البشرية جمعاء لتصبح فلسطين دولة معترفا بها يقع عليهااحتلال تتحمل البشرية مسؤولية انهائه لينعم شعبها بالحرية، فحرية فلسطين توطد الأمنوالسلم الدوليين، والأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط.... عندما تكون كل الطرق مغلقةفان الطريق السالكة هي التي يشقها الشعب الفلسطيني بنفسه، وعندما اغلقت طريق التسويةوسدت حكومات اسرائيل ابواب الأمل وتواصل الاستيطان وبناء جدار الفصل والعدوان على غزةوالقدس والأغوار، وامتد الحصار، وتحول راعي عملية السلام من حكم الى خصم وانشغل الأشقاءالعرب في قضاياهم الداخلية، شق الرئيس ابو مازن الطريق عندما أغلقت كل الطرق، ونقلالقضية العالقة بين براثن اسرائيل وحليفها الاستراتيجي، نقلها الى مكانها الصحيح، نقلهاالى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث روح القوانين وتجليات الأخلاقيات العالمية، حيثلا فيتو الولايات المتحدة ولا مكان لمكر بعض الدول الداعمة لمكر الدولة الصهيونية..الطريق التي شقها وسلكها الرئيس مستبطنا أهداف وحقوق شعبه هي طريق الحرية التي تفضيالى شيء من العدالة والى فسحة من فسح الأمل...طريق ممتلئة بتلويحات من كل أولئك الذينيمتلكون الحكمة وبعد النظر والوقوف بقوة الى جانب القضايا العادلة، فحتى هذه اللحظةاعلنت غالبية عظمى من دول آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ودول كبرى في أوروبا عندعمها لتوجه فلسطين الى الجمعية العامة للأمم المتحدة. نقل القضية الفلسطينية الى الأممالمتحدة تصحيح لمسار تاريخي، وحصول فلسطين على العضوية له ما بعده وعلينا أن نستعدللتحديات القادمة ونحسن الأداء ونوطد ثقافة الصمود. حصول فلسطين على العضوية ونحن علىثقة من ذلك هو تحقيق لبند من بندين رفعهما شبابنا وأبناء شعبنا في زمن الثورات العربيةوالربيع العربي وهما: انهاء الاحتلال وانهاء الانقسام. بذهابنا للأمم المتحدة سرنافي طريق انهاء الاحتلال ولا شك ان الطريق التي سنشقها في الأيام القادمة هي طريق انهاءالانقسام وتحقيق المصالحة.