اليوم، وفي ميدان سياسي محتدم اسمه الجمعية العامة للأممالمتحدة، ستخوض فلسطين واحدة من أهم معاركها في المسيرة الطويلة نحو الحرية والاستقلالوإقامة الدولة المستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقيةالتي هي القدس الشريف..

معركة اليوم بدأ التحضير لها منذ فترة طويلة، منذ اتضحبشكل حاسم أن المفاوضات بالمعايير التي تتشبث بها إسرائيل أصبحت غير مجدية، وبلا قيمة،ومجرد إحراق للوقت، تحت ظل الاستيطان المجنون والتهويد الكاسح.

كنا قد أوقفنا المفاوضات التي فشلت كل محاولات إحيائهالأن إسرائيل تشبثت بنفس المعايير الفاشلة، ورعاة المفاوضات وخاصة الولايات المتحدةلم تضغط على إسرائيل بأي شيء، وهكذا قررت القيادة الفلسطينية بعد دراسة مستفيضة، وبعدمشاورة عميقة على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي، العودة بالقضية إلىمنبعها الأول، أي إلى المجتمع الدولي، إلى الأمم المتحدة، وبدأنا بطرق أبواب مجلس الأمن،الذي خضنا فيه معركة مشرفة، ولكن الضغط والانحياز الأميركي، كان أكبر من جهودنا، فقررنامنذ لحظتها في العام الماضي، الذهاب إلى الجمعية العامة، مع العلم أن طلبنا من مجلسالأمن كان للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين، أما طلبنا من الجمعية العامة فهو للحصولعلى عضوية غير كاملة، عضو مراقب لدولة فلسطين.

وقد اكتشفنا أن الموقف الإسرائيلي المتشنج هو نفسه،والموقف الأميركي المنحاز هو نفسه، وهكذا احتدم الصراع من قاعة مجلس الأمن إلى قاعةالجمعية العامة، مع أن عناصر المعركة الرئيسية هي نفسها، والضغط الأميركي المصحوب بالتهديدوالتحريض ما زال مستمرا، والسلوك الإسرائيلي الإجرامي هو نفسه، تذكروا حرب الأيام الثمانيةقبل أيام، ولكن الفيتو الأميركي غائب، والنفوذ الأميركي في الجمعية العامة أقل سطوة.

اليوم نحن في ذروة المعركة ،،،

اليوم نحن في قمة الصعود ،،،

اليوم تحدث المواجهة الكبرى ،،،

اليوم تتوحد قوانا الفلسطينية، ويبرأ صوتنا الفلسطينيمن أية اختراقات أو تشوشات، صمودنا في الحرب الأخيرة يعطينا مزيدا من الثقة بالنفس،وموقفنا الموحد خلف الرئيس أبو مازن وهو يقود المعركة يعطينا مزيدا من المصداقية فينظر العالم !!!

اليوم معركة التصويت في الجمعية العامة أصبحت جزءا رئيسيامن كرامة الدول التي تشترك في التصويت، وقدرة هذه الدول صغيرة كانت أو كبيرة، لتقوللإسرائيل وحليفتها الكبرى أميركا أن الوضع لا يمكن أن يحتمل، وأنه غير مقبول، ولا يمكنأن يستمر، وأن صعود فلسطين إلى الاستقلال هو أمر حتمي مهما كانت الظروف...

مشوار طويل،

وحرب ضروس،

ومعركة قاسية،

ولكن شعبنا الفلسطيني يستحق عن جدارة ما يطالب به، إنهشعب مناضل، من حقه الحرية والاستقلال، من حقه أن تكون له دولته ليسهم من خلالها معالعالم في تكريس الأمن والسلام، فأهلا بفلسطين دولة....

وأهلا بفلسطين عضوا في نادي الدول، وأهلا بفلسطين وردةتتفتح في حديقة العالم.