بالأمس في موكب شعبي ودع شعبنا الطفل الشهيد عروة حماد، ولن يكون عروة آخر الشهداء من الأطفال، فقبله قتل المحتلون الفاشيون محمد ابو خضير بعد ان احرقوه حياً ليرتقي الشهيد الى رمز خالد يشهد على القتله من المستوطنين وجيشهم .. جيش الاحتلال الإسرائيلي، وما زال اطفالنا في الميدان، هم الآن في كل احياء وبلدات القدس يرجمون الاحتلال بحجارة فلسطينية، ها هي اجسادهم هدف للرصاص الحي والمطاطي، ها هم عرضة للاعتقال والضرب بالعصي، بأحذية الجنود.
في مقدمة كل صفحة نضالية من تاريخ فلسطين الحديث، منذ بداية الاحتلال، يقف طفل شهيد رمز، هل تذكرون؟ بالتأكيد ولن ننسى، ومن هو القادر على نسيان مشهد جنود الاحتلال الغارقين في عارهم وهم يتجمعون على بضعة اطفال فلسطينيين وينهالون تكسيراً لعظامهم بالحجارة على مرأى من العالم في مطلع الانتفاضة الاولى.
كانوا اطفال الحجارة، كما سماهم قائدنا التاريخي ياسر عرفات، وكانوا مع اخوتهم وآبائهم وأخواتهم وأمهاتهم فرساناً لانتفاضة الحجارة، وكانوا في مقدمة الشهداء والمعتقلين، وكان القتلة من جنود الاحتلال في كل مدن ومخيمات وقرى فلسطين على مدى الساعة دون ان يتوقف هطول الحجارة على سياراتهم العسكرية وعلى كل جندي منهم رغم كل ما يثقل جسمه من سلاح وعتاد.
كان الاطفال هم الرمز الذي يضيء تاريخنا منذ مطلع الانتفاضة الاولى انتفاضة الحجارة، وكان الشهيد القائد خليل الوزير ابو جهاد، كان اول الرصاص وأول الحجارة، كما لخص سيرته الكفاحية اعلامنا الفلسطيني، هكذا دخل الطفل الفلسطيني المقاوم بالحجر تاريخ النضال الانساني ضد الاحتلال.
وفي مقدمة الانتفاضة الثانية، وعلى رأس صفحتها في كتاب تاريخنا، يظل خالداً الشهيد محمد الدرة كرمز لا يغيب لضحايا جيش القتلة..قتلة الاطفال، وعلى مرأى العالم واصل قتلة الاطفال اطلاق رصاصهم على الطفل محمد الدرة وعلى والده حتى طغى صوت الوالد الذي حاول حماية ابنه بجسده ولم يفلح فصرخ مات الولد..مات الولد، وبعد محمد الدرة كانت ايمان حجو الرضيعة الشهيدة، وكان فارس عودة.
وفي مقدمة شهداء الحروب الاسرائيلية على قطاع غزة نجد الشهداء الاطفال وهم بالمئات، ويشهد العالم الذي رأى اجساد اطفالنا الغضة ونحن ننتشلها من تحت انقاض منازلنا التي دمرها قتلة الاطفال والمدنين على مدى واحد وخمسين يوماً في الحرب الاخيرة، ولم تزل دماؤهم ودماء عائلاتهم ندية تخضب ارضنا وذاكرتنا.
كان قائدنا الشهيد ياسر عرفات، كعادته وعادة بصيرته التي اختصه الله بها، سباقاً حين اقام معسكرات تدريب للأشبال في السنوات الاولى للثورة الفلسطينيه المعاصرة، يومها اطلق النبوءة : انهم الجيل الذي سيصل البحر، وقال عنهم اطفال الآر.بي.جي.
هل نقيم متحفاً دائماً يضم كل صور شهداء فلسطين من الاطفال؟ هذا بعض حقهم علينا، وهذا واجبنا تجاه التاريخ، وما ايسر المهمة، فكل طفل شهيد قمر يضيء منزل والديه، ولا يحتاج الامر اكثر من توجيه نداء الى ذوي الشهداء الاطفال حتى نجمع كل صورهم وتاريخ وأماكن استشهادهم.
نستطيع ان نشيد هذا المتحف ليكون مزاراً لكل ضيوف فلسطين، وكل ابناء فلسطين في يوم الطفل الفلسطيني، وفي كل يوم، نستطيع ان نقدم شهادة بدم اطفالنا وأسمائهم..شهادة غير قابلة للدحض على ان جيش الاحتلال وحكومة اليمين الفاشي من شارون حتى نتنياهو ومن قبلهم هم قتلة الاطفال.
يستحق اطفالنا الشهداء..يستحق اطفالنا الذين يطاردون بالحجارة الآن جيش الاحتلال ومستوطنيه في قدسنا المحتلة..يستحقون نصباً شامخاً ندعو الفنانين من كل انحاء العالم الى المشاركة في مسابقة لاختيار الافضل.
هذا بعض واجبنا.
هذا بعض حقهم علينا.
حق اطفالنا الشهداء علينا : بقلم حسن الكاشف
27-10-2014
مشاهدة: 730
حسن الكاشف
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها